masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

الشورى في الاسلام

Monday, 29-Jul-24 09:22:28 UTC

محمد الزحيلي المصدر: الموسوعة العربية

درس الشورى في الاسلام

وقال رسول اللهr: "ما خاب من استخار، ولا نَدِم من استشار، ولا عَال من اقتصد" وقال: "ما شِقي قطُ عبدٌ بمشورةٍ، وما سَعد باستغناء رأي" وقال: "المشورة حصنٌ من الندامة، وأمان من الملامة"، وقال عمر بن الخطاب: "لا خيرَ في أمر أبرم من غير شورى"، وقال رسول الله: "من أراد أمراً فشاور فيه وقضى هُدي لأرشد الأمور" وقال: "ما تشاور قوم قط إلا هداهم الله لأفضل ما يحضرهم" وفي رواية: "إلا عزم الله بهم بالرُشد أو بالذي ينفع" وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا كان أمراؤكم خيارَكم، وأغنياؤكم سمحاءَكم وأمرُكم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها…". مضمون الشورى هو السعي لاستخراج الصواب بعد تعرّف آراء الآخرين، والنظر فيها، للوصول إلى معرفة الرأي الراجح، واستخراج الفكرة الصحيحة. وهي تساعد على معرفة الحق الذي يغيب عن الإنسان، وتقوم على الإطلاع على رأي وجيه، والتذكير بأمر منسي؛ لأن الإنسان بطبيعته ينسى. تقرير عن الشورى في الاسلام. كما تنشّط الذاكرة والفكر والعقل، وتنبّه صاحبها على ما قد يغفل عنه أو يجهله، ثم تؤدي إلى إظهار العلم بالشيء، والوصول إلى الرشاد والحق. وتتضمن عرض الأمر على الآخرين لتحصل فيه المناقشة والحوار، وتتبادل وجهات النظر حوله، وإبداء ما فيه من محاسن ومساوئ، وما يترتب عليه من نتائج، ليظهر موطن المصلحة الحقيقية، كما يتم تقليب الجوانب قبل الإقدام على اتخاذ القرار، فلا ينفرد الشخص بالتصرف بمجرد رأيه مهما أوتي من علم وخبرة، فإن فوق كل ذي علم عليماً.

الشورى في الإسلامي

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، أبو محمد، القرشي التيمي، وأمه الصعبة بنت عبد الله الحضرمية، ولد سنة 596م وكان من دهاة قريش ومن علمائها، أسلم على يد أبو بكر فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، سماه النبي الله صلى الله عليه وسلم بطلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الجود، ودعاه مرة بالصبيح المليح الفصيح، شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وبايع بيعة الرضوان، وكانت له تجارة وافرة مع العراق، قتل يوم موقعة الجمل سنة 36هـ= 656م ودفن بالبصرة وكان عمره حينئذ ستين سنة[5].

درس الشوري في الاسلام ثالث متوسط

إنّ الله سبحانه وتعالى لا يحبُّ الظالمين المبتدئين بالظلم والإساءة، ولا يحبُّ من يتعدى في الاقتصاص ويجاوزُ الحدَّ فيه، لأنّ المجاوزة في الاقتصاص ظُلم. والله سبحانه تعالى يؤكد مشروعية دفع الظلم والبغى بقوله: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (الشورى/ 41)؛ أي إنّ المُنتصر من الظالم لا يؤاخَذُ على دفع الظلم عن نفسه وهو دفاعٌ نادَتْ به جميع النظم والقوانين والأديان: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) (الشورى/ 42). أي إنما المؤاخذة والعقوبة على الذين يبدأون الناس بالظلم، ويتجاوزون الحدّ في الانتقام، ويجنون على النفوس والأموال بغير الحقّ، ويتكبّرون ويتجبّرون بظُلمِ الناس وسَلبِهم حقوقهم؛ أولئك الظالمون البادئون بالظلم، المُجاوزون الحدود لهم عذابٌ مؤلم شديد كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى: (وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (العنكبوت/ 23).

وحين دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً لها، أشار عليه عمه العباس بقوله: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئاً، فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لمشورة عمه، وقال: ( نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن) رواه أبو داود. وقد حدث بهذه المشورة تثبيت لأبي سفيان رضي الله عنه على الإسلام وتقوية لإيمانه.