masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

تفسير سورة عبس

Thursday, 11-Jul-24 05:21:19 UTC

1 ( عبس وتولى. أن جاءه الأعمى).. بصيغة الحكاية عن أحد آخر غائب غير المخاطب! وفي هذا الأسلوب إيحاء بأن الأمر موضوع الحديث من الكراهة عند الله بحيث لا يحب - سبحانه - أن يواجه به نبيه وحبيبه. عطفا عليه ، ورحمة به ، وإكراما له عن المواجهة بهذا الأمر الكريه! /خ16

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الفاتحة

وذلك كله حفظ من الله لكتابه، أن جعل السفراء فيه إلى الرسل الملائكة الكرام الأقوياء الأتقياء، ولم يجعل للشياطين عليه سبيلا وهذا مما يوجب الإيمان به وتلقيه بالقبول، ولكن مع هذا أبى الإنسان إلا كفورا، ولهذا قال تعالى: ( قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) لنعمة الله وما أشد معاندته للحق بعدما تبين، وهو ما هو؟ هو من أضعف الأشياء، خلقه الله من ماء مهين، ثم قدر خلقه، وسواه بشرا سويا، وأتقن قواه الظاهرة والباطنة. ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) أي: يسر له الأسباب الدينية والدنيوية، وهداه السبيل، [ وبينه] وامتحنه بالأمر والنهي، ( ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) أي: أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض، ( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ) أي: بعثه بعد موته للجزاء، فالله هو المنفرد بتدبير الإنسان وتصريفه بهذه التصاريف، لم يشاركه فيه مشارك، وهو - مع هذا- لا يقوم بما أمره الله، ولم يقض ما فرضه عليه، بل لا يزال مقصرا تحت الطلب. ثم أرشده تعالى إلى النظر والتفكر في طعامه، وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عديدة، ويسره له فقال: ( فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا) أي: أنزلنا المطر على الأرض بكثرة.

نزه اسم ربك الأعلى عن الشريك والنقائص تنزيها يليق بعظمته سبحانه, الذي خلق المخلوقات, فأتقن خلقها, وأحسنه, والذي قدر جميع المقدرات, فهدى كل خلق إلى ما يناسبه, والذي أنبت الكلأ الأخضر, فجعله بعد ذلك هشيما جافا متغيرا. سنقرئك- يا محمد- هذا القرآن قراءة لا تنساها, إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها. إنه - سبحانه- يعلم الجهر من القول والعمل, وما يخفى منهما. ونيسرك لليسرى في جميع أمورك, ومن ذلك تسهيل تلقي أعباء الرسال, وجعل دينك يسرا لا عسر فيه. فعظ قومك- يا محمد- بالقرآن إن نفعت الموعظة. فالتذكير واجب وإن لم ينفع, فالتوفيق بيد الله وحده, وما عليك إلا البلاغ. سيتعظ الذي يخاف ربه, ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه, الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرها, ثم لا يميت فيها فيستريح, ولا يحيا حياة تنفعه. قد فاز من طهر نفسه من الأخلاق السيئة. وذكر الله, فوحده ودعاه وعمل بما يرضيه, وأقام الصلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرعه إنكم -أيها الناس- تفضلون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة. والدار الآخرة بما فيها من النعيم المقيم, خير من الدنيا وأبقى. إن ما أخبرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في الصحف التي أنزلت قبل القرآن.