masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف - الآية 86

Tuesday, 30-Jul-24 03:31:41 UTC

قال انما اشكو بثي وحزني الي الله - YouTube

انما اشكو بثي وحزني الى الله خالد الجليل

قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، فما أعطي على ذلك؟ قال: أجر سبعين شهيدا. وفي تفسير الكشاف: إني لا أشكو إلى أحد منكم ومن غيركم، إنما أشكو إلى ربي داعيا له وملتجئا إليه، فخلوني وشكايتي، وهذا معنى توليه عنهم، أي: فتولى عنهم إلى الله والشكاية إليه، وقيل: دخل على يعقوب جار له فقال: يا يعقوب، قد تهشمت، وفنيت، وبلغت من السن ما بلغ أبوك! فقال: هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف، فأوحى الله إليه: يا يعقوب، أتشكوني إلى خلقي؟ قال: يا رب، خطيئة أخطأتها فاغفر لي، فغفر له، فكان بعد ذلك إذا سئل قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، أيها المسلمون لا تخلو هذه الحياة من كثير من المصائب والمحن والبلايا التي تصيب الإنسان ، فهذا يبتلى في إعاقة نفسه أو ولده، وذاك في ماله، وآخر في صحته، وآخر في راحته وباله، وآخر في تعسر زواجه، وهذا في طلاقه، وهذا في عقمه وحرمانه من الذرية، وذاك في فراق أهله وأحبته. وهنا لا يجد المرء المبتلى أمامه سوى شكوى يرفعها إلى ربه بكلتا يديه الضعيفتين لعلها تخفف عن نفسه، فقد شاء المولى تبارك وتعالى أن يبتلي عباده كي يسمع شكواهم إليه، فالشكوى إلى الله هي من حقيقةِ التوحيد ،وهي من دلائلِ الإيمان ، وأنَّ العبدَ مُتعلقٌ بما يُمكنُ أنْ يكونَ سببًا في فلاحهِ ونجاحهِ، وفيها استغاثتهُ بمَن يُغيثهُ حقيقة، واستعانتهُ بمَن يُعينهُ حقيقةً، وكان عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنه- يقرأُ في صلاة الفجر هذه الآية العظيمة: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ويبكي حتى يُسمعَ نشيجُهُ من آخرِ الصفوف.

انما اشكو بثي وحزني الى

ويقول ابن القيم: الجاهل يشكو الله إلى الناس ، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه ، فإنه لو عرف ربه لما شكى ، ولو عرف الناس لما شكى إليهم ، ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته ، فقال يا هذا: والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك! وقال بعض العلماء: وهذا لا يعني أنه لا يُشكَى إلى غير الله ؛ لأن في الشكوى تخفيفا وتسلية ، ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل الـتَّسَخُّط ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن ، فقد شَكَا الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يَجِدون ، ففي صحيح البخاري: (قَال خَبَّاب بْن الأرَتّ رضي الله عنه شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ) ، وفي المسْنَد: قال الزبير بن عدي شَكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج! فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام – أو يوم – إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل.

انما اشكو بثي وحزني لله

عمل في سلك التدريس في معهد الرياض العلمي في كلية الشريعة بالرياض حتى عام 1380هـ. عين نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية سنة افتتاحها عام 1381هـ. عين في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير في 1395/10/14هـ، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، ورئيس المجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وكان عضو المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وعضو الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة، إلى جانب كثير من الأعمال الخيرة في جميع أنحاء العالم. قال عمر بن الخطاب : "نعم العدلان، ونعم العلاوة"، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:156-157] وقوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45]. وأخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك في وفاة إبراهيم ابن النبي ﷺ قال: ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له عبد الرحمن عوف : وأنت يا رسول الله؟!

[5] والشكاية نوعان ملفوظة وملحوظة، فأمَّا الملفوظة أو الملفوظ بها، فنحو قوله تعالى حكاية عن يعقوب: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ … (86)} وأمَّا الملحوظة المقدَّرة غير الملفوظ بها، فنحو قوله تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)} [غافر]. ومن بلاغات هذه الآية ما ذكره أحمد الشوابكة، أنها اشتملت على بديع الانسجام، والمقصود بالانسجام: أن يأتي الكلام متحدِّراً كتحدِّر الماء المنسجم، بسهولة لفظٍ، ورقَّة معنى، وحسن تأليف، حتَّى يكون له في القلوب تأثير، وفي النُّفوس موقعٌ أثير. ويقوى الانسجام ويصفو إذا جاء موزوناً من غير أن يُقصَد إليه. ومن الانسجام في القرآن قوله تعالى حكاية عن يعقوب – عليه السلام -: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}. فمن سمع هذه الآية بقلبه وجد سهولةَ لفظ، وعذوبةَ معنى، وحسنَ تعطُّف ظاهر في قوله: {إِلَى اللَّهِ} وقوله: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ} فلم يقل: (وأعلم منه) مع أنَّه أوجز في اللَّفظ؛ ليأتي في الكلام زيادةُ تعطُّف وترقُّق واسترحام وخضوع يزيد الكلام حُسْناً يحلو في النُّفوس ويعذب.