ويبدأ اليوم الدراسي في الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الرابعة تقريبًا. في هذه الباقة المختارة من المواضيع نقدم لكم التعليم الياباني من وجهات نظر مختلفة بداية من المرحلة الإبتدائية وحتى المرحلة الجامعية. كما نستعرض بشكل مستفيض وعن طريق نخبة مختارة من الكتاب المتخصصين لمشاكل التعليم العالي في اليابان في ظل اشتعال المنافسة الدولية وما إذا كانت اليابان مستعدة حقا أم عليها تغيير وتعديل بعض الأمور؟ كذلك نتناول التعليم الأساسي في المرحلة الابتدائية ونسلط الضوء على الحياة اليومية للطلبة وكيف يذهبوا لمدارسهم مثل الكبار فيركبون القطار ويمشون حتى يصلوا دون مساعدة من أحد ودون استخدام حافلات المدارس مثل الدول الأخرى. كما نتناول الوجبات المدرسية وكيف يقوم التلاميذ الصغار بالتعاون مع بعضهم البعض في توزيع الوجبات وغسل الصحون في تناغم رائع وحب للعمل والمشاركة، ونقدم لكم أيضاً الحقيبة المدرسية اليابانية الشهيرة التي غزت العالم وأين وكيف تصنع. وهناك أيضا مواضيع تغطي أحدث طرق التعليم العالمية وغيرها من المواضيع الغنية التي تضع أمامكم صورة تكاد تكون كاملة دون رتوش أو تزييف للحقائق عن التعليم في اليابان من كافة جوانبه.
ومن شدة أهمية هذه المرحلة تتلقى اهتمام كبير من الجهات المختصة بالتعليم في اليابان، حيث تعد من أكثر المراحل تأثيراً في بناء شخصية الطفل واكتشاف قدراته ومواهبه. ومن مميزات هذه المرحلة أيضاً هو عدم وجود امتحانات في أول ثلاث سنوات من المرحلة الابتدائية، أي حتى يصل الطفل عشر سنوات. ولكن هذا لا يعني عدم وجود بعض الاختبارات القصيرة من فترة لأخرى. حيث تعد أول ثلاث سنوات مهمة جداً لتكوين ذات الطفل وزيادة وعيه للحياة الاجتماعية، وأهم ما يتم التركيز عليه هو غرس القيم والأخلاق والمبادئ الإيجابية من صدق وإخلاص وعمل تطوعي ونظافة. هذا إلى جانب التركيز على تعليم الطفل كيفية استغلال مواهبه بشكل صحيح وكيفية الابداع بأبسط الأشياء، وغيرها من النشاطات التي تحوي التطبيق والعمل والتفكير. حيث تعد هذه المرحلة ضرورية من أجل بناء شخصية واعية وواثقة من نفسها معتمدة على ذاتها مستقبلاً. المدرسة الإعدادية "المرحلة المتوسطة" المرحلة المتوسطة وهي المدرسة الاعدادية التي تمتد لثلاث سنوات من الصف السابع إلى الصف التاسع وتعتبر ضمن فترة التعليم الإلزامي، حيث يتراوح أعمار الطلاب بين ١٢ إلى ١٥ سنة. وفي هذه المرحلة يتلقى الطلاب تعليمهم ليظهروا إنتاجهم وإبداعهم في المجتمع والدولة، ويتم تهيئتهم ليختاروا طريقهم في المستقبل حيث يتم تدريسهم المهارات والأساسيات اللازمة ليتمكنوا من إدراك واستيعاب الحياة المهنية والوظائف المختلفة المهمة في المجتمع.
المرحلة الجامعية المرحلة الجامعية تعتبر هيئة أبحاث وليست هيئة تعليمية. يتقدم إليها خريجي الثانوية العامة بعد خضوعهم ونجاحهم لاختبارات قبول الجامعة التي يرغب الطالب في الانضمام لها. وليس اعتماداً على مجموع الطالب في النتيجة النهائية في الثانوية العامة. للجامعات دور مهم وبارز في تنمية قدرات الطلاب التطبيقية والمعرفية والتربوية والأخلاقية ويجري الطلاب العديد من الأبحاث في تلك المرحلة. شاهد أيضًا: بحث عن قنبلة هيروشيما وناجازاكي عيوب النظام التعليمي في اليابان رغبة الخريجين في الذهاب إلى سوق العمل وظهور شركات وإنشاء مدارس خاصة بهم تقوم بتمكينهم من أساسيات العمل وكانت تميل إلى عدم الإكثار في المواد. قام الطلاب في البحث عن عمل وإجراءات التوظيف خلال النصف الثاني من السنة الدراسية الثالثة في الكلية وقبل ذلك مما نتج عنه انقطاع عن الدراسة. هكذا أدى الاختصار في مدة التعليم الجامعي إلى تأثيره بشكل واضح في نوعية الخريجين. وتمنح الجامعات الخاصة قبول جامعي للطلاب دون النظر إلى إنجازاتهم الأكاديمية. أو مدى استعدادهم للدراسة طالما أنهم قادرين على دفع الرسوم الدراسية. تمركزت اليابان في التركيز على المصالح الخاصة والسوق مما أدى إلى ظهور مشكلات رئيسية من حيث تكافؤ الفرص والمحافظة على نوعية التعليم.
ضرورة بناء شخصية المتعلم القائمة على الاستقلالية والثقة بالنفس، والتعلم متعدد المصادر، وربط الحياة التعليمية بالمجتمع. يعتقد الكثيرون أن تطبيق هذه التجربة في المجتمع العربي قد لا يجدي نفعاً كبيراً، وذلك للعديد من الاعتبارات، والتي من أهمها أن تحرر الطفل في هذا السن في عملية التعلم سوف تجعله يهمل التعلم بشكل كامل، إضافة إلى التذمر المتوقع من طرف أولياء الأمور على طريقة التعليم الجديد هذه، وهو نفس الأمر الذي حدث مع تجربة " التابلت المصرية " في المرحلة الثانوية، أو المقررات المتكاملة ومتعددة التخصصات في المرحلة الابتدائية. لذا من الضروري عند تطبيق مثل هذه الأفكار عربياً أن نراعي الآتي: تدريب المعلمين والقيادات التعليمية على الفكرة قبل محاولة تنفيذها على الطلاب. إعداد حملات توعية اجتماعية بكافة جوانب الطريقة الجديدة لإقناع أولياء الأمور بها. وضع معايير انضباطية للالتزام لدى المتعلمين والمعلمين وفق خطوات محددة. تهيئة الأطفال في مرحلة الروضة لمثل هذا النوع من التعليم المريح. ترسيخ مبدأ الفهم وحرية التعلم وتعددية المصادر في عملية التعلم لدى الأطفال في سن صغيرة. ترسيخ مبدأ أن الدرجات وتحصيلها ليس هو كل شئ في التعليم، والعمل على ترسيخ قيم الإبداع والابتكار.
[4] التعليم هو الركيزة الأساسية لنمو البشر وتختلف كل بلد في طريقة تقديم المادة الدراسية لطلابها، ليصبحوا جزءا من ثقافتها الفريدة، ولعل أبرز الدول التي قدمت نموذج رائع لهذه التجربة هي دولة اليابان، وقد قامت بعض الدول العربية وعلى رأسهم مصر بإنشاء مدارس يابانية على أراضيها، واعتماد طرق التدريس في اليابان كمناهج للتدريس بها.