أما في الفصل الثالث فيرجع بنا السارد للحكاية الأولى ليغوص بنا في عالم متخيل عن الواقعي في الحياة،( حياة أهل الجنوب والبدو والرحل)، لغة حية ومتحركة تصف حالة أهل القرية وهم يشعلون النار بجانب دكان البقال، ويحكون الحكايات الكثيرة عن الغرباء. ومع التقدم في السرد، يبدو الوصف مألوفا حيث يجسد بعض المشاهد والأحداث من حياة القرويين، وهي مشاهد حية لا تخفى على أبناء الجنوب، وبهذا يستطيع الروائي تمثيل أهل الجنوب من خلال أدب الرواية الذي ينقل معاناتهم اليومية، وأحوالهم وهم يتقلبون في العيش. ضيافة بعد العشاء تبوك. يكشف السارد عن الغاية من هذه الحكايات أو السبب الذي جعلهم يشعلون النار ويجلسون للحديث والكلام واسترجاع القصص والنوادر، وحكايات الحروب والسير وغيرها، وكلها من أجل مواجهة زمهرير برد الخريف وقضاء أوقات أيامهم الرتيبة التي لا تأتي بجديد. وفي القرية الصغيرة يغرق الإنسان في التفاصيل الصغيرة حد الرتابة، أنظر إليه مثلا وهو يتحدث عن بطل الرواية المحجوب، الذي استوطن قلوب أهل القرية، والذي كان غريبا وطاب له المقام فيها، يقول:» و المحجوب بطل كبير جاء إلى الصحراء، واستوطن القرية في البداية كان حذرا، يتكلم بحساب، لكنه توغل في كل شيء، نفذ إلى القلوب واستوطن وما عاد أحد يحسبه غريبا…» ص:58 ليصبح المحجوب بطلا في أذهان أطفال القرية، وذكرى جميلة، يتذكره الصغير والكبير بعد وفاته، وهو رمز القرويين البسطاء الذين يعدون الشاي، وتستهويهم الحكايات الغريبة والطريفة عن الغرباء.
إن قراءتنا للرواية تولد نفس الانطباع الذي قلنا سابقا عن كتابه في الرحلة:» يوميات سندباد الصحراء»، إذ نجد نفس اللغة الشفافة والموحية، والتعبير الشاعري بطلاقة غير معهودة، تنمحي فيها الحدود الفاصلة بين الواقعي والمتخيل، وهي رؤية شعرية يبلورها السارد في خياله وذاكرته ليعطيها أبعادا أخرى، يعتمد فيها على تقنية السرد والوصف، وتتبع عوالم الشخصيات والأمكنة في عالم محدود، زمانيا ومكانيا، وفي مجتمع معيشي فقير يفتقد أبسط وسائل العيش، إذ نجد أنفسنا أمام روائي متمكن من أدوات وتقنيات السرد، مغرم بالحكاية والقص، بارع في استحضار شخصيات هامشية تعاني وتنحدر من أقصى الجنوب. الكاتب: الحسين ايت بها بتاريخ: 28/04/2022
شئون عربية الإثنين، 25 أبريل 2022 08:04 مـ بتوقيت القاهرة وقّعت الرئاسة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الإثنين، مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للأوقاف السعودية، لإنشاء دور ضيافة للأطفال في ساحات المسجد الحرام، وذلك حرصا من الرئاسة على تمكين قاصدي وقاصدات المسجد الحرام من أداء نسكهم وشعائرهم بكل طمأنينة ويسر. في افتتاح مهرجان المدينة بمنوبة: زياد غرسة يعيد درّة "بشارف محمد الرشيد بن حسين باي" إلى معدن بستانها بقبة النحاس. وذكرت وكالة الأنباء السعودية /واس/ أن المذكرة تهدف توفير مكان آمن لأبناء وبنات قاصدي وقاصدات المسجد الحرام، وتتضمن التأسيس والتشغيل، وتصميم البرامج والأنشطة المقدمة في المركز، مع تحديد المتطلبات والتجهيزات التي تتواءم مع طبيعة النموذج المصمم، وتدريب الفريق التشغيلي على أنظمة التأسيس والتشغيل. ويتم تصميم هذه المراكز وفق أفضل الممارسات والنماذج وتراعى اشتراطات السلامة والجوانب الاجتماعية والتربوية والترفيهية التي تتناسب مع احتياجات الطفل، ويعمل على تنفيذ وتشغيل هذه المراكز جهات استشارية متخصصة في هذا المجال وستكون هذه نواة لسلسلة من المراكز التي سيتم تأسيسها تباعا. ويأتي المشروع في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة العامة للأوقاف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي تستهدف تمكين قاصدي الحرمين الشريفين من تحقيق تجربة إيمانية مطمئنة، تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في صناعة رحلة متكاملة تعكس الصورة الحضارية عن المملكة وخدماتها المقدمة لضيوف الرحمن.