masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

من جاء بالحسنة فله خير منها

Tuesday, 30-Jul-24 08:14:17 UTC

قوله { من جاء بالحسنة فله خير منها} تقدم في "النمل". وقال عكرمة: ليس شيء خيرا من لا إله إلا الله وإنما المعنى من جاء بلا إله إلا الله فله منها خير. { ومن جاء بالسيئة} أي بالشرك { فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون} أي يعاقب بما يليق بعلمه. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي قلنا: إن كلمة (خيرٍ) تُطلق ويُراد بها ما يقابل الشر، كما في قوله تعالى: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8]. وتُطلق ويُراد بها الأحسن في الخير، تقول: هذا خير من هذا، فكلاهما فيه خير، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير " فهي بمعنى التفضيل، أي: أخير منها، ومن ذلك قول الشاعر: زَيْدٌ خِيارُ النَّاسِ وابْنُ الأَخْيرِ فجاء بصيغة التفضيل على الأصل، وتقول: هذا حَسَن، وذلك أحسن. فالمعنى هنا: { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا... } [القصص: 84] أي: خير يجيئه من طريقها، أو إذا عمل خيراً أعطاه الله أخير منه وأحسَن، والمراد أن الحسنة بعشر أمثالها. والحق سبحانه يعطينا صورة توضيحية لهذه المسألة، فيقول سبحانه: { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

من جاء بالحسنة فله خير منها خسوفان قمريان وكسوفان

تفسير الجلالين { من جاء بالحسنة فله خير منها} ثواب بسببها وهو عشر أمثالها { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا} جزاء { ما كانوا يعملون} أي: مثله. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْر مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ}. يَقُول تَعَالَى ذِكْره: مَنْ جَاءَ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة بِإِخْلَاصِ التَّوْحِيد, فَلَهُ خَيْر, وَذَلِكَ الْخَيْر هُوَ الْجَنَّة وَالنَّعِيم الدَّائِم, وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ, وَهِيَ الشِّرْك بِاَللَّهِ. كَمَا: 21062 - حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثَنَا يَزِيد قَالَ ثَنَا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْر مِنْهَا}: أَيْ لَهُ مِنْهَا حَظّ خَيْر, وَالْحَسَنَة: الْإِخْلَاص, وَالسَّيِّئَة: الشِّرْك. وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْمُخْتَلِفِينَ, وَدَلَّلْنَا عَلَى الصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِيهِ. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْر مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ}. ' وَقَوْله: { فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَات} يَقُول: فَلَا يُثَاب الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَات عَلَى أَعْمَالهمْ السَّيِّئَة.

من جاء بالحسنة فله خير منها دول عربية، ومصر

حدثني أبو السائب ، قال: ثنا حفص ، قال: ثنا سعيد بن سعيد ، عن علي بن الحسين ، وكان رجلا غزاء ، قال: بينا هو في بعض خلواته حتى رفع صوته: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير; قال: فرد عليه رجل: ما تقول يا عبد الله ؟ قال: أقول ما تسمع ، قال: أما إنها الكلمة التي قال الله: ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون). حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة: ( من جاء بالحسنة) قال: الإخلاص ( ومن جاء بالسيئة) قال: الشرك. حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول ، في قوله: ( ومن جاء بالسيئة) يعني: الشرك. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن الحسن: ( ومن جاء بالسيئة) يقول: الشرك. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد: ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) قال: السيئة: الشرك الكفر. [ ص: 509] حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: ثنا حفص بن عمر العدني ، قال: ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، قوله: ( من جاء بالحسنة) قال: شهادة أن لا إله إلا الله ( ومن جاء بالسيئة) قال: السيئة: الشرك.

من جاء بالحسنة فله خير منها رخص حفر الآبار

واقرأ إنْ شئتَ قوله تعالى في سورة (عم): { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً * جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً} [النبأ: 31-36]. فحسباناً هنا لا تعني أن الجزاء بحساب على قدر العمل، إنما تعني كافيهم في كل ناحية من نواحي الخير، ومنه قولنا: حسبي الله يعني: كافيني. وفي المقابل يقول سبحانه في السيئة: { جَزَآءً وِفَاقاً} [النبأ: 26] أي: على قدرها موافقاً لها. إذن: فربنا - عز وجل - يعاملنا بالفضل لا بالعدل؛ ليغري الناس بفعل الحسنة، وأنت حين تفعل الحسنة فأنت واحد تُقدِّم حسنتك إلى كل الناس، وفي المقابل يعود عليك أثر حسنات الجماهير كلها، فينالك من كل واحد منهم حسنة، وكأنه (أوكازيون) حسنات يعود عليك أنت. ثم يقول الحق سبحانه لنبيه: { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ... }.

الآية هي من سورة النمل، وسورة النمل هي سورة الجندية والقيادة، نلحظ هذا في النمل نفسه، فعالمه منظم متفان متعاون، وما أجمل ما قالته تلك النملة: "يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون"، فهي قائدة حكيمة نبهت قومها إلى الخطر، وهي حريصة على قومها، تسد أبواب الهلاك وتدعو إلى الانتباه والحذر والاستعداد، ولعل في هذا درسا للبشر، ولذلك سميت السورة بالنمل لا بأي شيء آخر مما ورد في هذه السورة، فلم تسمَّ سورة سليمان مثلا، رغم طول قصته هنا مع ملكة سبأ. ونلحظ القيادة والجندية أيضا في شخصية سليمان وأعوانه، وكذلك في شخصية ملكة سبأ رغم ضلالها وظلمها لنفسها، حين عبدت وقومها الشمس من دون الله، فقد كانت حكيمة في معالجة الأزمة التي تعرضت لها بسبب رسالة سليمان عليه السلام لها، وجدنا الشورى واختبار الخصم، وهي ملامح –لا شك- تدل على عقلية راجحة. وتطرقت السورة لأنواع الفساد الذي يعصف بالأمن المجتمعي عموما، فإضافة إلى الفساد العقدي الذي أتى على ملك ملكة سبأ، فهناك قصتان مختصرتان وردتا في السورة، ولم تردا عبثا، بل مقصودتان للإشارة إلى خطر الفساد في تضييع هيبة الحكم وإشاعة الفوضى، فقص الله علينا قصة الرهط من ثمود، وهم تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يُصلحون، وقصة قوم لوط في فاحشتهم المعروفة، ففساد الرهط من ثمود عام فيه القتل والتآمر والكيد وخلخلة المجتمع، وفساد قوم لوط أخلاقي لا يقل عن الأول، وكلاهما نذيرا شؤم على أي مجتمع بالزوال، وهو ما حل بالقومين، فزال كل قوم بعذاب من عند الله.