masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

&Quot;&Quot; وما علمناه الشعر وما ينبغي له &Quot;&Quot; رائعة الروائع لفضيلة الشيخ عــبــد الــفــتــاح الــطــاروطــي - Youtube

Tuesday, 30-Jul-24 03:50:51 UTC

قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في هذا. وقد قيل: إنما خبر الله - عز وجل - أنه ما علمه الله الشعر ولم يخبر أنه لا ينشد شعرا ، وهذا ظاهر الكلام. وقيل: فيه قول بين ، زعم صاحبه أنه إجماع من أهل اللغة ، وذلك أنهم قالوا: كل من قال قولا موزونا لا يقصد به إلى شعر فليس بشعر ، وإنما وافق الشعر. وهذا قول بين. قالوا: وإنما الذي نفاه الله عن نبيه - عليه السلام - فهو العلم بالشعر وأصنافه ، وأعاريضه وقوافيه والاتصاف بقوله ، ولم يكن موصوفا بذلك بالاتفاق. ألا ترى أن قريشا [ ص: 51] تراوضت فيما يقولون للعرب فيه إذا قدموا عليهم الموسم ، فقال بعضهم: نقول إنه شاعر. وما علمناه الشعر وما ينبغي له. فقال أهل الفطنة منهم: والله لتكذبنكم العرب ، فإنهم يعرفون أصناف الشعر ، فوالله ما يشبه شيئا منها ، وما قوله بشعر. وقال أنيس أخو أبي ذر: لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم أنه شعر. أخرجه مسلم ، وكان أنيس من أشعر العرب ، وكذلك عتبة بن أبي ربيعة لما كلمه: والله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر ، على ما يأتي بيانه من خبره في سورة [ فصلت] إن شاء الله تعالى. وكذلك قال غيرهما من فصحاء العرب العرباء ، واللسن البلغاء. ثم إن ما يجري على اللسان من موزون الكلام لا يعد شعرا ، وإنما يعد منه ما يجري على وزن الشعر مع القصد إليه ، فقد يقول القائل: حدثنا شيخ لنا وينادي يا صاحب الكسائي ، ولا يعد هذا شعرا.

  1. وما علمناه الشعر وما ينبغي له

وما علمناه الشعر وما ينبغي له

ينزه تعالى نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم، عما رماه به المشركون، من أنه شاعر، وأن الذي جاء به شعر. { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ}: لم يكن الرسول صلى الله عليه و سلم شاعراً و لا كتاب الله كتاب شعر، إنما هو كتاب هداية و بيان للحق، فالشاعر قد تغلب عليه قافيته فيطغى في التعبير ليتماسك الوزن، بينما كتاب الله يشتمل على أجل المعاني و أعظمها، فهو منهج الحياة السعيدة الذي يضمن بإذن الله الاستقرار في الدنيا و الآخرة، كتاب يرث العامل به الفردوس الأعلى، وهو نافع لأصحاب القلوب الحية و حجة على أصحاب القلوب الميتة التي غلفها الران وباءت بالخسران. قال تعالى: { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس 69 – 70].

فقالَ: اقرأوا ما بعدَه: "إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ": أنتُم، "وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا": أنتُم". وفى الحديث "أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان له شُعَراءُ يُصْغِي إليهم منهم حسَّانُ بنُ ثابتٍ وعبدُ اللهِ بنُ رواحةَ، واستَنشَدَ الشَّريدَ شِعرَ أُميَّةَ بنَ أبي الصَّلت، واستمعَ إليهِ". و"عن عمرو بنِ الشَّريدِ عن أبيه قال: استنشَدَني النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شعرَ أُميَّةَ بنَ أبي الصَّلتِ، فأنشدتُه، فكلما أنشدتُه بيتًا قال: "هِيهِ" حتى أنشدتُه مائةَ قافيةٍ. وما علمناه الشعر. قال: كاد ابنُ أبي الصَّلتِ يُسلِمُ". ويقول النابغة الجعدى عن قيامه بين يدى النبى وإنشاده رائيته المشهورة: "أنشدتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بلغنا السَّماءَ مجدنا وجدودنا = وإنَّا لنرجو فوق ذلك مَظْهَرا. فقال: أين المظهرُ يا أبا ليلى؟ قلتُ: الجنَّةُ. قال: أجل إن شاء الله. ثمَّ قلتُ: ولا خيرَ في حِلمٍ إذا لم تكُنْ له = بوادرُ تحمي صفْوَه أن يُكَدَّرا ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يكُنْ له = حليمٌ إذا ما أورد الأمرَ أصدرا فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا يَفْضُضِ اللهُ فاك" مرَّتَيْن".