masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

أبو القاسم الزهراوي… الأندلسي الذي وضع أسس الجراحة الحديثة | Marayana - مرايانا

Monday, 29-Jul-24 15:16:40 UTC

عاش الزهراوي طبيبا فقيرا على ما يبدو، متقشفا، محبا لطلبة الطب وصنعته، واصفا لهم في مقدمة كتابه بـ "أبنائه"، باذلا وقته ومجهوده لمساعدة الفقراء والمرضى، وقد أمدنا هذا الكتاب العظيم "التصريف لمن عجز عن التأليف" بثلاثين مقالة في العلوم الطبية والتشريح والصيدلة وصناعة الأدوية، وأهمها المقالة الثلاثون في علم الجراحة التي تعد قمة التطور والثورة الطبية التي ولجها الزهراوي في عصره. كانت فلسفة الزهراوي الطبية تقوم على أن الطبيب الماهر لا يكون طبيبا إلا بعد معرفة تامة، ودراسة وافية لعلم التشريح، يقول: "لأن صناعة الطب طويلة، وينبغي لصاحبها أن يرتاضَ قبل ذلك في علم التشريح… لأنه من لم يكن عالما بما ذكرنا من التشريح، لم يخلُ أن يقع في خطأ يقتل الناس به" [4]! وكان اهتمامه بعلم التشريح ودراسته سببا في الفتح الكبير الذي تحقق على يديه في علم الجراحة فضلا عن اختراعاته للأدوات الجراحية، وكان من الغريب واللافت أن علم التشريح كان علما محتقرا من قبله [5] ، فجاء الزهراوي ليبدد هذه الأوهام، ويكون من أوائل الأطباء الذين يجرون العمليات الجراحية بأيديهم، فقد كان الأطباء من قبله يوكلون هذه المهمة لعبيدهم أو إمائه!

تصفح وتحميل كتاب أبو القاسم الزهراوي Pdf - مكتبة عين الجامعة

التوصُّل إلى علاج الثؤلول ، حيث يُعتبَر الزهراويّ أوَّل من توصَّل إلى هذا العلاج؛ وذلك باستخدامه لمادَّة كاوية، وأُنبوب حديديّ، حيث كان مُختَصّاً في العلاج بالكَيّ. استخدام الخطّافات المُزدوجة أثناء إجراء العمليّات الجراحيّة، حيث يُعتبَر الزّهراوي أوَّل من استخدمها. التوصُّل إلى طريقة لوَقْف نزيف الدم ؛ وذلك من خلال رَبْط الشرايين الكبيرة، وقد سبق بذلك (أمبرواز باريه) في هذا الاكتشاف بمُدَّة تصل إلى 600 عام. الحديث عن مَرَض السرطان ، حيث ذَكَر بعضاً من أنواعه، كسرطان الكلى، والرحم، والعين. الإسهامات الواضحة في مجال طبِّ الأسنان ؛ حيث شَرَح كيفيّة قَلْع الأسنان بلطف، كما ذَكَر الأسباب التي تُؤدِّي إلى كَسْر الفكّ أثناء عمليّة قَلْع السنّ، وقد كانت له دراية بكيفيّة تنظيف الأسنان ، وعِلاج الأضراس التي تَنبُت في غير مكانها، إضافة إلى أنّه عالج كُسور الفكَّين، وكان بارعاً في تقويم الأسنان أيضاً. انجازات أبو القاسم خلف الزهراوي | المرسال. البصمة الواضحة التي تركها في طبِّ النساء (التوليد، والجراحة النسائيّة)؛ حيث شَرَح طُرُق التوليد، والتي من بينها الولادات العسيرة، والحمل خارج الرحم، والإجهاض ، وقد استطاع ابتكار آلةٍ لاستخراج الجنين الميّت، ويُعتبَر الزهراويّ أوَّل من استعمل آلات خاصَّة لتوسيع الرحم.

