masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا

Monday, 29-Jul-24 12:22:55 UTC
نداؤهم واحد، ولباسهم واحد، وشعارهم واحد، لا الأنساب تفرق بينهم، ولا الأجناس ولا اللغات، ولا البلدان، يدعون رباً واحداً، ويؤدون نسكاً واحداً، فسبحان من جمعهم، وشرح صدورهم، ووفقهم لأداء هذه الشعيرة العظيمة. 2ـ رأيت مناظر ومواقف لرجال الأمن سرّتني كثيراً، فقد رأيت حرصاً شديداً منهم على مساعدة الحجاج رغم الصعوبات والمعوقات، ورغم عدم تعاون بعض الحجاج معهم، لقد أثلج صدري ذلك المنظر الرائع لرجل الأمن في مدخل الحرم وهو يساعد تلك المرأة العاجزة عن دفع عربة والدتها ويمشي بها مسافة ويسلمها للمرأة، لقد رأيت هذا المنظر بنفسي، فقلت سبحان الله ذلك الفضل من الله، كم سيجني هذا الشاب في هذا الموقف من الأجر، فلله درّه، ولله درّ من عينه وأوصاه بذلك، وهذا ليس بغريب على رجال الأمن، فهم يتلذذون بخدمة الحجيج، ويتنافسون في ذلك، شعارهم "خدمتكم شرف لنا". القاعدة الحادية والثلاثون: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) | موقع المسلم. كما رأيت منظراً في عودتي من رمي الجمرات ورجال الأمن يوجهون ويرشدون بكل أدب والابتسامة على محياهم، أسأل الله أن يوفقهم ويعينهم، ويجعل ما بذلوه بركة في أعمارهم، وسعة في أرزاقهم، وصلاحاً في ذرّياتهم. 3ـ ظهر شباب الكشافة بمظهر مشرف حيث رأينا نماذج منهم يحملون بعض الحجاج المسنين على ظهورهم لإيصالهم إلى مخيماتهم، وأحياناً يدفعون العربات تحمل المسنات لإيصالهن إلى مخيماتهن، وتلك والله مظاهر تسرُّ الخاطر، وتبهج النفوس، فشباب الكشافة جاءوا من أنحاء المملكة ليتشرفوا بخدمة ضيوف الرحمن.
  1. القاعدة الحادية والثلاثون: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) | موقع المسلم

القاعدة الحادية والثلاثون: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) | موقع المسلم

وإذا بصرت في آية الجهاد وجدتها تتحدث عن عبادة من العبادات، وإذا تمعنت آية النساء، وجدتها تتحدث عن علاقات دنيوية. إذن فنحن أمام قاعدة تناولت أحوالاً شتى: دينية ودنيوية، بدنية ونفسية، وهي أحوال لا يكاد ينفك عنها أحد في هذه الحياة التي: جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذاء والأقذار وقول الله أبلغ وأوجز وأعجز، وأبهى مطلعا وأحكم مقطعا: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}. إذا تبين هذا ـ أيها المؤمن بكتاب ربه ـ فأدرك أن إعمال هذه القاعدة القرآنية: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} من أعظم ما يملأ القلب طمأنينة وراحةً، ومن أهم أسباب دفع القلق الذي عصف بحياة كثير من الناس، بسبب موقف من المواقف، أو بسبب قدر من الأقدار المؤلمة ـ في الظاهر ـ جرى عليه في يوم من الأيام! فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. ولو قلبنا قصص القرآن، وصفحات التاريخ، أو نظرنا في الواقع لوجدنا من ذلك عبراً وشواهدَ كثيرة، لعلنا نذكر ببعض منها، عسى أن يكون في ذلك سلوةً لكل محزون، وعزاء لكل مهموم: 1 ـ قصة إلقاء أم موسى لولده في البحر! فأنت ـ إذا تأملتَ ـ وجدتَ أنه لا أكره لأم موسى من وقوع ابنها بيد آل فرعون، ومع ذلك ظهرت عواقبه الحميدة، وآثاره الطيبة في مستقبل الأيام، وصدق ربنا: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

اللهم كما هديتنا لهذه الشريعة فارزقنا العمل بها، والثبات عليها حتى نلقاك، والحمد لله رب العالمين. ________________ (1) البخاري (4303). (2) أحكام القرآن 2/363 بتصرف يسير. (3) أحكام القرآن للجصاص 3/47. (4) مسلم (1218). (5) مصنف ابن أبي شيبة 10/210 رقم (19608). (6) ذكرها القرطبي في تفسيره 6/160.