masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة

Monday, 29-Jul-24 13:16:10 UTC

ومنذ ذلك اليوم أصبح الشيخ مصطفى والشيخ الشعشاعي صديقين. المحطة الأخيرة كانت آخر تلاوه للشيخ بمحافظة دمياط، ثم توجه إلى الإسكندرية، وبعد ذلك ظهر الإعياء الشديد عليه، ونُقِل إلى مستشفي بالإسكندرية وهو في حالة غيبوبة كاملة، ظل بها عدة أيام، وتوفى يوم الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر/كانون الأول 1987 ودُفِن في قريته ميت غزال بمحافظة الغربية، وقد تم بناء مقبرة في بيت العائلة بناءً على وصية الشيخ مصطفى. الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة. وعلى الرغم من وجود قانون يمنع بناء المقابر داخل البيوت في ذلك الوقت، فإن الأمر جاء من السادات حرفياً: "اللي قال عليه الشيخ مصطفى يتنفذ فوراً"، وبالفعل تم بناء مقبرة الشيخ مصطفى إسماعيل في منزله بقرية ميت غزال. السنباطي في سرادق العزاء في سرادق عزاء الشيخ مصطفى كان يجلس ابنه الأكبر عاطف بجوار المؤرخ والناقد الكبير "كمال النجمي" وقال النجمي لعاطف: "عارف مين اللي هناك ده ولابس عباية وطاقية؟ فالتفتَ عاطف، ولكنه لم يعرفه، فقال له النجمي: "دا رياض السنباطي". ولم يكن هناك ما يجمع بين السنباطي والشيخ مصطفى فلم يلتقيا من قبل، لكنه كان يجلس متأثراً برحيل أحد عظماء الجيل، فذهب إليه عاطف وأخبره أنه نجل الشيخ، فسلم عليه السنباطي بحرارة وقال له: "أنت ابن حبيبي!

الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة

الخوف لا يمنع الموت.. لكنه يمنع الحياة | زي ما الكتاب بيقول | انستانت بودكاست - YouTube

الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة إلى

هناك مثل ياباني قديم يقول: لا تعبر الجسر حتى تأتيه، فأنت قد لا تصل إلى الجسر أصلاً، و قد ينهار قبل أن تصل إليه مثلما قد تعبره سالماً. لدينا جميعاً أمنية مشتركة، و هي أن نحيا سعداء، لكن هناك منّا من كان عزمه أكبر من خوفه فإستحق أن يكون سعيداً؟ و هناك منّا من لم يستطع تجاوز عتبة خوفه، و بقي يمني نفسه بما يسمى باللحظة المناسبة، لتمر اللحظات و معها السنوات دون أن تأتي هذه اللحظة المنتظرة، و دون أن ندرك أننا نحن من يصنعها فينتهي بنا المطاف بلا شيء. الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة الواقعية. إنّ أوّل ما يسرقه منّا الخوف هو أعمارنا التي لا تتجدد أبداً، و أول ما يحرمنا منه هي أمانينا و أحلامنا التي تتبخر، لنتعلم في نهاية المطاف، و بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة هي في أن نحيا كل يوم منها، و كل ساعة بكل تفاصيلها، و بكل ما تحمله لنا من مفاجاءات جميلة كانت أم قبيحة، لأن هذه الأخيرة هي من يقوي عودنا و يمكّننا من مواجهة أعاصير الحياة، فعلى المرء أن يعزز ثقته و إيمانه بنفسه، و يتفاءل دائماً بما هو آت، و يتمسك بالأمل مهما كان مستحيلاً، و يهزم الخوف الذي يتسلل إلى قلبه، و يهمس لنفسه قائلاً: إن الله على كل شيء قدير. إنّ لكلمة لا تخف، حينما تهمس بها في أذن من تحب مفعول كالسحر تمده بقوة عظيمة، و تشعره بطمأنية رائعة، فلا يعود للخوف مكان في قلبه، لأنه يعلم أنه ليس وحده فلا تخافوا.

الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة في

حين جاء مصطفى إسماعيل من الغربية إلى القاهرة وكان في أوائل العشرينات من عمره، كان من المنطقي أن يتجه إلى شيخ المقرئين، الشيخ الأهم والأشهر في دولة التلاوة، وهو الشيخ "محمد رفعت"، يومها استقبل الشيخ محمد رفعت مصطفى إسماعيل المقرئ الشاب القادم من قرية في محافظة الغربية واستمع إليه بإنصات وسره ما سمع منه، فمسح على شعره وقال له: "فتح الله عليك يا بني، حافظ على صوتك فسيكون لك شأن كبير". قبل هذه المقابلة بسنوات قليلة والتي كانت هي البشارة للشيخ مصطفى، كان هناك موقف جمع الشيخين ببعضهما، فحدث أن توفي حسن باشا القصبي النائب في محافظة الغربية، وفي سرادق العزاء حضر كبار شخصيات البلد مثل مصطفى باشا النحاس وفؤاد باشا سراج الدين وحضر مشاهير القراء في الدولة: الشيخ محمد رفعت وحسن صبح والشعشاعي. وقد حضر الشاب مصطفى إسماعيل بناءً على دعوة من أحد أبناء النائب الراحل، وحين هَمّ الشيخ بالصعود إلى الدكة للقراءة فوجئ بالشيخ صبح يعنفه بشدة ويمنعه من القراءة بجوار عمالقة التلاوة: "بلاش شغل عيال"، لكن تدخل صديقه ابن النائب وأصلح الموقف سريعاً وأخبره أن الشيخ مصطفى سيقرأ في العزاء بناءً على رغبته الشخصية، وقرأ الشيخ مصطفى وأمتع الحاضرين بصوته وبدأ الجميع يتساءل عن هذا الفتى المغمور الذي سحرهم بصوته، حتى إن الوزير فؤاد باشا سراج قابله بعد أن انتهى من القراءة واتفق معه أن يحيي شهر رمضان بأكمله في قريته في محافظة الشرقية، وأصبحت عادة سنوية أن يحيي الشيخ مصطفى ليالي رمضان في قرية "كفر الجرايدة".

فصاح بفرح: "يابن الكلب! عرفت منين إني هنا؟". وطلب منه الشيخ أن يوقظه الساعة ثلاثة ونصف لأنه سيقوم بقراءة قرآن الفجر في المسجد الأقصى ويخشى أن يستغرق في النوم. الشيخ مصطفى إسماعيل في الأقصى/ أرشيفية الشيخ الشعشاعي: أنا ظلمتك يا شيخ مصطفى كان الشيخ مصطفى إسماعيل متسامحاً لأبعد الحدود وقد تعرض أكثر من مرة للهجوم والافتراءات خاصة من داخل وسط القراء نفسه، لكنه ترفَّع عن الرد وكان دائماً يقول: "مش عاوزينهم يقولوا عِمَم مصر بتتخانق"، فكان لا يرد الإساءة مهما كانت. ومن تلك المواقف سأحكي ما حدث بينه وبين الشيخ الشعشاعي، فلم يكن الشعشاعي من المرحبين بصوت الشيخ مصطفى، وكان يحاربه كثيراً ويقول عنه كلاماً سيئاً في الجلسات الخاصة، ورغم أن الشيخ مصطفى كان يصله ما يقوله عنه الشعشاعي لكنه لم يرد ولم يتحدث عنه بسوء، وظل الوضع هكذا لما يقرب من خمسة عشر عاماً حتى سافر الشيخ مصطفى إسماعيل إلى سوريا في شهر رمضان، وكانت الإذاعة المصرية تنقل تلاوته على الهواء من هناك، وبعد أن عاد الشيخ مصطفى إلى مصر فوجئ بالشيخ الشعشاعي يتصل به في العيد ويقول له: "أنا ظلمتك يا شيخ مصطفى، سمعت تلاوتك من سوريا.. الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة في. أنت بقيت مقرئ عظيم".