masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وفصاله في عامين

Thursday, 11-Jul-24 05:58:57 UTC

قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون. فيه ثماني مسائل: الأولى: قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه هاتان الآيتان اعتراض بين أثناء وصية لقمان. وقيل: إن هذا مما أوصى به لقمان ابنه; أخبر الله به عنه; أي قال لقمان لابنه: لا تشرك بالله ولا تطع في الشرك والديك ، فإن الله وصى بهما في طاعتهما مما لا يكون شركا ومعصية لله تعالى. منتديات ستار تايمز. وقيل: أي وإذ قال لقمان لابنه; فقلنا للقمان فيما آتيناه من الحكمة ووصينا الإنسان بوالديه [ ص: 60]; أي قلنا له اشكر لله ، وقلنا له ووصينا الإنسان. وقيل: وإذ قال لقمان لابنه ، لا تشرك ، ونحن وصينا الإنسان بوالديه حسنا ، وأمرنا الناس بهذا ، وأمر لقمان به ابنه; ذكر هذه الأقوال القشيري. والصحيح أن هاتين الآيتين نزلتا في شأن سعد بن أبي وقاص; كما تقدم في ( العنكبوت) ، وعليه جماعة المفسرين. وجملة هذا الباب أن طاعة الأبوين لا تراعى في ركوب كبيرة ولا في ترك فريضة على الأعيان ، وتلزم طاعتهما في المباحات ، ويستحسن في ترك الطاعات الندب; ومنه أمر الجهاد الكفاية ، والإجابة للأم في الصلاة مع إمكان الإعادة; على أن هذا أقوى من الندب; لكن يعلل بخوف هلكة عليها ، ونحوه مما يبيح قطع الصلاة فلا يكون أقوى من الندب.

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة لقمان - قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن - الجزء رقم10

2- ثم إنه أسند التوصية إلى الله سبحانه فقال: (ووصينا)، والله إنما يسند الأفعال إلى نفسه في أمور الخير وفي الأفعال المهمة، فإسناد ذلك إلى الله يدل على عظم شأن هذه التوصية، وقد أسند هذا الفعل إلى ضمير الجمع للتعظيم ثم أفرد بعد ذلك فقال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}، ولم يقل: (أن اشكر لنا... وإلينا) وقد ذكرنا أن هذه طريقة التعبير في القرآن، فإنه يفرد قبل أو بعد ضمير الجمع المعظم للدلالة على أنه واحد لا شريك له. وقد يكون ههنا مع ذلك أمر آخر وهو أن هذه الوصية أمر الله بها سبحانه، ونزل بها الملك، وبلغها الرسل، فجاء الفعل بضمير الجمع لذلك أيضًا، والله أعلم. مدة الرضاع وحكم الزيادة على عامين. 3- وقال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} ولم يقل بـ (أبويه) لأكثر من سبب، فإن كلمة (الوالدين) تثنية الوالد والوالدة وغلبت فيها لفظ الوالد ولذا ثنيت بالتذكير. وإن كلمة (الأبوين) تثنية الأب والأم وغلب فيها لفظ الأب ولذا قبل الأبوين، ومع أن الكلمتين فيهما تغليب للمذكر إلا أن لفظ (الوالدين) مأخوذ من الولادة، والولادة في الحقيقة تقوم بها المرأة إلا أنه غلب فيها لفظ الوالد في التثنية. وههنا أكثر من مناسبة تدعو إلى اختيار لفظ الوالدين على الأبوين، منها: أنه ذكر الحمل والفصال وهو الفطام من الرضاع فقال: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}، وقال: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} وبين الحمل والإرضاع الولادة.

