ويهدي الله بسبب هذا المثَلِ كثيرًا من الناس - بفضله - وهم المؤمنون؛ بعلمهم أنه الحق من ربهم، وإيمانهم به، فيزدادون به هدى وإيمانًا. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة البقرة - قوله تعالى إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها - الجزء رقم1. كما قال تعالى في سورة المدثر: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المدثر: 31]. فهذه حال المؤمنين والكافرين عند نزول الآيات القرآنية، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124، 125]. ﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾: لما ذكر عز وجل أنه يُضِلُّ بالمثل كثيرًا، أَتْبع ذلك بما يدل على عدله في ذلك، وأنه لا يُضِل به إلا الفاسقين - بعدله - بسبب فسقهم، كما هدى إليه المؤمنين بفضله بسبب إيمانهم.
قوة البعوضة البعوضة هي الحامل الرئيسي للحمى الصفراء وتفشي المرض في البشر وقد مات بسبب هذا المرض الملايين إذ تقوم إناث البعوض بمص دم الإنسان أما الذكور فإنها تتغذى على النباتات ولعل الحكمة في ذلك ظاهرة في قوله سبحانه (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها... ) و لم يقل بعوضاً أو البعوض وقد تحدث البعوضة ثقباً في جسم الإنسان، وهذا الثقب سرعان ما يتعرض للانسداد لكنها مزودة بمادة تفرزها تميع الدم وتمنع تخثره والسؤال كيف تعلم البعوضة أن لديها كل هذه الوسائل والإمكانات والأجهزة والأدوات فالذي خلق الإنسان خلق هذه البعوضة.
تفسير آية (إن الله لايستحى أن يضرب مثلاً ما بعوضة) - YouTube
الواو عاطفة (أمّا الذين كفروا فيقولون) تعرب كنظيرها.. (ما) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول في محل رفع خبر- أي: فما الذي- (أراد) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الباء حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أراد) (مثلا) تمييز لاسم الإشارة منصوب أو حال أي ممثلا به. (يضلّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يضلّ). (كثيرا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (يهدي به كثيرا) تعرب كنظيرها المتقدّمة. الواو استئنافيّة أو حاليّة (ما) نافية (يضلّ) مثل الأول، وكذلك (به)، (إلا) أداة حصر (الفاسقين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء. جملة: (إنّ اللّه لا يستحيي... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا يستحيي... ) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (الذين آمنوا... وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (يعلمون... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). ان الله لايستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة. وجملة: (الذين كفروا.. ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية. وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: (يقولون... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني وجملة: (ماذا... ) في محلّ نصب مقول القول.