لم يستطع النوم، فهذا الحلم ذاته يراوده منذ أسبوع دون نهاية واضحة ، وفي كل مرة كان يصحو على قهقهة جمال الوعل، بينما هو يلهث ويتصبب عرقاً، وبعدها بدقائق يتصاعد أذان الفجر من مئذنة بعيدة، يبقى ممددا في سريره إلى أن ينتشر النهار فيزيح أغطيته، يمد يده ليجلب كرسيّه المتحرك، وبقفزةٍ اعتادها يضع جسده فيها ويدفع عجلاتها بيديه الخشنتين، يدفعها وصولاً إلى ساحة المخيم حيث كانت تقف الشاحنات فيما ما مضى، يتلفّت يمينا ويساراً ، يبحث في وجوه المارة، يطالع نوافذ البنايات التي نبتت بصورة عشوائية في ساحة المخيم.. ولكن لا شيء يستوقفه! يأتي جمال الوعل في موعده اليومي، دافعا عربة صغيرة يتصاعد منها بخار الماء، يقف حيث كانت الشاحنات، يفرد أربعة مقاعد قش صغيرة عن ظهر العربة، يُعدّ لهما قهوته الرديئة، تصعد قهقهة جمال الوعل من معدته: ليش بتطلع بوجهي هيك! صلاح: إذا أراد ليفربول رحيلي هذا شيء مختلف.. الأمر لا يتعلق بالمال فقط. شو مضيّع بوجهي يا رجل! إصحك تحكيلي شفت نفس الحلم! يلعن أبو هالبالطو اللي مش قادر تنساه من ثلاثين سنه، على أبو الانجليز اللي صنعوه، على أبو عرباية هالقهوة اللي بتخليني أشوفك كل يوم! - أنا ناسي البالطو من زمان يا جمال، بس مش ناسي رجليّ! وهنا عادت الحكاية إلى رأسه، كأنها حدثت للتو، يومها كان جمال على ظهر الشاحنة، يصيح بصوته الجهور؛ بالطو انجليزي، ومن بين المتجمهرين لمعت عينا ياسر وتعلقت بالبالطو كأنه يستحديه، أشار له جمال بعينيه أن يبتعد عن جمهرة الناس جانباً، وألقى إليه بالبقجة أم البالطو، فلحق بها الناس، عيونهم معلّقة بالبقجة،أسقطوه أرضا، داسوه بأقدامهم، وهو متكوّر وفي حضنه البقجة، لقد ظفر بها قبل أن يسقط على ظهره، وسوف يعود إلى أسرته ظافراً ببقجة سمينة!
قالت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ مساعد علم النفس السلوكي، إن الأطفال والمراهقين هم الشريحة الأكبر التي تستخدم الألعاب الخطرة في غياب الرقابة الأسرية، موضحة أن كل من يجرب الألعاب الخطرة لا يعلم نتيجة اللعب مسبقًا، وأن مصيره يمكن أن يؤدي للموت، ولكن الفضول يدفعه للتجربة. وأشارت "العوضي"، خلال لقائها ببرنامج "حديث المساء"، المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، مساء الخميس، أن رقابة الأمهات والتعامل بعقل وحكمة مع الأطفال يساهم في تركهم للألعاب الخطرة دون عناد، مؤكدة أن ترك الأبناء للمواقع الإلكترونية والإنترنت، قد تكون بداية لتجنيدهم وانضمامهم للتنظيمات الإرهابية.