masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لا تأخذه سنة ولا نوم

Tuesday, 30-Jul-24 07:10:48 UTC

القول في تأويل قوله تعالى ( لا تأخذه سنة ولا نوم) قال أبو جعفر: يعني - تعالى ذكره - بقوله: " لا تأخذه سنة " لا يأخذه نعاس فينعس ، ولا نوم فيستثقل نوما. " والوسن " خثورة النوم ، ومنه قول عدي بن الرقاع: وسنان أقصده النعاس فرنقت في عينه سنة وليس بنائم [ ص: 390] ومن الدليل على ما قلنا من أنها خثورة النوم في عين الإنسان ، قول الأعشى ميمون بن قيس: تعاطي الضجيع إذا أقبلت بعيد النعاس وقبل الوسن وقال آخر: باكرتها الأغراب في سنة النو م فتجري خلال شوك السيال [ ص: 391] يعني عند هبوبها من النوم ووسن النوم في عينها ، يقال منه: " وسن فلان فهو يوسن وسنا وسنة وهو وسنان " إذا كان كذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 5769 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله تعالى: " لا تأخذه سنة " قال: السنة: النعاس ، والنوم: هو النوم. جريدة الرياض | ومن لا تأخذه سنة ولا نوم؟. 5770 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي ، قال: حدثني عمي ، قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس: " لا تأخذه سنة " السنة: النعاس. 5771 - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة والحسن في قوله: " لا تأخذه سنة " قالا نعسة.

  1. جريدة الرياض | ومن لا تأخذه سنة ولا نوم؟

جريدة الرياض | ومن لا تأخذه سنة ولا نوم؟

أو ننفي عنه ابتداءً الخضوع لعوامل النوم القويَّة فيكون ذلك دالًّا على انتفاء تأثير العوامل الضعيفة الموجبة للنعاس فنقول لا يأخذه نوم ونسكت وبذلك يفوت الغرض من الترقِّي. ومن ذلك يتَّضح منشأ نفي السِنة أولًا ثم نفي النوم فإنَّ نفي السِنة لا يدلُّ على نفي النوم، ولو تمَّ نفيُ النوم أولًا لم تكن ثمة حاجة لنفي السِنة ولكنَّ ذلك سوف يفوتُ به الغرض البلاغي من الترقِّي من الأضعف الى الأقوى.

فالآية إنَّما تصدَّت لنفي السِنةِ والنوم عنه جلَّ وعلا لدفع ما كانت تزعمُه اليهود، ولإفادة ما يقتضيه كونه القيُّوم أي القائم على تدبير الخلق والكون وأنَّ له السماوات والأرض، فإنَّ مقتضى القيُّومية التامَّة والدائمة التي لا تتخلَّف آنًا ما هو أنَّه تعالى لا يلحقه ذهولٌ ولا غفلة فضلًا عن السُبات، فإنَّه لو كان جلَّ وعلا يقعُ تحت تأثير شيءٍ من ذلك لم تكن قيُّوميَّته تامَّة ودائمة ولاتَّصف بعدمِها حين يعتريه السُبات أو الذهول تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرا.