masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

التفريغ النصي - تفسير سورة النازعات_ (3) - للشيخ أبوبكر الجزائري

Wednesday, 31-Jul-24 06:57:14 UTC

[ ص: 6042] بسم الله الرحمن الرحيم 79- سورة النازعات وتسمى سورة الساهرة. والطامة. وهي مكية. وآيها ست وأربعون. [ ص: 6043] بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى: [ 1 - 5] والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا والنازعات غرقا يعني الغزاة أو أيديهم، يقال للرامي: (نزع في قوسه)، إذا مدها بالوتر، و: (نزع في قوسه فأغرق)، و: (أغرق النازع في القوس)، إذا استوفى مدها، ويضرب مثلا للغلو والإفراط. و غرقا بمعنى إغراقا كالسلام بمعنى التسليم، وهو الإغراق بحذف الزوائد. أو "النازعات" الكواكب. من: (نزع الفرس سننا)، جرى طلقا، أي: الجاريات على السير المقدر والحد المعين، مجدة في السير، مسرعة للغاية. والناشطات نشطا أي: الخيل لأنها تخرج من دار إلى دار، من قولهم: (ثور ناشط)، إذا خرج من بلد إلى بلد. أو هي السهام، يعني خروجها عن أيدي الرماة ونفوذها، وكل شيء حللت فقد نشطته، ومنه: (نشاط الرجل) وهو انبساطه وخفته، أو الكواكب تنشط من برج على برج. والسابحات سبحا أي: الخيل تسبح في عدوها فتسبق إلى العدو، وهو مستعار من: (سبح في الماء)، لكنه ألحق بالحقيقة لشهرته. تفسير قوله تعالى: وأغطش ليلها وأخرج ضحاها. أو هي الكواكب تسبح في الفلك; لأن مرورها في الجو كالسبح، كما قال تعالى: كل في فلك يسبحون فالسابقات سبقا [ ص: 6044] أي: الخيل تسبق إلى العدو في حومة الوغى، أو الكواكب السيارة تسبق غيرها في السير، لكونها أسرع حركة.

الدرس(54) تفسير سورة والتين والزيتون.

فالمدبرات أمرا أي: الخيل أسند إليها أمر تدبير الظفر مجازا لأنها سببه. أو المدبرات مثل المعقبات، أي: أنه يأتي في أدبار هذا الفعل -الذي هو نزع السهام وسبح الخيل وسبقها- الأمر الذي هو النصر، أو هي الكواكب تدبر أمرا نيط بها، كاختلاف الفصول وتقدير الأزمنة وظهور مواقيت العبادات، مجازا أيضا. لأنها سببه، أو هي الملائكة تدبر ما نيط بها من أمر الله تعالى. وقد جوز فيما قبلها أن تكون الملائكة أيضا. واللفظ الكريم متسع لما ذكر من المعاني بلا تدافع. ولا إمكان للجزم بواحد; إذ لا قاطع، ولذا قال ابن جرير: الصواب عندي أن يقال: إنه تعالى أقسم بالنازعات غرقا، ولم يخصص نازعة دون نازعة. فكل نازعة غرقا، فداخلة في قسمه ملكا أو نجما أو قوسا أو غير ذلك. وكذا عم القسم بجميع الناشطات من موضع إلى موضع، فكل ناشط فداخل فيما أقسم به، إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها، بأن المعنى بالقسم من ذلك بعض دون بعض، وهكذا في البقية. سوره النازعات تفسير مصحف القارئ. وكلامه رحمه الله متجه للغاية; إذ فيه إبقاء اللفظ على شموله، وهو أعم فائدة وعدم التكلف للتخصيص بلا قاطع. وإن كانت القرائن واستعمال موادها في مثلها وشواهدها، مما قد يخصص الصيغ. إلا أن التنزيل الكريم يتوقى في التسرع فيه ما لا يتوقى في غيره.

تفسير قوله تعالى: وأغطش ليلها وأخرج ضحاها

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) قال: ضوء النهار.

وجاء عن ابن أبي حاتم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إ ذا ذهب ثلث الليل قام فقال: " يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه"الواجب على العبد الذي يؤمن بالنفخ في الصور، والعرض على الله، والحساب، أن يُصلح عمله. قوله تعالى: ﴿قُلُوبࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ وَاجِفَةٌ﴾ صدق الله العظيم[النازعات ٨] قلوب الكفار يومئذٍ واجفةٌ أي خائفة لُمعاينتها الأهوال والشدائد، ولما يحلُّ بها من مصائب وكُرُبات. قوله تعالى: ﴿أَبۡصَـٰرُهَا خَـٰشِعَةࣱ﴾ صدق الله العظيم[النازعات ٩] أي: ذليلة حقيرةٌ، لأنّها ليس لها إكرام في هذا اليوم، بل إهانات وكُربات تَحُل عليها. الدرس(54) تفسير سورة والتين والزيتون.. ﴿یَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِی ٱلۡحَافِرَةِ﴾ صدق الله العظيم[النازعات ١٠] الحافرة أي الحالُ الأول، يعني أنُردُ إلى حالنا الأول، قال أهل اللغة: رجع فُلان على حافرته، إذا رجعَ من حيث جاء، فالكفار كانوا ينكرون البعث بعد الموت، وقيل الحافرة هي الأرض المحفورة التي حُفرت فيها قبورهم، ومعنى الكلام عندهم: أئنا لمردودون في قبورنا أمواتاً. ﴿أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا نَّخِرَةࣰ﴾ صدق الله العظيم[النازعات ١١] معنى (نخره) أي بالية متُفتتة، فهم ينكرون البعث ويقولون نحن سنصير عظاماً بالية متُفتتة، أفنرجع مرةً ثانيةً بعد الموت وبعد البلاء.