masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

حجوا قبل أن لا تحجوا - كنوز الحرم - الشيخ سيد البشبيشى - الطريق إلى الله

Monday, 29-Jul-24 18:57:26 UTC

وآخرون يرون في الحج عادة قديمة وأن من السذاجة الاستمرار في أداء مناسكها، وإذ بالمولى يرد عليهم مستبقا نظرياتهم "الباهرة اللامعة"، فيقول في تتمة الآيات الاولى من سورة الحج: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)}. حجوا قبل أن لا تحجوا - كنوز الحرم - الشيخ سيد البشبيشى - الطريق إلى الله. الحج مستمر إلى ما شاء الله علمه من علمه وجهله من جهله، والحجاج والتائبون بالملايين والذين ينتظرون دورهم أكثر، ومن ذاق عرف، ومن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُصَافِحُ رُكَّابَ الْحُجَّاجِ، وَتَعْتَنِقُ الْمُشَاةَ "[9]، ولن يتضرر الحج من غياب بعض المتلجلجين، ولن تهتز تجارة أهل مكة والمدينة جرّاء عزوفه، والمحروم من حرم نفسه، {والعصر إن الانسان لفي خسر}، وهنيئاً لمن حج فيصح فيه دعاء سيدنا إبراهيم: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم}[10]، أي حباً ولهفة وشوقاً، ويسّر الله تعالى حج الراغبين وجبر خواطرهم وتقبل منهم. [1] عن أبي هريرة أخرجه مسلم وأحمد وابن حبان والبيهقي والترمذي. [2] عن أبي هريرة أخرجه ابن حبان والطبراني والبيهقي.

  1. حجوا قبل أن لا تحجوا - كنوز الحرم - الشيخ سيد البشبيشى - الطريق إلى الله

حجوا قبل أن لا تحجوا - كنوز الحرم - الشيخ سيد البشبيشى - الطريق إلى الله

وقوله جلّ وعلا: { وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} [الحج:27]. أخي المسلم: الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً » [متفق عليه]. ويجب على المسلم المستطيع المبادرة إلى الحج حتى لا يأثم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له » [رواه أحمد]. وعن عبد الرحمن بن سابط يرفعه: "من مات ولم يحج حجة الإسلام، لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر، أو حاجة ظاهرة، فليمت على أي حال، يهودياً أو نصرانياً". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين" [رواه البيهقي]. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من كان له مال يبلّغه حج بيت الله، أو تجب عليه فيه الزكاة، سأل الرجعة عند الموت ». فقال له رجل: يابن عباس اتق الله، فإنما يسأل الرجعة الكافر، فقال: سأتلوا عليكم بذلك قرآنا: { يا أيها الذين آمنوا لا تُلهكم... } [المنافقون:9].

فصار دَيناً معلّقاً في رقبة العبد حتى يؤديه. ومن أداه كان ملبياً مستجيبا لدعوة الله تعالى حين قال:{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، (سورة آل عمران:27) وكان حقاً على الله تعالى أن يكرم ضيوفه، والحديث: "الحُجّاج والعُمّار وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم"[2]. الحج فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، والأعذار فيها قليلة نادرة، وفي ذلك خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا "[3].