لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
فقال له بعض أهله: يخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به ؟! قال: إن القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن تبارك وتعالى ، يقول بهما هكذا وحرك أبو أحمد إصبعيه قال أبو جعفر: وإن الطوسي وسق بين إصبعيه. اللهم لا تزغ قلوبنا. [ ص: 216] 6654 - حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلنا: يا رسول الله ، قد آمنا بك ، وصدقنا بما جئت به ، فيخاف علينا ؟! قال: نعم ، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله ، يقلبها تبارك وتعالى. [ ص: 217] 6655 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا بشر بن بكر وحدثني علي بن سهل قال: حدثنا أيوب بن بشر جميعا ، عن ابن جابر قال: سمعت بسر بن عبيد الله قال سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن: إن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك - والميزان بيد الرحمن ، يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة.
فكأن العبد يقول: إلهي هذا الذي طلبته منك في هذا الدعاء عظيم بالنسبة إلي، لكنه حقير بالنسبة إلى كمال كرمك، وغاية جودك ورحمتك، فأنت { الوهاب} الذي من هبتك حصلت حقائق الأشياء وذواتها وماهياتها ووجوداتها، فكل ما سواك فمن جودك وإحسانك وكرمك. اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. الوقفة السابعة: طرح القرطبي هنا سؤالاً وأجاب عنه، فقال: "أفكانوا يخافون -وقد هُدوا- أن ينقلهم الله إلى الفساد؟ فالجواب: أن يكونوا سألوا -إذ هداهم الله- ألا يبتليهم بما يَثْقُل عليهم من الأعمال، فيعجزوا عنه، نحو { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم} (النساء:66) قال ابن كيسان: سألوا ألا يزيغوا، فيزيغ الله قلوبهم، نحو { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} (الصف:5) أي: ثبتنا على هدايتك إذ هديتنا، وألا نزيغ فنستحق أن تزيغ قلوبنا". الوقفة الثامنة: روى مالك في "الموطأ" عن الصنابحي أنه قال: "قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فصليت وراءه المغرب، فقام في الثالثة، فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه، فسمعته يقرأ بأم القرآن، وهذه الآية { ربنا لا تزغ قلوبنا} الآية. قال العلماء: قراءته بهذه الآية ضَرْب من القنوت والدعاء؛ لما كان فيه من أمر أهل الردة.