[7] فالمسلم عندما يذهب إلى المسجد، ويقتدي بالإمام مع إخوته المسلمين، ويستمع للخطب، تتأكد لديه المبادئ السامية، وتتثبت في نفسه روح الإسلام العظيمة وحضارته النقية، وتحيا عنده معاني المودة، والتراحم، وعندما يهَشُّ في وجه أخيه، ويصافحه، ينصهر ويذوب ما في القلوب من الأحقاد. [7] وفي الختام، نكون قد كتبنا لكم موضوع عن حقوق المساجد في الاسلام بينّا فيه كل واحد من الحقوق بشكل مفصل، فضلًا عن ذكر أفضل المساجد في الإسلام وفضل هذه المساجد على غيرها وأنها المساجد التي تشد لها الرحال.
آداب المساجد هناك مجموعة من الآداب الخاصة بالمساجد فيجب أن نربي أطفالنا وأنفسنا عليها أحتراما لذلك المكان الطاهر: لابد من أداء تحية المسجد بمجرد الدخول إلا إذا دخل المسلم والصلاة قائمة. الابتعاد تمام عن تشبيك الأصابع في وقت انتظار الصلاة. انتظار وقت الصلاة بقراءة القرآن والذكر و الصلاة على رسول الله بالصيغة التي تفضلها. الجلوس في المسجد بكل هدوء وسكينة حتى أثناء قراءة القرآن الكريم أو ذكر الله فيجب أن يكون الصوت منخفض تمامًا حتى لا تقلق المصلين. لا يجب تناول الأطعمة في المسجد. التأكد من إغلاق هاتفك أثناء دخول المسجد. عدم التحديث مع المصلين في أي مواضيع مهما كانت أهميتها وحتى إن لم تكن وقت الصلاة..
وتعظيم شعائر الإسلام وعبادة الله عبادة خالصة. نستدل على الحق الأول من قول الله عز وجل (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا). أهم حقوق المسجد هو اتباع الحلقات العلمية داخل المسجد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة، فمن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة). الحفاظ على المسجد ونظافته وعدم القيام برمي القمامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البُصاقُ في المسجِدِ خطيئةٌ وكفَّارتُها دَفْنُها). من الضروري أن يحافظ المسلم على نظافته الشخصية عند الذهاب للمسجد. قال الله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ). الحفاظ على الصلاة دائماً وعدم هجرة المسجد من حقوق المسجد الواجبة على كل مسلم. كما يجب تشجيع الآخرين بالالتزام بتأدية الصلاة في الجامع وتعظيم شعائر الله عز وجل. عدم التسبب في إزعاج الأخرين داخل المسجد أو إحداث ضوضاء. يجب الحرص على عدم قدوم الأطفال صغار السن للمسجد وذلك حتى لا يتم إلحاق الأذى بالمسجد.
أهمية المساجد في الإسلام المساجد لها أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام، فهي بيت الله واشرف وأطهر الأماكن تتنزل فيه الرحمات، ويتنافس فيه المسلمون في الخيرات، ويذكر فيه اسم الله صباحاً ومساءً وفي كل وقت وحين، حيث قال الله سبحانه وتعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ. كما أن المساجد لها اهمية في غرس أخلاق الإسلام المجتمعية مثل العدل والمساواة بين الجميع، فلا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا فقير ولا غني ولا صاحب منصب مشهور ولا مجهول إلا بتقوى الله تعالى. والمساجد تعتبر لها أهمية كبيرة في إصلاح المجتمع، فهي لها دور في تربية المسلمين، خاصة النشء الجديد، وإحياء روح الإسلام في نفوسهم، وتعليمهم التراحم والتعاطف والعفو وغيرها من أخلاق الإسلام، فقد تعلم الصحابة الكرام العلم والحديث والقرآن الكريم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد. أما أهمية المسجد في عهد رسول الله فقد كان أكبر من مجرد مسجد او مكان لعبادة الله تعالى، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بالمسلمين فيه، ويخطط للحرب وللمجتمع وتخرج منه السرايا الحربية والغزوات، ويجتمع فيه المسلمين للمشورة، فقد كان مؤسسة متكاملة مجتمعية وسياسية هامة لمجتمع المدينة المنورة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
[٥] [٦] المراجع ^ أ ب ت ث سورة المائدة، آية:90 ↑ محمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم ، صفحة 16. بتصرّف. ^ أ ب محمد حسن نور الدين إسماعيل (2\8\2015)، "مع آية: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) " ، اللأوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف. ↑ محمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم ، صفحة 17. بتصرّف. ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3672، إسناده حسن. انما الخمر والميسر والانصاب والازلام english. ↑ مجموعة من المؤلفين، "أسباب نزول قوله عز وجل " يسألونك عن الخمر والميسر "" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
فنهاهم بذلك عن تحريم ما أحلّ الله لهم من الطيبات. ثم قال: ولا تعتدوا أيضًا في حدودي، فتحلُّوا ما حرَّمت عليكم، فإن ذلك لكم غير جائز، كما غيرُ جائزٍ لكم تحريم ما حلّلت، وإنيّ لا أحبُّ المعتدين.
