masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وما نرسل بالآيات إلا تخويفا

Wednesday, 03-Jul-24 12:13:20 UTC

{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}: أي دالة على وحدانية من خلقها وصدق رسوله {فَظَلَمُوا بِهَا}: أي كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها، فأبادهم اللّه عن آخرهم، وانتقم منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}: قال قتادة: إن اللّه تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون، ويذكرون ويرجعون.

سبب نزول الآية &Quot; وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون &Quot; | المرسال

رسالتنا كسر الحواجز التي بين الناس والقرآن حتى تتذوق قلوبهم روعة هذا الكلام الذي لو نزل على جبل لتصدع من خشية الله

_______________ (1) صحيح ابن خزيمة: 2/309. (2) تفسير الطبري. (3) شرح مشكل الآثار (9/6). (4) شرح مشكل الآثار (9/6). (5) أخرجه الشيخان.

تفسير وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا - مقال

أيها القارئ الفطن: ومع وضوح هذا المعنى الذي دلت عليه هذه القاعدة القرآنية: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}، ومع ظهوره، إلا أن من المؤسف جدًا أن يقرأ الإنسان أو يسمع بعض كتاب الصحف، أو المتحدثين على بعض المنابر الإعلامية من يسخرون أو يهوّنون من هذه المعاني الشرعية الظاهرة، ويريدون أن يختصروا الأسباب في وقوع الزلازل أو الفيضانات، أو الأعاصير ونحوها من الآيات العظام في أسباب مادة محضة، وهذا غلط عظيم! ونحن لا ننكر أن لزلزلة الأرض أسبابًا جيولوجية معروفة، وللفضيانات أسبابها، وللأعاصير أسبابها المادية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: من الذي أمر الأرض أن تتحرك وتضطرب؟ ومن الذي أذن للماء أن يزيد عن قدره المعتاد في بعض المناطق؟ ومن الذي أمر الرياح أن تتحرك بتلك السرعة العظيمة؟ أليس الله؟ أليس الذي أرسلها يريد من عباده أن يتضرعوا له، ويستكينوا له لعله يصرف عنهم هذه الآيات؟! ولا أدري! وما نرسل بالآيات إلا تخويفا. ألم يتأمل هؤلاء دلالة هذه القاعدة من الناحية اللغوية؟ فإنها جاءت بأسلوب الحصر: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}، فهي في قوة الحصر الذي دلّ عليه قوله تعالى: { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:62] ، وهي فقوة الحصر الذي دلّ عليه قوله تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود:6]، ونحوها من الآيات.

فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 42-44]. وكما قال ربنا عز وجل: { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76]. فإن قلتَ: ما الجواب عما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال -لما سمع بخسف-: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا! (3). سبب نزول الآية " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " | المرسال. فالجواب أن مراد ابن مسعود رضي الله عنه كما بينه الإمام الطحاوي: "أنا كنا نعدها بركة؛ لأنا نخاف بها فنزداد إيمانًا وعملًا، فيكون ذلك لنا بركة، وأنتم تعدونها تخويفًا ولا تعملون معها عملًا، يكون لكم به بركة، ولم يكن ما قال عبد الله س عندنا مخالفًا لما جاء به كتاب الله عز وجل من قول الله عز وجل: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} أي: تخويفًا لكم بها لكي تزدادوا عملا،وإيمانا فيعود ذلك لكم بركة" (4).

المساء - وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا

وحضارة الغرب المادية مبنية على هذا الأسس، ومعايرها كلها نفعية بحتة، فمتى اكتشفَتْ سنة من سنن الله الكونية تباهت بذلك الكشف، وقطعت صلة الإنسان بربه من ذاك الجانب المكشوف، مع يقينها أنها مكتشفة وليست خالقة. فحين تمكن العلماء من كشف الموجات كهرومغناطيسية، الناقلة للذبذبات التي عليها مسير التقدم العلمي الضخم، في الاتصالات والتلفاز والراديووبث الأقمار الصناعية، عبر الصحون والدشوش، وتوجيه الصواريخ وتفجير المفرقعات عن بُعْد، نسبوا إلى أنفسهم تلك المعجزة مع علمهم أنهم مكتشفون لا خالقون. وتلك هي نقطة الضعف في الإنسان غير المؤمن، فمتى حصل على نتيجة تقوده إلى الفرح ينسى ربه، أويتناساه على اقل تقدير ( كلا إن الإنسان لطغى أن رآه استغنى) سورة العلق آية6-7. تفسير وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا - مقال. ومع كل هذا التقدم العلمي، وما أنتجه الإنسان من آلات التنبيه المبكر، كآلات رصد الزلازل، وحدوث موجات سونامى، وتحرك الصفائح الخمسة عشر للكرة الأرضية............ يبقى عاجزاً أمام قدرة الله، التي لا يستطيع العقل تصورها، فضلا عن الإحاطة بها ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) سورة الزمر آية 67 وحياة المؤمن تتقلب بين ربط الحدث بالسبب المباشر، وإيمانه التام بأن السبب بمفرده غير مؤثر في المسبب، إلا إذا أراد الله ذلك، ونجد حياة المرسلين جميعا مبنيةً على هذا الأساس الإيماني الراسخ المتين.

وكما قال ربنا عز وجل: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]. ـ فإن قلتَ: ما الجواب عما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ـ لما سمع بخسف ـ: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا! (3). المساء - وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا. فالجواب أن مراد ابن مسعود رضي الله عنه ـ كما بينه الإمام الطحاوي: ـ: أنا كنا نعدها بركة؛ لأنا نخاف بها فنزداد إيماناً وعملاً، فيكون ذلك لنا بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً ولا تعملون معها عملاً، يكون لكم به بركة، ولم يكن ما قال عبد الله س عندنا مخالفاً لما جاء به كتاب الله عز وجل من قول الله عز وجل: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} أي: تخويفاً لكم بها لكي تزدادوا عملا،وإيمانا فيعود ذلك لكم بركة"(4). أيها القارئ الفطن: ومع وضوح هذا المعنى الذي دلت عليه هذه القاعدة القرآنية: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} ،ومع ظهوره، إلا أن من المؤسف جداً أن يقرأ الإنسان أو يسمع بعض كتاب الصحف، أو المتحدثين على بعض المنابر الإعلامية من يسخرون أو يهوّنون من هذه المعاني الشرعية الظاهرة، ويريدون أن يختصروا الأسباب في وقوع الزلازل أو الفيضانات، أو الأعاصير ونحوها من الآيات العظام في أسباب مادة محضة، وهذا غلط عظيم!