masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ستموت في العشرين

Tuesday, 30-Jul-24 02:44:38 UTC

أن تكون ميتًا حيًا أو حيًا ميتًا القول الشائع الركيك الذي يعتبره البعض حكمة بليغة يخبرنا "أن تكون ميتًا حيًا خير من أن تكون حيًا ميتًا". لماذا نصف القول بالركاكة؟ سؤال يجيب عليه فيلم أمجد أبو العلاء، بسيناريو كتبه رفقة يوسف ابراهيم عن قصة لحمّور زيادة. أصحاب القول الشائع يقصدون السيرة الأطول من العمر، الإنجاز الذي يخلد صاحبه بعد مماته مقابل الحياة الخاوية من التأثير. "ستموت في العشرين" يخبرنا أن هناك ما هو أعقد من هذا التبسيط المخل، فهناك من يولد ميتًا، وهناك من يموت ليحيا، وهناك من يقاتل طيلة عمره كي يشعر بالحياة، فيكتشف في نهايتها أنه كان لخواء الموت أقرب وإن اعتقد في العكس. كل هذه الحالات / التساؤلات تتوالد من قصة الطفل مزّمل، الذي يتعرض يوم ميلاده للعنة من درويش صوفي تجعله محكومًا بالموت في العشرين من عمره. "الخوف لا يمنع الموت لكنه يمنع الحياة"، قول أعمق حكمة وأعذب بلاغة، كيف لا وهو يأتي من نجيب محفوظ نفسه؟ وكأنه يصف حياة مزمّل الذي يعيش أسير النبوءة، تحيطه في والده الذي هرب من فكرة الموت، وأمه التي تحاصره حبًا ورعبًا، وأهل قريته المؤمنين بصدق الفأل، ومنهم الأطفال الذين يعلم الفيلم ـ بنظر ثاقب قد يكون ممزوجًا بذكرى شخصية ـ أن بإمكانهم أن يكونوا أكثر البشر وحشية وإيلامًا لبعضهم البعض بدعوى المزح واللعب.

ستموت في العشرين فشار

| طباعة أعجبك الموضوع؟ سجّل إعجابك بصفحتنا على فيسبوك لتحصل على المزيد نشر فى: الخميس 14 يناير 2021 - 7:40 م | آخر تحديث: الخميس 14 يناير 2021 - 7:54 م قبل أن أشاهد فيلم "ستموت في العشرين" على نيتفليكس كنت قد قرأت عنه نقداً إيجابياً كثيراً باعتباره فيلماً سودانياً قوياً للمخرج الشاب أمجد أبو العلا، وتعزز هذا التقدير للفيلم بحصده عدداً من الجوائز العالمية المهمة. ما سبق لا ينفي أن الفيلم تعرض لهجوم شديد ممن اعتبروا فيه اجتراءً على "الثوابت"، لكن هذا هو حال كل صاحب رأي مختلف بشكل عام، وبشكل خاص فإن أمجد أبو العلا أعاد إحياء صناعة السينما السودانية المتوقفة من سنين طويلة، ويا لها من جريرة!. بهذه الخلفية جلست أشاهد الفيلم على مدار ساعة ونصف، وفِي البداية كانت هناك صعوبة في متابعة اللهجة السودانية لكن مع تطور الأحداث تأقلمت، وخرجت بحصيلة لغوية محببة فعرفت مثلاً أن "داير أبويا" تعني "عاوز أبويا". *** الرسالة المباشرة للفيلم هي كيف أن الدجل قد يسيطر على الناس إلى حد يتمكن منهم تماما ويلغي عقولهم فلا يعودوا يفكرون. تدور قصة الفيلم في قرية سودانية بسيطة تمر بها كغيرها من القرى قافلة للدراويش يترأسها الشيخ عبد القادر أو الخليفة كما كان يقال له، ويعّد هذا المرور مناسبة احتفالية كبيرة يتجمع فيها أهل القرية ويحاولون الحصول على البركة من الشيخ.

ستموت في العشرين.Drive

في النصف الأول من الفيلم انغلق مزّمل على نفسه وانكب على حفظ القرآن ولا شيء غير ذلك، لم يلتحق بالتعليم إذ "شو الفايدة مادام العمر قصير؟"، لم يتحرك للدفاع عن نفسه ضد تنمر أهل القرية صغاراً وكباراً وهم يسخرون منه وينادونه بـ "وِلد موت" فلقد كان يعتقد فعلاً أنه "وِلد موت"، لم يلعب ولم يسبح في النيل حتى لا يموت (والحقيقة لم أفهم كيف يؤمن إيماناً أعمى أنه سيموت في العشرين ويخشى في الوقت نفسه أن يموت قبل العشرين)، ومهموم بمعرفة ما إذا كان عمره العشريني مخصوماً منه ٩ شهور هي فترة حمل أمه فيه أم لا. أما في النصف الثاني من الفيلم فقد تعرف مزّمل على المصوّر سليمان ذلك الكهل المتفتح الذي عاش حياته بالطول والعرض، سافر، وأحب، واستمتع وصوّر الناس في شوارع الخرطوم وأوروبا، وسار على مثَل احييني النهارده وموتني بكره أو كما ذكر هو "لو حد قال لي حاتموت بعد عشرين سنة أقولهم سيبوني أعيش ملك... وعند عشرين سنة أطلع لهم لساني". كان لابد أن يصطدم سليمان بمزّمل فالأول متمرد والثاني منصاع، الأول يفكر والثاني يتّبع، وفِي النهاية ينتصر العقل على الخرافة ويتغير مزّمل فيتعلم الحساب (واختيار الحساب بالذات مقصود كرمز للعقل).. لا بل هو يذهب إلى أبعد مما كان يُتصور لنجد أنفسنا أمام مفاجأة كبيرة.. يغتصب مزمّل حبيبة سليمان بعد وفاته، يفعل ذلك في اليوم الأخير له على وجه الأرض وفق حساب أمه سكينة، لكنه في الحقيقة لم يكن هو يومه الأخير، فلقد أتم عشرين عاماً ولم يمت، وانتهى الفيلم ومزمّل يركض بعيداً عن القرية بخزعبلاتها وحفلات زارها ودراويشها المغيبين فيتحرر منها ومنهم أجمعين.

ستموت في العشرين كواليس

الفيلم وجد حملة مسعورة من الكيزان واذنابهم فى بداية عرضه بحجة ان القيم فى الفيلم لا يشبه السودان ومجتمعه بحجة ان المجتمع السودانى مجتمع محافظ. - وأصلاً رسالة الفن والمسلسلات والافلام لا تعالج المشاكل انما تقوم بتسليط الاضواء على بعض القضايا فى المجتمع وهناك جهات فى الدولة تقوم بمعالجة تلك القضايا والفن يقوم ايضاً بنشر قيم الفضيلة والوعي والخير فى المجتمع لمحاربة قيم الرذيلة والجهل والشر. - المجتمع السوداني ليس مجتمع ملائكة انما مجتمع مثلة وباقى المجتمعات البشرية الاخرى فيه الخير كما فيه الشر والنظام السابق قام بمحاولة زرع كثير من قيم الشر فى سبيل البقاء فى السلطة وهذا لا يحتاج الى كثير كلام لانه واقع معاش. والفيلم يسلط الضوء على بعض بؤر الشر فى المجتمع السوداني والتى تحتاج الى علاج وعلى الجهات المسئولة فى الدولة مع شباب الثورة فى كل المدن والقرى والحلاّل بعمل ندوات مجتمعية بالتعاون مع ذوى الاختصاص لعلاج تلك القضايا - من القضايا التى يقوم الفيلم بتسليط الضوء عليها هى: فكرة تأثير شيوخ السلطة الدينية شيوخ الدجل والشعوذه والجهل على المجتمع وتأثيرهم فيه. - الصوفيون الذين يظهرون فى الفيلم السيناريست والمخرج لايريدونهم لوحدهم انما يريدون السلطة الدينية بأكملها ( كل الطوائف الدينية) - والفيلم يريد كسر قداسة شيوخ الضلال والسحر والدجل والشعوذة والجهل والتجهيل فى نفوس الناس.

تحرر الشاب عبر الاغتصاب؟! لأكون منصفة، الحقيقة أن الحاجة الوحيدة الناقصة بهذا الفيلم هو طقس الطهور للأطفال الذكور. ثم الأخطر من ذلك مشهد تحرر البطل الشاب المزمل الذي يتم من خلال اغتصاب امرأة، فهل هذه هى القيمة التي يقدمها الفيلم؟! الحقيقة لم أجد أي قيمة يفيدني بها شريط أمجد أبو العلاء، لا إنسانية ولا فكرية، فحتى هذا الشاب وأمه لم يقاوما فكرة الموت، واستسلما لها لمدة عشرين عاماً، فأين الثورة في ذلك الاستسلام؟ ما علاقة هذا الاستسلام الفج بالتمرد والثورة السودانية؟! إن الربط بين الأمرين مغالطة فجة كان يروج لها المداحون للفيلم.