1- غسل الجمعة: لما كان يوم الجمعة يوم اجتماع للعبادة والصلاة أمر الشارع بالغسل وأكده ليكون المسلمون في اجتماعهم على أحسن حال من النظافة والتطهير. فعن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم والسواك وأم يمس من الطيب ما يقدر عليه» رواه البخاري ومسلم. مستحبات الإغتسال و الأغسال المستحبة - كتاب الطهارة - محمد حسن عبد الغفار - طريق الإسلام. والمراد بالمحتلم البالغ، والمراد بالوجوب تأكيد استحبابه، بدليل ما رواه البخاري عن ابن عمر: «أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة، إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عثمان، فناداه عمر: أية ساعة هذه؟ قال: إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت، فقال: والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل؟». قال الشافعي: فلما لم يترك عثمان الصلاة للغسل، ولم يأمره عمر بالخروج للغسل، دل ذلك على أنهما قد علما أن الأمر بالغسل للاختيار. ويدل على استحباب الغسل أيضا، ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام».
البحث في: 3 ـ التيمم ← → و ـ مس الميت قد عرفت - في المقدّمة - أنّ هذه الأغسال لم تشرّع بالأساس لرفع الحدث (الأصغر والأكبر)، بل ينحصر دورها في تهيئة الإنسان على نحو أفضل لممارسة بعض الأعمال العباديّة، كالغسل لأجل الإحرام أو للدخول في مكان شريف كالغسل لدخول مكّة المكرّمة أو المدينة المنوّرة، وقد يستحبّ الغسل لشرف الزمان الذي يحبّذ الاغتسال فيه، كيوم الجمعة وليالي القدر من شهر رمضان المبارك. وينبغي أن يُعلم أنّ الأغسال المستحبّة - أي الثابت استحبابها شرعاً - تغني عن الوضوء، وكذلك يستطيع المحدث بالأكبر أن يكتفي بغسله المستحبّ هذا لكلّ ما هو مشروط بالطهارة - كالصلاة - من دون حاجة إلى استئناف غسل آخر. → و ـ مس الميت
فروع: الأول: لا فرق في استحباب غسل الجمعة بين الرجل والمرأة، والحاضر والمسافر، ومن يصلي الجمعة ومن يصلي الظهر، بل يستحب الغسل للصبي المميز أيضاً. تنبيه: يمكن الاستفادة من استحباب غسل الجمعة للصبي المميز، والفتاة المميزة في تعليمهما طريقة الغسل، وتعويدهما عليه، حتى إذا بلغا كانا عارفين بطريقة الغسل، فلا يحتاج الأمر من الأب إلى أكثر من الإشارة إلى تغيـير النية، ليكون غسل الجنابة للذكر، غسل الحيض للأنثى، فلا يقع الأب في حرج في كيفية تعليمهما الغسل الواجب. الثاني: لا ينتقض غسل الجمعة بشيء من الحدث الأصغر أو الأكبر، بمعنى بقاء أثره وحصول ثوابه، وإن صدر منه الحدث بقسميه، لأن المقصود هو إيجاده يوم الجمعة، وقد حصل ذلك. الثالث: المعروف بين الأعلام أنه يصح غسل الجمعة من الحائض، كما أنه يجزي عن غسل الحيض لمن أتت به بعد انقطاع الدم عنها، كما يجزي أيضاً عن غسل الجنابة. وخالف في ذلك السيد السيستاني(دامت أيام بركاته)، فقال أن الأحوط وجوباً عدم صحته منها حال حيضها، نعم لو حصل لها النقاء صح منها. الرابع: وقع الخلاف بين الأعلام في إجزاء غسل الجمعة عن الوضوء، فقال السيد الخوئي(ره)، والأستاذ الشيخ الوحيد، والسيدان السيستاني والحكيم(حفظهم الله) بإجزائه عنه.
الشحن باستخدام بطاقات سوا متوفر الآن
غير مسموح بنسخ أو سحب مقالات هذا الموقع نهائيًا فهو فقط حصري لموقع زيادة وإلا ستعرض نفسك للمسائلة القانونية وإتخاذ الإجراءات لحفظ حقوقنا.