masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

كلي واشربي وقري عينا

Monday, 29-Jul-24 23:34:01 UTC

كأنها تخبرني: لما الضيق ما دام الكونُ واسِع، لما الحزنُ ما دام الرب للدعَاءِ سامِع. من كمال إحسان الربّ تعالى.. أن يذيق عبده "مرارة الكسر" قبل "حلاوة الجبر" ويعرّفه قدر نعمته عليه.. إسلام ويب - إعراب القرآن للنحاس - شرح إعراب سورة مريم - قوله تعالى فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما- الجزء رقم3. بأن يبتليه بضدّها! كما أنه سبحانه وتعالى لما أراد أن يكمل لآدم نعيم الجنة.. أذاقه مرارة خروجه منها، ومقاساة هذه الدار الممزوج رخاؤها بشدتها، فما كسر عبده المؤمن إلّا ليجبره، ولا مَنعه إلّا ليعطيه، ولا ابتلاه إلّا ليعافيه، ولا أماته إلّا ليحييه، ولا نغص عليه الدنيا إلا ليرغّبه في الآخرة، ولا ابتلاه بجفاء الناس إلّا ليرده إليه. الكل يَذهب إلىَ رَبه بَعد حيَاته، والسَعيد مَن يَذهب إلى ربه فِي حياته. لا ينافي التقوى مَيل الإنسان بطبعه إلى الشهوات، إذا كان لا يغشاها ويُجاهد نفسه على بغضها، بل إنّ ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى، ثم إنّ مَن ترك لله شيئاً عوّضهُ الله خيراً منه، والعوض من الله أنواع مُختلفة، وأجلّ ما يُعوَّض به: الأُنسُ بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب بذكره، وقوته، ونشاطه، ورضاه عن ربه تبارك وتعالى، مع ما يَلقاه من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى. أضخم الأبواب مفاتيحها صغيـرة، فلا تعجزك ضخامة الأمنيات، فربما دعوة واحدة ترفعها إلى الله تجلب لك المُستحيل!

إسلام ويب - إعراب القرآن للنحاس - شرح إعراب سورة مريم - قوله تعالى فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما- الجزء رقم3

لا تَـيأسُوا: فواللّه مَا بَكت عَـينٌ! إلّا وفَوْقهَا ربّ يُخَبئ لَها الأجمـَل. مَتَى أوحَشَكَ اللهُ مِن خَلقِهْ، فَاعلَم أنَهُ يُرِيد أنَ يَفتَحَ لَكَ بَابَ الأنسَ بِقربِه. إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة، إليك بهذه القاعدة " عدّد نعمك وليس مَتاعبك ". التفاؤل هو أن تبتسم بيقين في وجه حُزنك كلّما لاقترب منك، تخبره أنا بخير، الله معي ولن يخذلني أبداً. جميل ذلك الرضا الذي يملأ قلب المؤمن.. يَجعله قادراً على استقبال جميع مُنغصات الحياة بسعادة وراحة. واجهت ( مريم ابنة عمران) تهمةً شنيعة، ومَوقفاً صعباً، ومَع ذلك قال اللّه لها (كُلي واشربي وقرّي عيناً).. عِش حياتك العـادية فَهناك أشياء حلّها عند اللّه، لا تُرهق نفسك بِالتفكير واللّه عندهُ حسن التدبير. علمونا أن الساعة ستون دقيقة.. وأن الدقيقة ستون ثانية.. ولكن لم يعلمونا أن الثانية في طاعة الرحمن تساوي العمر كلّه.. اللّهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبـادتك. أنت تكره حياتك وغيرك يَحلم بِأن يملك مِثلها.. دائماً قل " الحمد لله ". الذي يَجلب النحس دائما ليس الحظ!! إنّما الذنوب المتراكمة والتي نسينا مُعظمها!! إن ّالمعاصي تزيل النعم. حينَ أنظر للسماء، اُجبر عَلى الابتسام!

وقد جعل القول المتضمن إخباراً بالنذر عبارة عن إيقاع النذر وعن الإخبار به كناية عن إيقاع النذر لتلازمهما لأن الأصل في الخبر الصدق والمطابقة للواقع مثل قوله تعالى: { قولوا آمنا بالله} [ البقرة: 136]. وليس المراد أنها تقول ذلك ولا تفعله لأن الله تعالى لا يأذن في الكذب إلاّ في حال الضرورة مع عدم تأتّي الصدق معها ، ولذلك جاء في الحديث: " إن في المعاريض مندوحة عن الكذب " وأطلق القول على ما يدلّ على ما في النفس ، وهو الإيماء إلى أنها نذرت صوماً مجازاً بقرينة قوله { فلن أُكلِمَ اليَوْمَ إنْسِيّاً}. فالمراد أن تؤدي ذلك بإشارة إلى أنها نذرت صوماً بأن تشير إشارة تدلّ على الانقطاع عن الأكل ، وإشارةً تدل على أنها لا تتكلّم لأجل ذلك ، فإن كان الصوم في شرعهم مشروطاً بترك الكلام كما قيل فالإشارة الواحدة كافية ، وإن كان الصوم عبادة مستقلة قد يأتي بها الصائم مع ترك الكلام تشير إشارتين للدلالة على أنها نذرت الأمرين ، وقد علمت مريم أنّ الطفل الذي كلّمها هو الذي يتولى الجواب عنها حِين تُسأل بقرينة قوله تعالى: { فأشارت إليه} [ مريم: 29]. والنون في قوله { تَرَيِنَّ} نون التوكيد الشديدة اتصلت بالفعل الذي صار آخره ياء بسبب حذف نون الرفع لأجل حرف الشرط فحركت الياء بحركة مجانسة لها كما هو الشأن مع نون التوكيد الشديدة.