[٥] والتقوى: هي طاعةُ الله -تعالى- على الدوام باتّباع أوامره وترك ما حرم، وجاءت كلمة التقوى في قولهِ -تعالى- مُطلقة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) ، [٢] مما يؤكد الاستمراريّة عليها حتى الموت، [٥] وقُيِّدت التقوى في آياتٍ وأحاديث أُخرى بالاستطاعة في باب المأمورات، أما في جانب المنهيات فجاء الأمر بالترك، إلا كان فيه رُخصةٌ من الشرع، كالإكراه في قولهِ -تعالى-: (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) ، [٦] وقال الإمام أحمد: إن ارتكاب المُحرمات أعظم من ترك المأمورات؛ وذلك لأن المأمورات مُقيّدة بالاستطاعة بخلاف المحظورات والمنهِيّات.
تفسير القرآن الكريم
ذات صلة لماذا يحب الله الصادقين ما معنى اتقوا الله الوصية بالتقوى (اتقوا الله) أوصى الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتقوى، فقال: ( يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ) ، [١] فقد ابتدأت الآية بذكر الله لعباده المؤمنين الذين آمنوا به وبرسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ الوصيّة لهم بتقوى الله. [٢] وذلك من خلال الحرص على القيام بما فرضه عليهم، واجتناب ما نهاهم عنه، والالتزام بحدوده، [٣] وحفظ الله بعهده والوفاء بالقيام به، ومنه تقوى الله لمن اختبرهم الله واختارهم من أجل الخروج مع رسول الله للجهاد في سبيل الله، وغير ذلك من الابتلاءات والمحن. [٢] الوصية بالاقتداء بالصادقين (كونوا مع الصادقين) جاء الأمر في الآية بالاقتداء بالصّادقين والتخلّق بأخلاقهم من خلال الإيمان كإيمانهم، ومعاهدتهم لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وطاعتهم له، وقد ارتبطت الآية بقول الله -تعالى-: ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ) ، [٤] فقال بعضهم، الصّادقين هم الذين ذكرهم الله في قوله: ( لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ).