وأقل صيغة يحصل بها السلام هي أن يقول المُسَلِّم: "سلام" ، وللمجيب في هذه الحالة أن يجيب بقوله: "سلام". الله تعالى عن ضيف إبراهيم المكرمين من الملائكة: (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ) الذاريات/25. النووي رحمه الله في "الأذكار" (ص245): "قال الإمام أبو الحسن الواحدي من أصحابنا: "أنت في تعريف السلام وتنكيره بالخيار ، قلت: ولكن الألف واللام أولى " انتهى. فالأفضل الإتيان بالسلام مبتدئا أو رادا بالألف واللام ، فيقول: السلام عليكم عند الابتداء ، ويقول: وعليكم السلام عند الرد. ثانياً: أما رد السلام فيكون بمثل السلام أو أحسن منه ، قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) النساء/86. وأما الاقتصار في رد السلام على: " وعليكم ": ففيه قولان لأهل العلم: النووي في "الأذكار" (ص/244-245): قال أصحابنا: فإن قال المبتدئ: السلام عليكم ، حصل السلام ، وإن قال: السلام عليك ، أو سلام عليك ، حصل أيضا. وأما الجواب فأقله: وعليك السلام ، أو وعليكم السلام ، فإن حذف الواو فقال: عليكم السلام أجزأه ذلك وكان جواباً ، هذا هو المذهب الصحيح المشهور الذي نص عليه إمامنا الشافعي رحمه الله في " الأم " ، وقاله جمهور أصحابنا... واتفق أصحابنا على أنه لو قال في الجواب: عليكم ، لم يكن جواباً ، فلو قال: وعليكم بالواو ، فهل يكون جواباً ؟ فيه وجهان لأصحابنا " انتهى.
السؤال: فيه فرق بين "السلام عليكم" و"سلامٌ عليكم"؟ الجواب: هذا جائز وهذا جائز، والأفضل "السلام عليكم"، وإن قال: "سلام عليكم"؛ فلا بأس، يُسلّم في البدء، النبي ﷺ لما كتب إلى هرقل، قال: سلام على من اتبع الهدى ؛ للتنكير كما ذكره الشارح في قول: سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ [الصافات:79] وقول إبراهيم: سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ [الذاريات:25] فلا بأس.
فضل قول و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته العديد من المسلمين يلقى السلام على اخوانة بلفظ " سلام عليكم " فهل يجوز ان نقول هذا واذا كان غير صحيح فهل يثاب فاعلة و ياخذ ثواب القاء السلام. الحمد لله اولا لا حرج فقول المبتدئ بالسلام سلام عليكم ، او سلام عليك ، وقد بين الله تعالى ان تحية الملائكة لاهل الجنة سلام عليكم ، فقال و الملائكة يدخلون عليهم من جميع باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار الرعد/23، 24. وقال و سيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتي اذا جاءوها و فتحت ابوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين الزمر/73. وجاء السلام بهذه الصيغة ، فى قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون النحل/32. وقوله و اذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه و قالوا لنا اعمالنا و لكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين القصص/55. وقوله و اذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسة الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة بعدها تاب من بعدة و اصلح فانه غفور رحيم الانعام/54. وروي ابن حبان فصحيحة 493 عن ابي هريرة رضى الله عنه ان رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو فمجلس فقال سلام عليكم.