انجازات أبو القاسم خلف الزهراوي | المرسال

وقد سبقَ الزهراويُّ بذلكَ الرَّبْطِ للشرايينِ غَيْرَهُ مِنَ الأطباءِ الغربيين بستةِ قُرونٍ. أولُ مَن أجرَى عمليةَ القَسْطَرَةِ ووَصَفَها وابْتَكَرَ الأدواتِ المُستخدَمةِ فيها. أولُ مَن استخدمَ خُيوطًا مصنوعةً مِن أمعاءِ القِطَطِ لِخياطةِ الجروحِ. أولُ مَن ابتكرَ تَخييطَ الجُروحِ الداخليةِ بإبرتَيْنِ وخَيْطٍ واحدٍ مُثَـبَّتٍ فيهِما، كي لا تَتْرُكَ الخياطةُ أثَـرًا مَرْئِيًّا للجراحةِ. وأطلقَ الزهراوي على هذا العَمَلِ "إِلْمامَ الجُروحِ تَحْتَ الأَدَمَةِ"، ومازالتْ هذه التقنيةُ مَعمولاً بها إلى الآن. أولُ من طَـبَّقَ فكرةَ رَفْعِ النِّصْفِ السُّفْلِيِّ للمريضِ أثناءَ الجراحةِ، فسبقَ الجرّاحَ الألمانيَّ "فريدريك تريدلينوبورج" الذي يُنْسَبُ إليهِ ذلكَ بِنَحْوِ ثمانمائةِ سنةٍ. أولُ من وَصَفَ الحَمْلَ المُنْتَبَذَ (الحملَ خارِجَ الرَّحِمِ). أولُ من اكتشفَ الطبيعةَ الوراثيةَ لمرضِ الناعورِ (مرضِ نَزْفِ الدَّمِ الوراثيِّ). لم يَكُنْ نُبوغُ الزهراويِّ قاصِرًا على التَّفَـوُّقِ الجراحيِّ، بل نَبَغَ أيضًا في عِلْمِ الصيدلةِ، فوَصَفَ أنواعَ الأدويةِ وطُرُقَ صُنْعِها. ويُعَدُّ الزهراويُّ أوَّلَ مَن صنعَ أقراصَ الدواءِ؛ فصنعَ قَوالِبًا مِنَ العاجِ والأبَنوسِ تُعْجَنُ العقاقيرُ وتُصَبُّ فيها لِتَصيرَ حُبوبًا.

وصف مئات الأمراض وكيفية علاجها، وابتكر عشرات الأدوات الجراحية التي ما زالت تستعمل إلى اليوم… عرفت الأندلس، خلال فترة التواجد العربي، حضارة علمية لا مثيل لها آنذاك… قد لا يكفي كتابٌ لعدّ العلماء والفلاسفة والأطباء الذين قدّمتهم للإنسانية. … ومن أعظم العلوم التي برع فيها هؤلاء؛ الطّب والصيدلة. ابن زهر واحد ممن برعوا، ابن باجة أيضا و ابن طفيل وابن البيطار… الأسماء أكثر من أن تُحصى. لكن… ثمة اسمٌ لا يستقيم نسيانه في حديثنا هذا بعدما وصفه التّاريخ بـ"أب الجراحة الحديثة". أبو القاسم الزهراوي ولد أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، عام 936م، في مدينة الزهراء التي بناها أمويّو الأندلس شمال غرب مدينة قرطبة، وتوفي بها عام 1013م. يُعرف في الغرب باسم "Abulcasis". وكان من أعظم أطباء العصر؛ نابغة تخصص في الجراحة… أيام لم يكن أحد يضاهي العرب في الطب! ابتكر الزهراوي أكثر من 200 أداة جراحية، وقد رسم تصاميمها بدقة في كتبه لمن أراد أن يصنعها… بعض هذه الأدوات ما زال يُستعمل إلى يومنا هذا، ومن أشهرها: الحقنة، ملقط التوليد، الإبرة والخيط الجراحي، اللاصق الطبي… الزهراوي، مع نبوغه وما قدّمه في الطب والجراحة، لم يشتهر سوى بعد وفاته بقرن أو أكثر.