masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

الباحث القرآني

Monday, 29-Jul-24 13:30:48 UTC

وعلى أي التقديرين، ففي الآية دليل على ثبوت الوجه لله عز وجل" [39]. 4- أن من فسر الآية بـ"ملكه" لها احتمالان: أ- أن الضبط الصحيح للكلمة هو "مَلِكَه"، بفتح الميم، وكسر اللام، وفتح الكاف، وبالتالي فلا إشكال، ويكون المعنى: كل شيء هالك إلا مَلِك الأشياء، وهو الله عز وجل، فيرجع هذا القول للقائلين بتفسير الوجه بالذات. ب- أن البخاري نقل هذا التفسير عن غيره، كما هو وارد في بعض نسخ صحيح البخاري [40]. 5- أنه على قول من فسَّر الآية بذاته أو ما أُريد به وجهه، فإن هذا الأسلوب في لغة العرب لا يُطلق إلا على من له وجه حقيقة، فإن العرب لا تطلق لفظ الوجه إلَّا لمن له وجه حقيقة، وأن هذا من أساليب العرب في الخِطاب [41]. [1] يُنظَر: تفسير البحر المحيط؛ لأبي حيان 1/ 531. شبكة المعارف الإسلامية :: كل شيء هالك إلا وجهه تعالى. [2] يُنظَر: مجموع الفتاوى؛ لابن تيمية 4/ 183. [3] يُنظَر: نقض الدارمي على المريسي 2/ 710. [4] يُنظَر: التبصير في معالم الدين؛ للطبري ص 134. [5] يُنظَر: كتاب التوحيد؛ لابن خزيمة 1/ 24، 51. [6] يُنظَر: صحيح البخاري 9/ 121، واجتماع الجيوش الإسلامية؛ لابن القيم 1/ 148. [7] يُنظَر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 458. [8] يُنظَر: التنبيه والرد؛ للملطي، ص 87.

شبكة المعارف الإسلامية :: كل شيء هالك إلا وجهه تعالى

ولكن المعنى الأول أسد وأقوى. كل شيء هالك إلا وجهه (سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها "14"). وعلى طريقة من يقول بجواز استعمال المشترك في معنييه ، نقول: يمكن أن نحمل الآية على المعنيين ، إذ لا منافاة بينهما ، فتحمل على هذا وهذا ، فيقال: كل شيء يفنى إلا وجه الله عز وجل، وكل شيء من الأعمال يذهب هباء ، إلا ما أريد به وجه الله. وعلى أي التقديرين ، ففي الآية دليل على ثبوت الوجه لله عز وجل " ، انتهى. ثانيًا: ما ذكره الإمام "ابن كثير" يلتئم مع ما ذكرناه ، وليس فيه نفي الصفة ، فإن الصفة أطلقت وأريد بها الذات ، فقد قال في "تفسيره" (2/ 261): " وَقَوْلُهُ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ: إِخْبَارٌ بِأَنَّهُ الدَّائِمُ الْبَاقِي الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، الَّذِي تَمُوتُ الْخَلَائِقُ وَلَا يَمُوتُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ [الرَّحْمَنِ: 26 ، 27] ، فعبر بالوجه عن الذات ، وهكذا قوله ها هنا: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ أَيْ: إِلَّا إِيَّاهُ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ [كَلِمَةُ] لَبِيَدٍ: أَلَا كلُّ شَيْء مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَالثَّوْرِيُّ فِي قَوْلِهِ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ أَيْ: إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ ، وَحَكَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ كَالْمُقَرِّرِ لَهُ.

كل شيء هالك إلا وجهه (سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها "14")

وَقَدْ وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ أحاديثُ كَثِيرَةٌ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". وساق عددًا كبيرًا في "تفسيره" (4/ 262 - 263) ، فانظره. وانظر جواب السؤال رقم: (289741). وصفة "الوجه" ثابتة لله تعالى ، وهو: " صفةٌ ذاتيةٌ خبرِيَّة لله عَزَّ وجَلَّ ثابتة بالكتاب والسنة. الدليل من الكتاب: 1- قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ البقرة/ 272. 2- وقوله: وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ الرعد/22. الدليل من السنة: 1- حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "لما قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين ، وقال رجل: والله إنَّ هذه قسمة ما عدل فيها ، وما أريد فيها وَجْه الله... " البخاري (3150) ، ومسلم (1062). 2 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الثلاثة الذين حُبِسُوا في الغار ، فقال كل واحد منهم: (اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ؛ ففرج عنا ما نحن فيه... )البخاري (2272) ، ومسلم (2743). 3- حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (... إنك لن تخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وَجْه الله ؛ إلا ازددت به درجة ورفعة... كل شيء هالك إلا وجهه. ) البخاري (6733) ، ومسلم (1628). قال إمام الأئمة ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" (1/25) بعد أن أورد جملة من الآيات تثبت صفة الوَجْه لله تعالى: "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر ؛ مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه ، نقر بذلك بألسنتنا ، ونصدق ذلك بقلوبنا ؛ من غير أن نشبه وَجْه خالقنا بوَجْه أحد من المخلوقين ، عز ربنا أن يشبه المخلوقين ، وجل ربنا عن مقالة المعطلين".

وقال بعضُهم: فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ يعني: جهة الله، فأنت مستقبلٌ وجهه، إذا خفيتْ عليك القبلةُ فصلِّ حيث كنتَ، اجتهد وصلِّ وأنت إلى جهة الله. وقال آخرون: معنى فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ أنه  أمامك أينما صليتَ، كما في الحديث الصَّحيح: فإنَّ الله قِبَل وجهه إذا صلَّى ، فلا ينصرف، بل يستقيم في صلاته، فإنَّ الله قبل وجهه؛ لأنه أينما كنتَ فالله قِبَل وجهك، وهو فوق العرش  ، وهو قِبَل وجهك أينما كنتَ  ؛ لأنه لا يُشبهه شيءٌ، وليس كمثله شيءٌ، فلا مانع من كونه قِبَل وجهك وأنت في الشام، وأنت في تركيا، وأنت في أمريكا، وأنت في المغرب، في الأقصى، إلى غير ذلك، فهو فوق العرش، فوق جميع الخلق، والمصلِّي إلى وجهه جلَّ وعلا وسبحانه وتعالى. س: أيضًا يسأل في قوله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، هل هنا تأويل في المعية؟ الشيخ: معناه عند أهل العلم: العلم؛ لأنه فوق العرش جلَّ وعلا عند أهل العلم جميعًا، كما حكاه ابنُ عبدالبر والطلمنكي وغيرهم من أهل العلم، وليس هذا من التأويل، بل هذا هو معناه، ليس معناه: أنه مختلطٌ بالخلق، فمَن قاله كفر، وإنما معناه: أنه فوق العرش، فوق جميع الخلق، وهو يعلمنا ويرى مكاننا، وهو أعلم بنا من أنفسنا، وأعلم بنا من جُلسائنا؛ لأنه لا تخفى عليه خافية .