فقالوا: "لا حاجة لنا بطعامك، فأخرج عنا". فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مولاه أن يحمل ميمونة إليه حين يمسي. فلحقت به ميمونة إلى سَرِف، وفي ذلك الموضع بنى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه البقعة المباركة، ويومئذ سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بعد أن كان اسمها برة. أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث . - شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins. فعقد عليها بسرف بعد تحلله من عمرته لما روي عنها: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف". ميمونة والرحلة المباركة إلى المدينة المنورة ودخلت ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي وهي لم تتجاوز بعد السادسة والعشرين. وإنه لشرف لا يضاهيه شرف لميمونة، فقد أحست بالغبطة تغمرها والفرحة تعمها، عندما أضحت في عداد أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن جميعاً. وعند وصولها إلى المدينة استقبلتها نسوة دار الهجرة بالترحيب والتهاني والتبريكات، وأكرمنها خير إكرام، إكراماً للرسول صلى الله عليه وسلم وطلباً لمرضاة الله عز وجل. ودخلت أم المؤمنين الحجرة التي أعد لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتكون بيتاً لها أسوة بباقي أمها المؤمنين ونساء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا بقيت ميمونة تحظى بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتفقه بكتاب الله وتستمع الأحاديث النبوية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتهتدي بما يقوله، فكانت تكثر من الصلاة في المسجد النبوي لأنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلى المسجد الحرام".
كان رسول الله قد وقع مع المشركين {صلح الحديبية} في العام السادس للهجرة ، وكان من بين شروط هذا الصلح أن يرجع المسلمون هذا العام إلي المدينة ؛ علي أن يقصدوا مكة لأداء العمرة في العام الذي يليه. وفي العام التالي عام سبعه من الهجرة تهيأ المسلمون لعمرة القضاء ، وكانت قلوبهم وأرواحهم تهفو إلي أشرف بقاع الأرض ، وكان الحنين يملآ عليهم حياتهم في كل لحظه من لحظاتهم ، ولذلك فإنهم يستعجلون اليوم الذي يذهبون فيه لتأدية شعيره من شعائر الإسلام.