قال شيخ الإسلام رحمه الله: " تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها ، فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها ، وهى التي فرضت على من كان قبلنا ، فضيعوها " انتهى من "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (22/54). ثانياً: اختلف العلماء رحمهم الله في الوعيد الوارد فيمن ترك صلاة العصر ، هل هو على ظاهره ، أو لا ؟ على قولين: القول الأول: أنه على ظاهره ، فيكفر من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى خرج وقتها ، وهو اختيار إسحاق بن راهويه ، واختاره من المتأخرين الشيخ ابن باز رحمهما الله.
معاني الكلمات: حبط عمله بطل ثوابه. فوائد من الحديث: الحث على المحافظة على صلاة العصر في وقتها. حرمة ترك الصلاة، وخاصة صلاة العصر. من ترك صلاة العصر متعمدًا فقد بطل أجره وقيد التعمد قد ورد في رواية صحيحة: (متعمدًا). المراجع: رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ. شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ. صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م. فيض القدير شرح الجامع الصغير, زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري, الناشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر, الطبعة: الأولى، 1356.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: - عند شرحه لحديث (من ترك صلاة العصر فقد حَبِط عملُه) -: " من فضائل صلاة العصر خاصة أن من تركها فقد حبط عمله لأنها عظيمة ، وقد استدل بهذا بعض العلماء على أن من ترك صلاة العصر كفر ؛ لأنه لا يحبط الأعمال إلا الردة ، كما قال تعالى: (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) ، وقال تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) ، فيقول بعض العلماء: صلاة العصر خاصة ، من تركها فقد كفر ، وكذلك من ترك بقية الصلوات عموما فقد كفر ، وهذا القول ليس ببعيد من الصواب " انتهى من "شرح رياض الصالحين". القول الثاني: أن الوعيد الوارد في صلاة العصر ليس على ظاهره ، واختلف أصحاب هذا القول في توجيه الحديث على أقوال ؛ منها: أن الحديث محمول على من تركها استحلالاً. ومنهم من رأى أن الحبوط خاص بالصلاة نفسها ، فمن ترك صلاة العصر حتى خرج وقتها ، فإنه لا يحصل على أجر من صلاها في وقتها ، فيكون المراد بالعمل الذي حبط في الحديث الصلاة. قال ابن بطال رحمه الله: " باب من ترك العصر ، وفيه: بُرَيْدَةَ: أنه قَالَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ: ( بَكِّرُوا بِصَلاةِ الْعَصْرِ ، فَإِنَّ نَّبِيَّ الله قَالَ: مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ).
والذي يظهر في الحديث والله أعلم بمراد رسوله: أن الترك نوعان: ترك كلي لا يصليها أبداً ، فهذا يحبط العمل جميعه ، وترك معين في يوم معين ، فهذا يحبط عمل ذلك اليوم ؛ فالحبوط العام في مقابلة الترك العام, والحبوط المعين في مقابلة الترك المعين " انتهى من " الصلاة وأحكام تاركها" (ص/65). وقد سبق في الموقع بيان ضابط التارك للصلاة ، كما في جواب السؤال رقم: (83165) ، ورقم: (114426). وا لله أعلم العصفورة الحزينة ياباني جدبد عدد المساهمات: 30 تاريخ التسجيل: 13/05/2010 موضوع: رد: من ترك صلاه العصر الخميس يونيو 03, 2010 3:24 am مشكووووووووووووووووووورة
↑ المهلب بن أحمد بن أبي صفرة (2009)، المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، الرياض: دار التوحيد، دار أهل السنة، صفحة 349، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3223، صحيح. ↑ زكريا بن محمد الأنصاري (2005)، منحة الباري بشرح صحيح البخاري (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، صفحة 331، جزء 6. ↑ شمس الدين البرماوي محمد بن عبد الدائم العسقلاني (2012)، اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 366، جزء 3. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم: 634، صحيح. ↑ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (2001)، السنن الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 218، جزء 1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 552، صحيح. ↑ محمد بن عزالدين الكَرمانيّ (ابن الملك) (2012)، شرح مصابيح السنة للإمام البغوي (الطبعة الأولى)، الكويت: إدارة الثقافة الإسلامية، صفحة 374، جزء 1. بتصرّف. ↑ الحسين بن محمود مظهر الدين الزيداني (2012)، المفاتيح في شرح المصابيح (الطبعة الأولى)، الكويت: دار النوادر، وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية، صفحة 24، جزء 2.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ: ففي باب فضل صلاة الصبح والعصر أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهو يصلون [1] ، متفق عليه. يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار فهؤلاء هم الذين وُكلِّوا بهذه المهام من ملائكة الله ، فإن الملائكة عدد كثير لا يحصيهم إلا الله ، وقد أعطاهم الله من القُدَر والإمكانات والأعمال ما لا يعلمه إلا هو . ومن هذه الأعمال التي جاء الخبر عنها هذا التعاقب بين ملائكة الليل وملائكة النهار، فالإنسان قد أوكل الله به ملائكة، منهم الحفظة الذين يحفظون الأعمال الحسنات والسيئات مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] وهناك حفظة ليسوا لحفظ الأعمال، كما قال الله -تبارك وتعالى-: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد:11] يعني: ملائكة تحوطه وتحفظه؛ وذلك الحفظ هو بأمر الله لهم، فإذا جاء القدر خلو بينهم وبين ما أراد الله -تبارك وتعالى-.