من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. - YouTube
11- الرابعة – والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه-. فمن كان في حاجة أخيه فالله تعالى في حاجته بالتيسير والتسهيل والإعانة، وهو وعد صادق من الله تعالى، فقد أخرج الطبراني من حديث عمر مرفوعاً: «أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن، كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت حاجته». من يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة - مصلحون. قال مجاهد: (صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني). 12- فالحديث يدل على أنه تعالى يتولى إعانة من أعان أخاه سواء في حاجة العبد التي يسعى فيها وفي حوائج نفسه، فينال من عون الله ما لم يكن يناله بغير إعانته، وإن كان تعالى هو المعين لعبده في كل أموره، لكن إذا كان في عون أخيه زادت إعانة الله. 13- فيؤخذ منه أنه ينبغي للعبد أن يشتغل بقضاء حوائج أخيه، فيقدمها على حاجة نفسه لينال من الله كمال الإعانة في حاجاته. 14- وهذه الجمل دلت على أنه تعالى يجازي العبد من جنس فعله. * * *
ثم ندب تعالى إلى الوضع عنه والتصدق عليه به أو ببعضه، ووعد عَلَى ذَلِكَ الْخَيْر وَالثَّوَاب الْجَزِيل بقوله: ﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [2]. قال الفقهاء (رحمهم الله): من كان له غريم معسر؛ فإنه يحرم عليه أن يطلب منه الدين، أو أن يطالبه به، أو أن يرفع أمره إلى الحاكم، بل يجب عليه إنظاره بدليل قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾ [3].