masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة

Wednesday, 10-Jul-24 18:35:09 UTC

وعلى هذا ربَّى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أصحابه، فلما تولَّوا أمر الناس من بعده جعلوه قدوتهم في ذلك، فعزُّوا وسعدوا وأعزُّوا أمتهم ودينهم، فهذا عمر رضي الله عنه كان حينما يعطي عماله- أي الذين سيتولون أمور الناس- خطابَ التكليف.. يقول لهم: "إني لم أبعثكم أمراء ولا جبابرة، ولكن بعثتكم أئمة الهدى يُقتَدى بكم، فلا تمنعوا الناس حقوقهم فتظلموهم".

إعراب قوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله الآية 21 سورة الأحزاب

سورة الأحزاب الآية رقم 21: إعراب الدعاس إعراب الآية 21 من سورة الأحزاب - إعراب القرآن الكريم - سورة الأحزاب: عدد الآيات 73 - - الصفحة 420 - الجزء 21.

معنى الأسوة الحسنة - موسوعة

أمَّا بعد، فيا أيُّها المسلمون: يقول الله تعالى في كتابه الكريم موضحًا جوهر رسالة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]. وفي كلِّ لحظة تلد الأمَّهات، وفي كلِّ يوم يخرج إلى الدُّنيا آلاف المواليد، ولا نعلم شيئًا عن مستقبلِهم - حيث إنَّ المستقبل بيد الله تعالى - كما لا ندري شيئًا عن أمورهم - ولذا لَم تقم الدُّنيا لهم ولا تحتفل بِميلادهم - فإذا نبتوا نباتًا حسَنًا، وقدَّموا المَجد لأُمَمِهم كان لِزامًا على الشعوب أن تَذْكرهم بالخير. أمَّا ميلاد سيِّد البشَر، ورحمة الله المُهْداة للإنسانيَّة جَمْعاء، وأفضل مولودٍ عرفَتْه البشريَّة إلى يرث الله الأرض ومن عليها، فقد قامت الدُّنيا له، واشتهر ميلاده قبل الميلاد، وتحدَّث الكون به قبل ظهورِه، وبعد ميلاده تحدَّث به الزمان، وسعدت بذِكْراه الأكوان، وسُجِّل ميلاده في كتب المُرْسَلين قبل مولده؛ حيث بشَّر به موسى - عليه السَّلام - في التوراة، وبشَّر به عيسى - عليه السَّلام - في الإنجيل.

فالمؤمن يحب رسوله صلى الله عليه وسلَّم ويقتدي فيه في كافة أحواله؛ في صبره ومرابطته وثباته وجهاده، وفي كونه زوجاً وأباً وصاحباً وأخاً، وفي كل حالٍ أو ترحال كان عليه صلى الله عليه وسلَّم؛ [٤] وذلك لأن هوى المؤمن يجب أن يكون تبعاً للنبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلَّم ولما جاء به من عند ربه جلّ وعلا. والمؤمن الصّادق هو الذي يضحي بنفسه وماله وولده في سبيل الله وفي سبيل نصرة دينه ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، لذلك ودّ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم لو يرى أحبابه؛ فهم المؤمنون الذين يأتون من بعده يحبونه ويتبعونه، ويودون لو رأوه بكل ما يملكون ولو افتدوا أنفسهم وأموالهم وأولادهم في سبيل ذلك. لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذلك الاقتداء إنما هو حاصل للذي يرجو الثواب والأجر من ربه سبحانه وتعالى، وللذي يرجو لقاءه في اليوم الآخر، فهو مؤمن بالله تعالى وبيوم البعث والنشور، وموقن يقيناً جازماً أنّه ملاقٍ ربه جلّ وعلا، وأن الحساب سيكون يوم القيامة للجزاء؛ لذلك هو يود أنه مع الحبيب صلى الله عليه وسلَّم في الدنيا يتبعه ويحبه ويتأسى به، فهو الإمام لأمته يوم القيامة، إذ يدعو الله الناس يوم القيامة بإمامهم.