((الشرح الممتع)) (1/429-432). وقال أيضًا: (أمَّا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ **المائدة: 90**، فالمراد الرِّجسُ المعنويُّ لا الحِسِّيُّ؛ لأنَّه جُعِل وَصفًا لِمَا لا يُمكِنُ أن يكونَ رِجْسُه حسيًّا كالمَيسِر والأنصابِ والأزلام، ولأنَّه وصَفَ هذا الرِّجسَ بكونِه مِن عَمَلِ الشيطان، وأنَّ الشَّيطانَ يُريدُ به إيقاعَ العَداوةِ والبَغضاءِ، فهو رِجس عمليٌّ معنويٌّ). ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/257). وقال ابن باز: (الأقربُ- والله أعلم- أنَّه [أي الخمر] طاهرٌ إذا أصابَ الثَّوبَ أو أصاب البَدَن، لكن إذا غَسَله احتياطًا وخروجًا من الخلافِ يكونُ أحسَنُ). ((شرح بلوغ المرام/كتاب الحدود- منقول من اختيارات الشيخ ابن باز الفقهية)) لخالد آل حامد (1/281). وللشيخ قولٌ بالتوقُّفِ في نجاسةِ الخَمرِ، فقال: (عندي توقفٌ في نجاسةِ الخَمرِ). قصة الأنصاب والأزلام.. ولهذا قرن الله تحريمهما بالخمر والميسر. ((شرح بلوغ المرام/كتاب الطهارة- منقول من اختيارات الشيخ ابن باز الفقهية)) لخالد آل حامد (1/285). الأدلَّة: أولًا: مِن السُّنَّةِ 1- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كنتُ ساقِيَ القَومِ في منزِلِ أبي طلحةَ، وكان خَمرُهم يومئذٍ الفَضيخَ، فأمَر رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مناديًا ينادِي: ألَا إنَّ الخَمرَ قد حُرِّمَت، قال: فقال لي أبو طلحةَ: اخرجْ فأَهْرِقْها، فخَرَجْتُ فهَرقتُها، فجرَتْ في سِكَكِ المدينةِ... )) رواه البخاري (2464) واللفظ له، ومسلم (1980).
** ورد عند الواحدي قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ.. انما الخمر والميسر رجس من عمل الشيطان. " الآية. (*) عن سماك بن حرب قال: حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أتيت على نفر من المهاجرين فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا، وذلك قبل أن يُحرَّم الخمر، فأتيتهم في حش، (والحش: البستان)، وإذا رأس جزور مشويا عندهم ودَن من خمر، فأكلت وشربت معهم، وذكرت الانصار والمهاجرين، فقلت: المهاجرون خير من الانصار، فأخذ رجل لحى الرأس، فجذع أنفي بذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأنزل الله في شأن الخمر " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ.. " الآية. رواه مسلم عن أبي خيثمة.
حكمها في الإسلام: الأزلام هي سهام صغيرة كان أهل الجاهلية يكتبون على بعضها افعل، وعلى بعضها لا تفعل ويضعونها في كيس، فإذا أراد المرء حاجة أدخل يده في الكيس لإخراج واحد منها فإذا وجد المكتوب عليها "افعل" مضى في حاجته، وإذا وجد العكس لم يمض في حاجته. وهي محرمة، لما فيها من التطير وهو التشاؤم وهو مذموم في العقيدة الإسلامية، فقد كان رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
اختلف أهلُ العِلمِ في طهارةِ الخَمرِ أو نجاسَتِها نجاسةً عينيَّةً على قَولينِ: القول الأوّل: الخَمرُ نَجِسةٌ نجاسةً عينيَّةً، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة ((العناية شرح الهداية)) للبابرتي (10/ 99)، وينظر: ((بدائع الصَّنائع)) للكاساني (1/66)، ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (1/79). ، والمالكيَّة ((حاشية الدسوقي)) (1/49، 50)، ((التاج والإكليل)) للمواق (1/97). ، والشَّافعيَّة ((المجموع)) للنووي (2/563)، وينظر: ((الأم)) للشافعي (1/72). ، والحنابلة ((الإنصاف)) للمرداوي (1/319)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (9/171). ، وهو اختيار ابنُ حَزمٍ [1166] قال ابن حزم: (مسألةٌ: والخَمرُ والمَيسِرُ والأنصابُ والأزلامُ؛ رجسٌ، حرامٌ، واجِبٌ اجتنابُه؛ فمن صلَّى حامِلًا شيئًا منها بطَلَتْ صلاتُه). ((المحلى)) (1/188). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك قال العينيُّ: (قد انعقَد الإجماعُ على نجاسَتِها، وداود لا يُعتَبَرُ خلافُه في الإجماعِ، ولا يصحُّ ذلك عن شريعةٍ). انما الخمر والميسر رجس. ((البناية)) (1/447) وقال ابن مفلح الحفيد: (الخمر يَخمُرُ العَقلَ؛ أي: يُغطِّيه ويستُرُه، وهي نجسةٌ إجماعًا). ((المبدع)) (1/209).