masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لمثل هذا يــــــــذوبُ القلبُ من كمدٍ - Youtube

Thursday, 11-Jul-24 06:07:18 UTC

وكما هو معلوم فإن أدب الصعلكة في التراث العربي يمتد إلى ما قبل الإسلام، قادما من أعماق الجزيرة العربية، بكل عاداتها وتقاليدها وقيمها الاجتماعية وظروفها وملابساتها الحياتية. وقد أخذ يتحول هذا الأدب عبر الأحقاب والعصور، متداخلاً مع نسيج المجتمعات تقاطعاً ورفضاً وتمرداً ونقداً وخروجاً ومصادمة أو انكفاء وانسحاباً سلبياً في أحيان كثيرة. إذن ليس ثمة صعلكة ثابتة موحدة محددة دائماً، رغم ما تشترك فيه من السمات الأبرز. ولكن هناك "صعلكات" تصنعها البيئات وتخلقها الظروف والأسباب. فالصعلكة كما يقول الكاتب فراس عطية: "في جوهرها ليست مدرسة أدبية أو أسلوباً للسرد بقدر ما هي مجموعة قيم وتجارب وأنماط شخصية تنتج أدبا يعبر عن فكرها. لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ - اليوم السابع. ويضيف عطية عن الصعاليك بأنهم: يتشابهون جميعا في الخصومة المزمنة مع الواقع، شفافيتهم مع أنفسهم ونقمتهم عليها كذلك، الخوض في تجارب صاخبة بالغة العمق وتعريتهم للأشياء كلها". ولسنا هنا بصدد الحديث عن الصعلكة والصعاليك، بقدر ما يعنينا الطرح الرؤيوي والحمولات الدلالية والفلسفية لنص (صعاليك) لمحمد إبراهيم يعقوب، ومدى اقترابه من الواقع أو انسلاخه منه، ومدى انتمائه لبيئته وزمانه ومكانه.

لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ - اليوم السابع

قراؤنا من مستخدمي تلغرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام إضغط هنا للإشتراك هناك توافقان متناقضان فى ساحة تحليل الحرب الأوكرانية وتوابعها: أولهما أن هناك حالة عالية من عدم اليقين حول ما إذا كان التصعيد فى الأزمة التى انقلبت حربًا قد وصل إلى أقصاه وأفرغ كل طرف ما لديه من طاقة، ومن ثَمَّ فإن ما بقى هو استمرار التفاوض حتى نصل إلى نتيجة. وثانيهما أنه بغض النظر عما يحدث وما سوف يتبقى، فإن هناك عجلة كبيرة لتصور الشكل الذى ستبدو عليه «اللعبة النهائية». نشرة «ذا هيل The Hill»، التى تصدر عن الكونجرس الأمريكى، ذكرت أن «قليلين لم يفهموا بعد مدى عمقنا فى المياه المجهولة، ولماذا هو حدث تاريخى عالمى، مثل 11 سبتمبر، يعيد تشكيل الشؤون العالمية». التجربة تثبت لنا فى كل مرة كيف أن «المياه» العميقة تزداد عمقًا فى كل مرة نتابع فيها الأحداث الموصوفة بأن ما بعدها لن يكون أبدًا مثل ما كان قبلها. والحقيقة هى أن هناك تلامسًا يجرى بين أزمات كبرى ذات محتوى عنيف وعسكرى، مثل أحداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١ وما تلاها من غزوات الحرب العالمية ضد الإرهاب، والتى لم تقتصر على الغزو الأمريكى لأفغانستان والعراق؛ والظهور المفاجئ لجائحة كورونا وما واكبها عن استحكام أزمة المناخ؛ والآن فإن الحالة الأوكرانية تبدو وكأنها تتصدر تغيرات عالمية عميقة، ولكن التعامل معها وقياس عمقها سوف يماثل دائمًا الأعمى، الذى يحاول قياس أبعاد مكعب الثلج وهو يذوب بين أصابعه.

وتتابعت بعد ذلك القراءات الشجية الدامعة على هامش النكبات المتجددة، وما أكثرها، ليس على صعيد الخريطة وحسب بل أيضا على صعيد الذات العربية المتهاوية أيضا. لكن الغريب أن الشاعر لم يقلها في تلك المناسبة النهائية بل قبل ذلك بكثير جدًا، حيث كانت مرثية للتخاذل الذي سبق ذلك السقوط المدوي والمتوقع بقرون. إنه إذًا استشراف شعري لواقع مستقبلي كانت نذره قد وضحت حتى لغير الشعراء في أرض الأندلس من الذين عاشوا المجد المتوحد قبل أن تفرقهم مشاعر الطوائف وأطماع الدويلات. ولد أبو البقاء بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي عام 601 هـ( 1204م) في بلدة تسمى رندة وتقع قرب الجزيرة الخضراء في الأندلس، وإليها نسبته التي بقيت علامة على اسمه الباقي شاعرًا أوحد لتلك المرثية، على الرغم من الاجتهادات المختلفة حول كنيته، حيث اشتهر لدى المشارقة بأبي البقاء تمييزا له عن أبي الطيب تلك الكنية التي اشتهر بها في المغرب، بالرغم من ملكيتها الحصرية شعريًا وإنسانيًا للمتنبي. وإذا اختلف العرب مشرقًا ومغربًا على كنية الشاعر فإنهم اتفقوا على مكانته المميزة في سجل العرب الخالد إبداعيًا، حتى وإن لم يشتهر إلا بتلك القصيدة الحزينة، والتي شكلت مرجعية عاطفية وتاريخية لدموع العرب التي سالت شعرًا عبر البحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى المغرب حيث اليابسة العربية المقابلة لخريطة الفردوس المفقود، على الرغم مما بقي من ذلك الفردوس البعيد من عبارات وشحت المعمار الحجري البديع بحروف عربية شكلت هوية دائمة للحنين، ومقصدا أثيرا للسياح، حيث لا غالب إلا الله.