masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وان ليس للانسان الا ماسعى

Monday, 29-Jul-24 21:55:20 UTC

ومن هنا فالبعض يمنع من عمل الخير على نية الأموات. بحجة أنّ ذلك لا ينفعهم وهو ليس سعيهم، وقد انقطعوا عن الدنيا بالموت! والجواب: إنّ ما يهدى إليهم من أعمال بعد موتهم هو باب رحمة ولطف من الله تعالى، فلا تضيقوا رحمة الله، فهو يريد نافذة ليرحم عباده، نعم إذا كان هؤلاء لا يصلون ولا يصومون فمن غير المعلوم كم أن هذه الصلاة التي تصلى لهم هي نافعة ومن الطبيعي أنّ الله تعالى لن يجعل ثوابهم ومنزلتهم منزلة من صلى وأتعب نفسه، فالحديث يقول: " التائب من الذنب لا ذنب له"، مع أنّه تاب في الدنيا، فما بالك بمن لم يتب فهذا قطعاً لن يصيّره كأنه لا ذنب له. ويمكن القول: إنّ قوله: {وليس للإنسان إلا ما سعى} إنما ينفي أن يكون له حق في غير ما سعاه، وأما ما دل على وصول ثواب القربات إليه فهو يدل على وصولها إليه لا لكونها حقاً له بل من باب التفضل. وأمّا عمل الخير الذي يستمر بعد موت الإنسان كالصدقة الجارية، والذي جاء في قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة تجرى له ، أو ولد صالح يدعو له" [3]. ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى. فهذا إنما يستمر ثوابه بعد موته لأنّ ذلك جزاء على سعيه وعمله وآثر من آثار هذا العمل.

فصل: إعراب الآية (3):|نداء الإيمان

ولهذا قال: { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} أي: غشيها من العذاب الأليم الوخيم ما غشى أي: شيء عظيم لا يمكن وصفه. { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} أي: فبأي: نعم الله وفضله تشك أيها الإنسان؟ فإن نعم الله ظاهرة لا تقبل الشك بوجه من الوجوه، فما بالعباد من نعمة إلا منه تعالى، ولا يدفع النقم إلا هو. { هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} أي: هذا الرسول القرشي الهاشمي محمد بن عبد الله، ليس ببدع من الرسل، بل قد تقدمه من الرسل السابقين، ودعوا إلى ما دعا إليه، فلأي شيء تنكر رسالته؟ وبأي حجة تبطل دعوته؟ أليست أخلاقه [أعلا] أخلاق الرسل الكرام، أليست دعوته إلى كل خير والنهي عن كل شر؟ ألم يأت بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد؟ ألم يهلك الله من كذب من قبله من الرسل الكرام؟ فما الذي يمنع العذاب عن المكذبين لمحمد سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين؟ { أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} أي: قربت القيامة، ودنا وقتها، وبانت علاماتها. وان ليس للانسان الا ماسعى تفسير. { لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} أي: إذا أتت القيامة وجاءهم العذاب الموعود به. ثم توعد المنكرين لرسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، المكذبين لما جاء به من القرآن الكريم، فقال: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} ؟ أي: أفمن هذا الحديث الذي هو خير الكلام وأفضله وأشرفه تتعجبون منه، وتجعلونه من الأمور المخالفة للعادة الخارقة للأمور [والحقائق] المعروفة؟ هذا من جهلهم وضلالهم وعنادهم، وإلا فهو الحديث الذي إذا حدث صدق، وإذا قال قولا فهو القول الفصل الذي ليس بالهزل، وهو القرآن العظيم، الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، الذي يزيد ذوي الأحلام رأيا وعقلا، وتسديدا وثباتا، وإيمانا ويقينا والذي ينبغي العجب من عقل من تعجب منه، وسفهه وضلاله.

الرئيسية - ودوكير

(حِكْمَةٌ) بدل من ما وبالغة صفة حكمة، (فَما) الفاء حرف استئناف وما نافية (تُغْنِ) مضارع (النُّذُرُ) فاعله والجملة استئنافية لا محل لها.. إعراب الآية (6): {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)}. (فَتَوَلَّ) الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر (عَنْهُمْ) متعلقان بالفعل والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها (يَوْمَ) ظرف زمان (يَدْعُ الدَّاعِ) مضارع وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة (إِلى شَيْءٍ) متعلقان بالفعل (نُكُرٍ) صفة شيء.

وأن ليس للإنسان إلا ما سعى . [ النجم: 39]

إيمان الأبناء يصل أجره إلى الآباء، حيث إنّ سعي المسلمين يكون بناءً على ما تعلّموه من غيرهم من المسلمين، كما أنّ القيام بالعمل قد يتضاعف أجره إن قام المسلم به في جماعة، كما في الصّلاة، فإنّ الأجر يتضاعف في صلاة الجماعة عن صلاة المسلم لوحده. يرفع الله درجات الأبناء ليقرّ الله أعين الآباء برؤيتهم معهم ورفقتهم في الجنّة، وهو من فضل الله -سبحانه وتعالى- عليهم. المراجع ^ أ ب سورة النجم، آية:39 ^ أ ب ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير ، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 132، جزء 27. بتصرّف. ↑ سورة النجم، آية:38 ↑ سورة الطور، آية:21 ↑ محمد بن العثيمين (2004)، تفسير الحجرات/ الحديد (الطبعة 1)، الرياض:دار الثريا، صفحة 242. بتصرّف. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى . [ النجم: 39]. ↑ عبد الرحمن السعدي (2000)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 821. بتصرّف. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:9975، صحيح. ↑ الثعلبي (2015)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة 1)، جدة:دار التفسير، صفحة 161، جزء 25. بتصرّف. ↑ عبد الله البسام (2003)، توضيح الأحكام من بلوغ المرام (الطبعة 5)، مكة المكرمة:مكتبة الأسدي، صفحة 149، جزء 3.

والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضا من سعيه وعمله ، وثبت في الصحيح: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ".