- قناة الهدى الفضائية. - قناة دليل الفضائية. أخيراً توج الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي أعماله التجارية بإنشاء شركة منافع القابضة (شركة مساهمة مقفلة) التي تم تأسيسها بتحويل عديد من المشاريع العقارية من أراضٍ ومبانٍ ومجموعة من الفنادق والشقق المفروشة من مؤسسة محمد عبد العزيز الراجحي للتجارة والزراعة وهي مؤسسة خاصّة إلى شركة مساهمة لتبقى صرحا اقتصادياً ضخماً يتوقع أن يسهم بدور كبير في دعم التنمية في المملكة العربية السعودية. وفاته تُوفي الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي رحمه الله فجر يوم الثلاثاء 10 ذي القعدة 1433 هـ الموافق 25 سبتمبر 2012م، وصلي على جثمانه يوم الأربعاء في جامع الراجحي ظهراً، ووري الثرى بمقبرة النسيم.
أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر الكتاب: أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر المؤلف: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات عدد صفحات (الكتاب الورقي): ٤٤ عدد الصفحات: ٧٧ [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع] توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم الكتاب: توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم.
أيُّها الحجَّاج: إنَّ من شواهد العظمة في هذا اليوم أنَّ الله -جلَّ جلاله- جعله يومًا مشهودًا، وبهذا فسِّر قوله تعالى: ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) [البروج:3]، فالشاهدُ يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة؛ لأنَّ المسلمين يحتشدون في هذا اليوم العظيم بعرفة، من كلِّ حدب وصوب، ومن كلِّ فجٍّ عميق، يفدون من شعوب وقبائل شتَّى، وبألوان وألسن مختلفة، موحِّدين ربَّهم مهلِّلين، مجيبين نداءه ملبِّين، فكان حقًّا يومًا من أيام المسلمين مشهودًا. ومن شواهد عظمة هذا اليوم قسم الله -عزَّ وجل- به، وباليوم الذي يليه، وبالعشر التي تشتمل عليه بين يديه، فقال -عزَّ وجل-: ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) [الفجر:1-3]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "( وَلَيَالٍ عَشْرٍ): ليالي عشر ذي الحجَّة ، ( وَالشَّفْعِ): يوم النحر، ( وَالْوَتْرِ): يوم عرفة ". رواه الطبراني والبيهقي بسند صحيح. خطبة عن فضل يوم عرفة مكتوبة - سطور. فالشفع الذي أقسم الله سبحانه به هو يوم النحر، وهو يوم الحجِّ الأكبر، وذلكم غدًا، وهو شفع لأنَّه اليوم العاشر من شهر ذي الحجَّة، والوتر هو اليوم التاسع، وهو يومكم هذا، وهو يوم القرِّ. فأفضل الأيَّام عند الله -عزَّ وجل- هذه العشر الأوائل من شهر ذي الحجَّة، ثمَّ اختار الله تعالى من هذه العشر هذين اليومين التاسع والعاشر، وله الحكمة البالغة فيما يختار، ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) [القصص:68].
أخرج الأمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)). فيا له من عمل صالح يسير يؤديه المسلم في وقت قصير يحوز بعده مغفرة السنة الماضية والسنة المقبلة من ذنوبه وسيئاته. عباد الله: يوم عرفة يوم عظيم، يوم حافل بالهبات والخيرات، ووافر بالمنح والبركات؛ فيه يُعتق الله عزَّ وجل من العباد من النار ما لا يعتق فيما سواه، ففي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله قال: ((ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة)).
[١٠] أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فيا فوز المستغفرين، استغفروه إنّه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله إمام المتقين، وقدوة الخلق أجمعين، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، عباد الله، اتقوا الله في أنفُسِكُم، واغتنموا العمر ولحظاته، وتعرضوا لنفحات الله -تعالى- فيه، فإن له مواسمَ للخيرات يغفر فيها الذُنوب، ويتجاوز عن السيئات، ويُضاعف الحسنات، ومنها يومُ عرفة. يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله -تعالى- به من عباده المواثيق على أن يعبدوه ولا يُشركوا به، لِقولهِ تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ* أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ* وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
ومن الإحسان في عبادة الله المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها كل يوم، كما قال تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، وأداء الزكاة، كما قال تعالى {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}. ومن ذلك صوم رمضان، كما قال تعالى {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، وحج بيت الله الحرام، كما قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}. وأضاف فضيلته أن من إحسان الله إنزال كتبه، فقال: ومن إحسانه - سبحانه - بالعباد أن أنزل إليهم الكتب، وأرسل الرسل لهداية البشر.
أم المسلمين في مسجد «نمرة» بمشعر «عرفات» إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور بندر بليلة، الذي حث، في خطبته، الناس على التقوى والإحسان، إذ قال: اتقوا الله تعالى بامتثال أوامره تفوزوا الفوز العظيم، وتفلحوا في دنياكم وأخراكم، كما قال تعالى {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}، وقال تعالى {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. وإن ما أمركم الله به الإحسان، كما قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ}، فيحسن العبد في عبادة الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» متفق عليه. وأعظم ذلك الإحسان بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة، كما قال سبحانه {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. ثم أكمل خطبته بمقتضى الشهادة والإحسان، فقال: وهذا مقتضى شهادة التوحيد لا إله إلا الله، وقرينتها شهادة أن محمدا رسول الله، فيطاع أمره ويصدق خبره، ولا يعبد الله إلا بما جاء به، لأن الله أكمل الدين فلا يحتاج إلى أن يزاد فيه بشيء من البدع، إذ قال تعالى في الآية التي نزلت يوم عرفة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.