كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر... أبو تمام - YouTube
مرثية أبو تمام|كذا فليجل الخطبُ وليفذح الأمرُ|من روائع المرثيات في الشعر العربي#إلقاء_صوتي #بودكاست - YouTube
إلا أننا اعتدنا التعظيم والتهويل في كل الأمور كبيرها وصغيرها ، جليلها وحقيرها. ، وهذا دليل الفراغ في القلوب والعقول ، ولا أزال أتندر وأصحابي كلما تذكرنا نشرات الأخبار في دولة خليجية كنا نعمل فيها حيث يستعرض المذيع الألقاب في كل خبر ، فتطول نشرات الأخبار بسبب هذا الصف الطويل من الألقاب التي لا بد من ذكرها قبل اسم صاحب الرفعة والسموّ! مثال ذلك الترجيع والتكرار: أمر سموّ الـ... وليّ عهد... نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ، وزير الدفاع ، رئيس بلدية... بتعبيد الطريق بين حيّ كذا وحي كذا.. وكان الأولى أن تُذكر صفته فقط: رئيساً للبلدية في تعبيد الطرقات ، وصفته وزيراً للدفاع فيما يخص الجيش من تدريب وتسليح.. وصفته ولياً للعهد فيما يخص اللقب الأميريّ. مرثية أبو تمام|كذا فليجل الخطبُ وليفذح الأمرُ|من روائع المرثيات في الشعر العربي#إلقاء_صوتي #بودكاست - YouTube. أما أن يَرصف المذيع كل هذه الألقاب لرصف طريق وتعبيده - فإذا بالألقاب أطول من الطريق نفسه - فهذا امتهان لذلك الشخص ، وحَطّ من صفاته وألقابه - لو كان يدري – أما في البلاد العربية كلها فإنك ترى الصورة نفسها في كل مكان ، ولعلك تسمع وترى شبيه القول التالي يتكرر في كل مكان من بلادنا المغلوبة على أمرها ، كأنْ تسمع هذا الأسطوانة المشروخة: بتوجيهاتٍ من صاحب العصمة والرفعة ( فخامة الملك أو جلالة الرئيس) يأمر رئيس الوزراء برفع الرواتب والأجور - رفعاً رمزياً – بعد ارتفاع الأسعار الجنوني لكل السلع الرئيسة والفرعية.