منتديات ستار تايمز

نعم في بعض الأحيان، نجد أن المشكلة تتمثل في أن الأم هي التي لا تستطيع أن تنفصل عن صغيرها، لا تريده أن ينام بعيداً عنها، ويكون ذهابه إلى الحضانة أقسى عليها هي من قسوة الأمر على الصغير، فهي لا تحتمل بقاء طفلها بعيداً عن عينيها. كنت أراقب طوال فترة دراستي الجامعية تلك الأم التي تنتظر ابنتها كل يوم ولمدة خمس سنوات كاملة، أمام باب الكلية بعد انتهاء موعد محاضراتها، تحمل في يدها كيساً يحتوي على ساندوتشَين، وزجاجة ماء، تعطيها لابنتها بمجرد خروجها من الكلية لتصبّر نفسها حتى وقت عودتها للمنزل تناولها للغداء، كانت تلك الأم ترافق ابنتها في تدريبات الصيف، وتظل في انتظارها في الخارج لأكثر من 4 أو 5 ساعات كاملة حتى تنهي الفتاة تدريبها لتصطحبها للمنزل بعدها. ربما أكون قد شعرت بهذا الأمر في أول مرة أمضى صغيري ليلته خارج المنزل، وفي أول مرة خرج ليلعب بمفرده بعيداً عن البيت وغاب ساعة أو ساعتين، كان القلق حينها هو المسيطر الوحيد على مشاعري، فماذا يفعل؟ وهل ينام جيداً؟ أو إلى أين ذهب؟ ومع مَن يلعب الآن؟ بدأ هذا الأمر مبكراً مع إتمام صغيري لعامه الخامس، وبدأت يومها تدريب نفسي على أن انفصالي عن أبنائي قادم لا محالة، فلْأكيّف نفسي عليه منذ الآن حتى لا أتعب منه مستقبلاً.

مدة الرضاع وحكم الزيادة على عامين

والحق أنه لم يتخلف، بل إن استعمال لفظ (الأبوين) في قصة يوسف هو المناسب وهو أيضًا يتفق مع الخط القرآني. ذلك أنه جاء بلفظ (الأبوين) لأنه في هذه القصة لم يرد ذكر لأم يوسف ولا وصف لحالتها، بل كلها تدور حول الأب وأبنائه ويوسف عليهم السلام، فالأب هو المحزون الكظيم، وهو الذي فقد بصره حزنا وأسفًا كما قال تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} {يوسف: 84}، وهو الدائم الذكر له حتى خشي عليه الهلاك كما قال تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} {يوسف: 85}، فكان من المناسب تغليب الأب ههنا لا تغليب الوالد. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن قوله: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} فيه إلماح إلى إكرام الأم، ذلك أن السجود للشخص إعظام له فاختار لفظ الأب على الوالد، فإن الابن هو الذي يعظم أبويه في العادة، وهنا عظم الأبوان ولدهما بالسجود له وهو خلاف المألوف والمعتاد، فغلب لفظ الأب الذي هو دون الأم في حق حسن الصحبة. ولعله إلماح إلى شيء آخر وهو أن العرش إنما ينبغي للرجال لا للنساء فغلب ذكر الأب، والله أعلم.

في مصر، ولظروف مختلفة، تجد الأم مرتبطة بأبنائها طوال الوقت، وربما فرضت الثقافة أن الطفل مكانه هو بيت أهله حتى يتزوج حتى وإن تخطى حاجز الثلاثين من العمر، فهو يظل دائماً ملاصقاً لأمه وأبيه. ويكون الانفصال الأول في غالبية الوقت فقط عند الزواج (يستثنى من ذلك طلبة الجامعة القادمون من مدن أخرى للدراسة)، وحيث إن هذا هو الانفصال الأول، فيترسب في عقل الأم، خاصة أن هذه الزوجة أو هذا الزوج هو السبب في انفصال ابنها أو ابنتها عنها، دون التفكير أن طبيعة الحياة تفرض هذا الانفصال في يوم من الأيام، وربما يكون هذا سبباً من أسباب المشاكل مع زوجة الابن، أو زوج الابنة، شعور الأهل الدائم أنهم كانوا السبب الرئيسي في انفصال أبنائهم عنهم. سينفصل الأبناء يوماً بحياتهم؛ لأنها سُنة الحياة، فمن أعدّ نفسه لهذا اليوم القريب أو البعيد، فقد نأى بنفسه عن آلام ومشاكل ستنتج يوماً نتيجة انفصالهم عنا.