أزالت أمانة محافظة جدة أكثر من 356 عقاراً لصالح تنفيذ مشروع فتح وتحسين نفاذية شوارع حي غليل وبترومين. وواصلت الأمانة الأعمال الميدانية لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع إزالة المباني التي تم الانتهاء من تعويض ملاكها لصالح مشروع توسعة الشوارع. أمانة جدة: 3 مراحل لإزالة حي بترومين.. و24 ساعة لمراجعة السكان. وكان المشروع بدأ تنفيذه منذ 6 سنوات لكنه توقف فجأة لأسباب غير معلنة، وظل المشروع متوقفاً طوال السنوات الماضية حتى وقعت الأمانة أخيراً عقداً جديداً مدته 36 شهراً. فيما كشفت المسوحات وجود 66 عقاراً من الـ427 عقاراً تم التقدم بأوراقها للأمانة دون صك و48 عقاراً بها تداخلات مع آخرين. ويأتي مشروع تطوير غليل وبترومين ضمن مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة. ويستهدف المشروع بعد الانتهاء من تنفيذ 8 شوارع رئيسية خلخلة تركيبة الأحياء العشوائية وفتحها وتعديل نمط البناء واستخدامات الأراضي وتسهيل وصول الخدمات وإعادة تأهيل البنية التحتية بشكل أفضل.
ودعا المواطنين إلى التعاون مع الجهات المختصة في إنهاء الإجراءات الخاصة بالتطوير بأسرع وقت ممكن، لاسيما وأن عمليات التطوير ستكون في صالح المواطن بالمقام الأول، وستعكس الوجه الحضاري للمملكة، إضافة إلى أنها ستجعل من تلك الأحياء مواقع حضارية على مستوى عالٍ من التطوير، والتنمية في جميع المجالات التي يحتاج إليها السكان. ما هي الأحياء التي عليها ازالة في جدة - الأفاق نت. من جانبه، تحدث عمدة غليل الغربي علي بن محمد الغامدي والذي بدأت فيه أعمال التطوير، مؤكداً أن الحي يحتاج إلى الكثير من الخدمات سواء فيما يتعلق بالصرف الحي، أو الخدمات الصحية، والبنية التحتية الخاصة بالطرق، والممرات، لاسيما وأن الشوارع ضيقة ومن الصعوبة الوصول إلى داخل الحي بسهولة. وأوضح أن تطوير الأحياء العشوائية سيمكن الكثير من ملاك الأحياء الحصول على خدمات أفضل، وتحويل تلك المواقع إلى أماكن حضارية تخدم السكان، إضافة إلى نهضة اقتصادية ستكون في تلك الأحياء من خلال إنشاء مواقع، ومراكز تجارية ستصب في مصلحة سكان العشوائيات. رفع الاستثمار وتحدث الاقتصادي وأستاذ المحاسبة بجامعة جدة الدكتور سالم باعجاجة، عن الآثار المترتبة على تطوير الأحياء العشوائية في المملكة، مشيراً إلى أنها ستشكل نقلة حضارية، واقتصادية، وتنموية للمملكة.
الأحياء والمساكن القديمة جدا بحاجة للإزالة خدمة للسكان صحياً واقتصادياً وتعليمياً خالد المقبلي علي الغامدي
تجربة المملكة في معالجة الأحياء العشوائية وتطويرها تشجع دولاً على تطبيقها عقارات مسورة العوامية متهالكة وإزالتها ستجعل الحي يتطور في الوقت الذي تشكل فيه الأحياء العشوائية خطراً كبيراً على المجتمعات ونمط الأسرة السعودية في الكثير من المناطق في المملكة، تظهر أهمية تطوير عدد من الأحياء وإزالة العشوائية منها لخلق مجتمع أكثر تحضراً واستقراراً لتربية الأسرة. وكانت تجربة المملكة في القضاء على العشوائيات، حصدت إعجاب الكثير من المنظمات والهيئات التي طالبت بتطبيقها في دول عربية عدة، لاسيما وأن المملكة استعانت بخبراء دوليين، ودراسات بحثية للمساهمة في القضاء على العشوائيات، واستحداث مؤشرات قياس تطوير العشوائيات ودراسة الممارسات المحلية والعالمية في التعامل معها عن طريق البحث العلمي والتحليل لوضعها الراهن الاجتماعي والاقتصادي والبيئي. ويرى مختصون أن تلك الأحياء العشوائية تجمع أنماطا سلبية تمثل خطرا على من يرغب البقاء والعيش في تلك الأحياء، وأن تطويرها سيخلق تنمية كبيرة سواء على المستوى الأمني، أو الاقتصادي، أو التعليمي، أو الصحي، والأمية والكثافة السكانية. وتعاني الكثير من مناطق المملكة من مشكلات الأحياء العشوائية التي أصبحت هاجساً يواجه المسؤولين في تلك المناطق، لاسيما وأنهم يصطدمون بالكثير من العوائق التي تقف في بعض الأحيان حاجزاً أمام تطويرها، خصوصاً من قبل بعض ملاك تلك الأحياء، وسكانها، ومنع كل ما هو سبيل للتطوير.
إقرأ أيضا: طريقة التسجيل في حافز 2000 ريال
وقال: إن تطوير العشوائيات سيرفع من الاستثمار من خلال إنشاء مراكز تجارية جديدة، إضافة إلى زيادة الحركة الاقتصادية في المملكة، موضحاً أن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز له الأولوية والسبق في تطوير العشوائيات منذ أعوام عدة في منطقة مكة المكرمة. وأضاف أن الأحياء العشوائية لا تعكس الحالة الحضارية للمملكة، ولذلك لابد من إزالتها، وتطويرها على الطراز الحديث سواء كان عمرانياً، أو اقتصادياً من خلال خطة جديدة للنهوض بها رغم عدم رغبة الكثير من المواطنين في الخروج من منازلهم القديمة على الرغم من الحوافز التي منحت لهم سواء كانت مادية، أو غيرها من الحوافز الكبيرة. وتحدث الخبير الاجتماعي إحسان طيب لـ"الرياض"، عن أهمية تطوير تلك المواقع العشوائية، مشيراً إلى أنها تهديد للإنسان من الناحية الاجتماعية، والصحية، وغيرها من الأمور التي ستشكل تهديداً للأسرة السعودية في تلك الأحياء، لاسيما وأنها تشكل بؤراً لتجمع المجرمين في بعض الأحيان. وحذر من وجود الخطر على التنشئة الاجتماعية في الأحياء العشوائية، موضحاً أنها تمثل خطراً على النشء، لاسيما وأنها قد تكون مكانا لتجمع الفارين من العدالة، أو المخالفين لنظام الإقامة والعمل، والاختباء فيها، وبالتالي تنشأ أجيال ذات عقول خصبة للجريمة؛ لأنها خارجة عن الخدمات سواء كانت اجتماعية، أو صحية، أو أمنية، وغيرها.