masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

تفسير سورة الغاشية للسعدي

Monday, 29-Jul-24 07:30:27 UTC

( فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) أي: الذين صلحت أعمالهم وأقوالهم ونياتهم، [ وأحوالهم] فامتثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أمر ربه، فصبر لحكم ربه صبرًا لا يدركه فيه أحد من العالمين. تفسير سورة الغاشية للسعدي. فجعل الله له العاقبة وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ولم يدرك أعداؤه فيه إلا ما يسوءهم، حتى إنهم حرصوا على أن يزلقوه بأبصارهم أي: يصيبوه بأعينهم، من حسدهم وغيظهم وحنقهم، هذا منتهى ما قدروا عليه من الأذى الفعلي، والله حافظه وناصره، وأما الأذى القولي، فيقولون فيه أقوالا بحسب ما توحي إليهم قلوبهم، فيقولون تارة « مجنون » وتارة « ساحر » وتارة « شاعر ». قال تعالى ( وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) أي: وما هذا القرآن الكريم، والذكر الحكيم، إلا ذكر للعالمين، يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم. تم تفسير سورة القلم، والحمد لله رب العالمين. تفسير سورة الحاقة وهي مكية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَاقَّةُ ( 1) مَا الْحَاقَّةُ ( 2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ( 3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ( 4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ( 5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ( 6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ( 7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ( 8).

إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير السعدي- الجزء رقم1

فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان ، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك. وهذا الصراط المستقيم هو: (7) صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. غير صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير السعدي- الجزء رقم1. وغير صراط الضالين الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم. فهذه السورة على إيجازها، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن، فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: رب العالمين ، وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: " الله " ومن قوله: إياك نعبد ، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ الحمد كما تقدم. [ ص: 34] وتضمنت إثبات النبوة في قوله: اهدنا الصراط المستقيم لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: مالك يوم الدين وأن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.

تفسير سورة الغاشية للسعدي

‏ فذكر الأمور الهائلة التي تقع أمام القيامة وأن أول ذلك أنه ينفخ إسرافيل ‏{‏فِي الصُّورِ‏}‏ إذا تكاملت الأجساد نابتة‏. ‏ ‏{‏نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ‏}‏ فتخرج الأرواح فتدخل كل روح في جسدها فإذا الناس قيام لرب العالمين‏. ‏ ‏{‏وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً‏}‏ أي‏:‏ فتتت الجبال واضمحلت وخلطت بالأرض ونسفت على الأرض فكان الجميع قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا‏. ‏ هذا ما يصنع بالأرض وما عليها‏. ‏ وأما ما يصنع بالسماء، فإنها تضطرب وتمور وتتشقق ويتغير لونها، وتهي بعد تلك الصلابة والقوة العظيمة، وما ذاك إلا لأمر عظيم أزعجها، وكرب جسيم هائل أوهاها وأضعفها‏. ‏ ‏{‏وَالْمَلَكُ‏}‏ أي‏:‏ الملائكة الكرام ‏{‏عَلَى أَرْجَائِهَا‏}‏ أي‏:‏ على جوانب السماء وأركانها، خاضعين لربهم، مستكينين لعظمته‏. ‏ ‏{‏وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ‏}‏ أملاك في غاية القوة إذا أتى للفصل بين العباد والقضاء بينهم بعدله وقسطه وفضله‏. ‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ‏}‏ على الله ‏{‏لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ‏}‏ لا من أجسامكم وأجسادكم ولا من أعمالكم ‏[‏وصفاتكم‏]‏، فإن الله تعالى عالم الغيب والشهادة‏.

( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) أي: قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد [ القاصف] ( عَاتِيَةٍ) [ أي:] عتت على خزانها، على قول كثير من المفسرين، أو عتت على عاد وزادت على الحد كما هو الصحيح. ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا) أي: نحسا وشرا فظيعا عليهم فدمرتهم وأهلكتهم، ( فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى) أي: هلكى موتى ( كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) أي: كأنهم جذوع النخل التي قد قطعت رءوسها الخاوية الساقط بعضها على بعض. ( فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) وهذا استفهام بمعنى النفي المتقرر.