وفي قوله وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ففي تلك الأبيات تأبين لأخيه وقال سيدنا عمر لما سمعه والله أني لأود أن أحسن الشعر لأرثي أخي زيدا مثل ما رثيت أخاك. وقد أبكى أخيه في أبياته فقال أتبكي كل قبر رأيته لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك أن الشجا يبعث الشجا فدعني فهذا كله قبر مالك فهو لا ينسى أخاه بل كان يبكي ويتذكره دائما عندما يسمع ويرى ما يشجي، فهو في بكاء مستمر وحزن دائم وعبر عن ذلك في أسلوب حوار. أما الأبيات التي تتعلق بسقي قبر أخيه فهي: سقى الله أرضا حلها قبر مالك ذهاب الغوادي المدحنات فأمرعا وآثر سيل الواديين يديمة ترشح وسيما من النبت خروعا ظهرت في أبياته بأنه يدعوا للديار الخاصة بأخيه باسقيا المعادة التي يقوم بها العرب لإكرام الميت، ودعي ربه أيضا بأن يسقي المطر الأرض التي تضمه، وموت الأخ يعتبر من المصائب الكبيرة، التي لا من الصعب تحملها وقد ظهر ذلك في جميع أوجه حياة الشاعر الذي أصيب بألم بالغ وكذلك تأثر نفسه. والجدير بالذكر بان الحزن ظهر عند هذا الشاعر بتعدد البواعث، ولكن اللوعة والبكاء هما من كان يلجأ لهما بن نويرة حتى يواجه الواقع المر الذي يعيشه، فالدموع تسبب له راحة نفسية وتخفف ألمه.
اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.