أن يكون المسلم في عناية الله – عز وجل – وحفظه دائماً ، يقول أنس رضي اللّه عنه: بينما أنا والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خارجان من المسجد فَلَقِيَنَا رجلٌ عند سدّة المسجد فقال: يا رسول اللّه متَى السّاعة؟ فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما أعددتَ لها"، فكأنّ الرّجل استكان، ثمّ قال: يا رسول اللّه ما أعددتُ لها كبير صيام ولا صلاة ولا صدقة، ولكنّي أحبّ اللّه ورسوله، قال: (أنتَ مع مَن أحبَبْتَ). البركة في النفس ،والمال ، والولد فإن محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – تقتضي كثرة الصلاة عليه وأن الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – تبارك في حياة الإنسان وتكثر رزقه وتفتح له جميع المغالق. [4]
الهوامش 1- حسن العيافي، منهجية التربية الإسلامية في غرس محبة النبي " صلى الله عليه وسلم" وتطبيقاتها في المؤسسات التربوية، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، كلية التربية، 1429هـ، ص170. قصة دينية للأطفال عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم – e3arabi – إي عربي. 2- حسن العيافي: منهجية التربية الإسلامية في غرس محبة النبي " صلى الله عليه وسلم" وتطبيقاتها في المؤسسات التربوية، مرجع سابق، ص180. 3- فوزية البقمي: دور الأنشطة غير الصفية في تنمية حب النبي " صلى الله عليه وسلم" ، رسالة ماجستير، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، كلية التربية، 1431هـ، ص74. 4- حسن الخليفة وكمال الدين هاشم: فصول في تدريس التربية الإسلامية، الرياض، دار الرشد، 1426هـ، ص252. 5- فوزية البقمي: دور الأنشطة غير الصفية في تنمية حب النبي " صلى الله عليه وسلم" ، مرجع سابق، ص74.
- استخدام الأسلوب القصصي: فهو أسلوب تربوي ناجح ومؤثر في وجدان الأطفال، فالقصص تساعد في تنمية القيم والفضائل والمبادئ الإسلامية، وتربية الانفعال والعواطف الوجدانية، وتدفع إلى السلوك السوي ومحاربة السلوك غير السوي. ولابد أن ينتقي المربون من القصص ما يناسب الأطفال من سيرة النبي " صلى الله عليه وسلم" ، وحياة الصحابة والصحابيات -رضوان الله عليهم- ما يثير وجدانهم، مثل طفولته " صلى الله عليه وسلم" ، وبعض حياته عند حليمة السعدية، وبعثته، وليلة الهجرة، والإسراء والمعراج.. من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال - عربي نت. وغير ذلك من الجوانب التي تظهر العناية الربانية به، وهذه القصص تملأ قلب الأطفال بمحبة النبي " صلى الله عليه وسلم". - الاهتمام بتكوين عادات وسلوكيات نابعة من الهدي النبوي الشريف؛ حتى يتعود الأطفال على الاستجابة لله وللنبي " صلى الله عليه وسلم". وتكوين العادات من الأساليب التربوية التي تساهم في تنمية محبة النبي " صلى الله عليه وسلم" ، وفي النشاط مجالات واسعة لتثبيت العادات والقيم والسلوكيات الدينية الصحيحة، وممارستها ممارسة ناجحة في مواقف طبيعية (5). وإذا كانت التربية الإسلامية تسعى إلى غرس محبة النبي " صلى الله عليه وسلم" في نفوس الأطفال، فهي كذلك معنية بالمحافظة على مستوى هذه المحبة، ورعايتها وتنميتها باستمرار، وترسيخها وتعميقها في وجدان الأطفال، وهذا يجعل التربية بكل مؤسساتها في تفاعل دائم وتطوير مستمر للطرق والأساليب التربوية المعينة على تحقيق غرس محبة النبي " صلى الله عليه وسلم" في نفوس الأطفال.
من عرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه.. فإنه سيجد في نفسه حباً عظيماً له صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجده كل مسلم من نفسه ضرورة. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد: هل تجد نفسك من هؤلاء الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شدة حبهم له؟ ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مِن أشدِّ أمَّتي لي حبًّا، ناسٌ يَكونونَ بَعدي، يودُّ أحدُهُم لَو رآني، بأَهْلِهِ ومالِهِ » (صحيح مسلم [2832]). وليس هذا بمستغرب، فمن عرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، وما كان عليه من صفات حسنة، وأخلاق حميدة، وما اتسمت به حياته من رحمة وعفو وحب للخير، وإنفاقه عمره كله في سبيل دعوة الناس إلى رسالة الإسلام، وهدايتهم إلى الله، وإرشادهم إلى الحق، وتحمّله في سبيل ذلك المتاعب والمشاق وشديد الأذى، من عرف ذلك كله فإنه سيجد في نفسه حباً عظيماً له صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجده كل مسلم من نفسه ضرورة. غير أن هذا الحب الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى على درجة واحدة، فهو يزيد وينقص، ويضعف ويقوى، وأهل الإسلام في ذلك ليسوا سواء، وهو ما يحتّم بذل الأسباب التي تزيد من محبته صلى الله عليه وسلم حتى تبلغ المكانة التي تليق بحقه العظيم.