masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 129

Tuesday, 30-Jul-24 04:24:52 UTC
قوله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم هاتان الآيتان في قول أبي أقرب القرآن بالسماء عهدا. وفي قول سعيد بن جبير: آخر ما نزل من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله على ما تقدم. فيحتمل أن يكون قول أبي: أقرب القرآن بالسماء عهدا بعد قوله: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله. والله أعلم. والخطاب للعرب في قول الجمهور ، وهذا على جهة تعديد النعمة عليهم في ذلك; إذ جاء بلسانهم وبما يفهمونه ، وشرفوا به غابر الأيام. وقال الزجاج: هي مخاطبة لجميع العالم والمعنى: لقد جاءكم رسول من البشر; والأول أصوب. لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه. قال ابن عباس: ما من قبيلة من العرب إلا ولدت النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه قال: يا معشر العرب لقد جاءكم رسول من بني إسماعيل. والقول الثاني أوكد للحجة أي هو بشر مثلكم لتفهموا عنه وتأتموا به. قوله تعالى من أنفسكم يقتضي مدحا لنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من صميم العرب وخالصها. وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه

وهذه زيادة غريبة. الشيخ: سمِّ. س: ما يُذكر في أذكار المساء والصَّباح؟ ج: الله أعلم، محل نظرٍ؛ لأنَّه موقوف، وهذا لا يُقال من جهة الرأي، نعم.

لقد جاءكم رسول عزيز عليكم

وقوله: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128] كقوله: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ۝ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [الشعراء:215-217]. لقد جاءكم رسول عزيز عليكم. وهكذا أمره تعالى في هذه الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا أي: تولوا عمَّا جئتم به من الشَّريعة العظيمة المطهرة الكاملة الشَّاملة، فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أي: الله كافي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ [التوبة:129]، كما قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [المزمل:9]. وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة:129] أي: هو مالك كل شيءٍ وخالقه؛ لأنَّه ربّ العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورون بقُدرة الله تعالى، وعلمه محيطٌ بكل شيءٍ، وقدره نافذٌ في كل شيءٍ، وهو على كل شيءٍ وكيل. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد ابن أبي بكر: حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، عن أبي بن كعب قال: آخر آيةٍ نزلت من القرآن هذه الآية: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة:128] إلى آخر السورة.

لقد جاءكم رسول من انفسكم

(أبو داود). الشيخ: فقط؟ الطالب: نعم. الشيخ: يُنسب إلى جدِّه، انظر: "التقريب". الطالب: يقول: عبدالرزاق بن عمر بن مسلم، الدمشقي، عابد، صدوق، من العاشرة. (أبو داود). الطالب: لا، ذكر ثلاثة: عبدالرزاق بن عمر الدّمشقي. عبدالرزاق بن عمر الدّمشقي، أبو بكر، الثقفي، متروك الحديث، عن الزهري، لين في غيره، من الثامنة. (التمييز). تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ..}. الشيخ: غيره؟ الطالب: عبدالرزاق بن عمر البزيعي -بموحدة مفتوحة وزاي- صدوق، من العاشرة. (الجماعة). الشيخ: انظر سنده عندك، أعد سنده. وقد روى أبو داود عن يزيد بن محمد، عن عبدالرزاق بن عمر -وقال: كان من ثقات المسلمين، من المتعبدين- عن مدرك بن سعد -قال يزيد: شيخ ثقة- عن يونس بن ميسرة، عن أم الدَّرداء، عن أبي الدَّرداء قال: مَن قال إذا أصبح وإذا أمسى: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلتُ وهو ربّ العرش العظيم" سبع مرات إلا كفاه الله ما أهمّه. وقد رواه ابنُ عساكر في ترجمة عبدالرزاق بن عمر، هذا من رواية أبي زُرعة الدّمشقي، عنه، عن أبي سعدٍ مُدرك ابن أبي سعد الفزاري، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدَّرداء: سمعت أبا الدَّرداء يقول: ما من عبدٍ يقول: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلتُ وهو ربّ العرش العظيم" سبع مرات، صادقًا كان بها أو كاذبًا إلا كفاه الله ما أهمّه.

والآية جامعة، في تبيان ملامح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ودقيقة في توصيف مقامه صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما أورده الطبري لما جاءه خزيمة بن ثابت رضي الله عنه بهذه الآية والتي تليها، ولم يكن يعلمهما إلا منه قال له عمر في واحدة من أعمق العبارات وأكثرها تعبيراً عما يستجيش في قلوب الصحابة حيال النبي صلى الله عليه وسلم، وما تدركهم فطرتهم السليمة عنه: "والله لا أسألك عليهما بينة أبدا فإنه هكذا كان صلى الله عليه وسلم". يشهد الله سبحانه من فوق سماواته العلى والمؤمنون على هذه الأرض، بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه للمؤمنين، وشفقته بهم، وحرصه على هدايتهم وسلامتهم، وإرشادهم لمجامع الخير لهم في الدنيا والآخرة، وتجنيبهم لما يضرهم. إنها العظمة حين تتجسد في شخص واحد: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ وهي صفات الداعية المربي، والقائد الحكيم، والرائد الأريب الذي يجمع بين الحب والرحمة والرأفة والحرص والعزة وإرادة النصح والخير لأصحابه وتابعيه.

وقال عبدالله ابن الإمام أحمد: حدثنا روح: حدثنا عبدالمؤمن. مُداخلة: عندنا روح بن عبدالمؤمن. الشيخ: أيش بعده؟ حدثنا عمر بن شقيق: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب : أنهم جمعوا القرآنَ في مصاحف في خلافة أبي بكر  ، فكان رجال يكتبون، ويُملي عليهم أبي بن كعب، فلمَّا انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ الآية [التوبة:127]، فظنّوا أنَّ هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال لهم أبي بن كعب: إنَّ رسول الله ﷺ أقرأني بعدها آيتين: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى آخر السورة. قال: هذا آخر ما نزل من القرآن، فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو، وهو قول الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]. وهذا غريبٌ أيضًا. الشيخ: انظر: روح. الطالب: روح بن عبدالمؤمن، الهذلي مولاهم، أبو الحسن، البصري، المقرئ، عن حماد بن زيد وأبي عوانة ويزيد بن زريع، وعنه البخاري، وثَّقه ابنُ حبان، مات سنة أربعٍ وثلاثين ومئتين. لقد جاءكم رسول من أنفسكم (مرئيات إسلامية). البخاري فقط. الشيخ: نعم، روح بن عبدالمؤمن.