masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لافظ بن لاحظ

Thursday, 11-Jul-24 00:20:08 UTC

وقالوا: إن رجلًا أتى الفرزدق فقال: إني قلت شعرًا فانظره، قال أنشد: فقال: وفيهم عمر المحمودُ نائله كأنما رأسه طين الخواتيم فضحك الفرزدق ثم قال: يا أخي إن للشعر شيطانين يدَّعى أحدهما الهوبر والآخر الهوجل، فمن انفرد به الهوبر جاد شعره وصح كلامه، ومن انفرد به الهوجل فسد شعره، وإنهما قد اجتمعا لك في هذا البيت فكان معك الهوبر في أوله فأجدت، وخالطك الهوجل في آخره فأفسدت. ٤ وكانوا يسمون الشعراء كلاب الحي، وأول من لقبهم بذلك عمرو بن كلثوم في مقوله: وقد هرت كلاب الحي منا وشذبنا ٥ قتادة من يلينا والرواية التي أتت كلاب الجن خطأ، لأن المراد بكلاب الجن شعراؤهم وهم الذين ينبحون دونهم ويحمون أعراضهم كما ذكر الجاحظ ٦ وقد تابعه الشعراء على هذه التسمية؛ لأن كل هجَّاء منهم يفخر بأنه عقور … ولم يلتفت المحدثون من الشعراء بعد بشار بن برد لأمر هؤلاء الشياطين إلا ما يجيء لهم من سبيل الفكاهة والبادرة، ولكنهم لم يدعوا الاستعانة بأسماء الله في رأس القصيدة، فيكتبون اسم الفتاح أو العليم أو المعين، أو يبتدئون البسملة، وقد درجوا على ذلك إلى اليوم، وبخاصةٍ في العراق. ‫لافظ بن لاحظ: تأتي رواية "لافظ بن لاحظ" ضمن سلسلة روائية بعنوان "صراع العباقرة", وهي الجزء الأول لهذه السلسلة وتقع في 24 فصلا. إذ أنها ليست إلا بداية السلسلة.‬ by متعب الجبرين. هوامش ( ١) الحيوان: ج١. ( ٢) قلت: انظر القاموس المحيط ص(١٤٠٩) ط.

‫لافظ بن لاحظ: تأتي رواية &Quot;لافظ بن لاحظ&Quot; ضمن سلسلة روائية بعنوان &Quot;صراع العباقرة&Quot;, وهي الجزء الأول لهذه السلسلة وتقع في 24 فصلا. إذ أنها ليست إلا بداية السلسلة.‬ By متعب الجبرين

فقال: حيّاك الله، أظنك امتدحته بشعر. قلت: نعم. قال: فأنشدنيه. قال: فابتدأت مطلع القصيدة: رَحَلَتْ سُمَيّةُ غُدْوَةً أَجْمَالها غَضبى عليكَ فما تقولُ بَدا لَهَا فلما أنشدته هذا المطلع منها، قال الشيخ: حسبك، أهذه القصيدة لك؟ قلت: نعم. قال: من سُمَيّة التي نسبت بها؟ قلت: لا أعرفها، وإنما هو اسم ألقي في روعي. فنادى: يا سُمَيّة اخرجي.. وإذا بجارية خماسية قد خرجت فوقفت وقالت: ما تريد يا أبتي؟ قال: أنشدي عمك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معد يكرب ونسبتك في أولها، فاندفعتْ تنشد القصيدة حتى أتتْ على آخرها لم تخرم منها حرفاً. فلما أتمتها، قال: انصرفي. ثم قال: هل قلتَ شيئاً غير ذلك؟ قلت: نعم كان بيني وبين ابن عم لي (يقال له يزيد بن مسهر، ويكنى أبا ثابت) ما يكون بين بني العم، فهجاني وهجوته، فأفحمته. قال: ماذا قلت فيه؟ قلت: وَدِّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مُرْتَحِل... فلما أنشدته البيت؛ قال: حسبك قف! من هريرة هذه التي نسبت فيها؟ قلت: لا أعرفها، وسبيلها سبيل التي قبلها (يقصد سُمَيّة). قال: فنادى يا هُرَيْرَة.. فإذا جارية قريبة السن من الأولى خرجتْ، فقال: أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها أبا ثابت يزيد بن مسهر، فأنشدتها من أولها إلى آخرها لم تخرم منها حرفاً، فسقطت في يدي وتحيرت وغشتني رعدة!

قال: فشهق حتى ظننا أن نفسه قد خرجت، وانخفض حتى صار كالفرخ، وأنشأ يقول: ولرب راج حيل دون رجائه ومؤمل ذهبت بـه الآمـال ثم جعل ينوح ويبكي حتى بل دمعه لحيته، فبكينا لبكائه، ثم قال: ويحكما! فمن ولي الأمر بعده؟ قلنا: أبو بكر الصديق ، وهو رجل من خير أصحابه، قال: ثم من؟ قلنا: عمر بن الخطاب ، قال: أفمن قومه؟ قلنا: نعم. قال: أما إن العرب لا تزال بخير ما فعلت ذلك.