وقد لعب الأمير زيد بن شاكر دوراً كبيراً في الدفاع عن تاريخ الأردن والمحافظة عليه والعمل لما فيه صالح المواطنين ورفع الحرج عنهم وذلك من خلال المناصب التي تقلب فيها، وكان له وقع طيب في قلوب الأردنيين لما كان يتمتع به من كريم الأخلاق وطيب الصفات، وكان على صلة طيبة بجميع الناس محبوباً لديهم على اختلاف فئاتهم وأصولهم. وقد انتقل سمو الأمير زيد بن شاكر إلى الرفيق الأعلى في الثلاثين من شهر آب عام 2002، وقد صادفت الأيام الماضية الذكرى العاشرة لوفاته. رحم الله فقيد الأردن الكبير سمو الأمير زيد بن شاكر بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.
كان زيد بن شاكر حاضرا في كلّ تلك الأحداث كعسكري ثمّ كسياسي من طينة مختلفة تحوّل إلى شخصية جامعة بين الأردنيين في كلّ مرّة احتاجت فيها المملكة إلى رئيس للوزراء مقبول من الجميع. لكنّ الصفة التي لا يعرفها كثيرون عن "أبوشاكر" الذي التقيته للمرّة الأولى قبل ثلاثين عاما في بيت نجله شاكر في عمّان، هي معرفته بالناس وقدرته على اكتشاف الموهوبين منهم. كان يحيط نفسه بشباب أردنيين من أصحاب المواهب، وكان يدفع في اتجاه تولّي هؤلاء الشباب مواقع قيادية ومسؤوليات مهمّة. هناك صديق سابق لي هو نجيب ميقاتي، تولّى موقع رئيس الوزراء في لبنان مرتين، عرّفني على "أبوشاكر" بعد توليه رئاسة الوزراء للمرّة الأولى في 1989 وعلى أفراد عائلته. سمح لي ذلك، من خلال المعرفة بالرجل والحديث معه، بمراجعة ما تعرّض له الأردن والتعمّق في معرفة أهمّية المملكة الهاشمية ودورها في حماية المنظمات والفصائل الفلسطينية من نفسها أوّلا. سمحت لي معرفتي بـ"أبوشاكر" بكتابة مقال في العام 1994 عنوانه "الجحود"، وهي الكلمة التي وصف بها "أبوشاكر" طريقة تعامل كثيرين مع الأردن في عهد الملك حسين، خصوصا المنظمات الفلسطينية. لم تدرك هذه المنظّمات أنّ ليس صحيحا أنّه كان هناك شيء اسمه "أيلول الأسود".
تنشر «الشرق الأوسط» فصولاً من مذكرات الشريف زيد بن شاكر، رئيس وزراء الأردن الأسبق ووزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي وأحد أشد المقربين من العاهل الأردني الملك حسين، كما ترويها أرملته السيدة نوزاد الساطي، في كتاب بعنوان «زيد بن شاكر... من السلاح إلى الانفتاح». تتناول الفصول معلومات موثقة وغير منشورة سابقاً عن تفاصيل مرحلة مهمة من تاريخ الأردن والمنطقة، تمتد من حرب 1967، وما سبقها، ورافقها من اتصالات بين الملك حسين والرئيس جمال عبد الناصر، وتداعيات الهزيمة وخسارة القدس والضفة الغربية، وصولاً إلى «معركة الكرامة» وما ترتب عليها من تزايد نفوذ التنظيمات الفلسطينية في الأردن، وأحداث «أيلول الأسود»، وكان زيد بن شاكر خلالها أحد كبار ضباط الجيش الأردني.
في كلّ المحطات المهمة التي تناولها في مذكراته، كان زيد بن شاكر رجلا واقعيا. لم يبع الأردنيين ولا العرب الأوهام في يوم من الأيّام. بعد 17 عاما على غيابه في الثلاثين من آب – أغسطس 2002، يبدو حاضرا أكثر من أيّ وقت. شكرا للسيدة "أم شاكر". صحيفة العرب اللندنية.
انظر أيضاً قائمة رؤساء وزراء الأردن المصادر الألبوم الهاشمي؛ رقم الإيداع لدى المكتبة الوطنية: ( 230/ 3/ 1994). وصلات خارجية