masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لي كوان يو

Tuesday, 30-Jul-24 22:04:58 UTC

على الرغم من أن الزعيم السنغافوري لي كوان يو تجاوز الخامسة وثماني عاما إلا إنه على عجلة من أمره. هناك دائما شيء ينتظره. لم تكفه النجاحات وتقدير أغلب زعماء العالم بما فيهم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي قال عنه مرة أنه من المفارقة أن زعيم بإمكانياته الكبيرة يصبح رئيس بلد صغير مثل سنغافورة (بالمقابل يرى يو أن نيكسون من أهم رؤساء أمريكا لأنه رأى العالم بصورة أوسع فيما يسخر من الرئيس كارتر الذي يصفه بأنه رجل تقي وليس بزعيم). لكن لا يبدو كوان يو يهتم فعلا بكل هذا المديح أو حتى النقد. سأله الصحافي توم بليت الذي أجرا حوارات مطولة معه على شكل كتاب بعنوان " عمالقة آسيا.. حوار مع لي كوان يو"، إذا ما كان يهتم للنقد الذي يوجه له أحيانا في بعض الصحافة الغربية التي تصفه بالمستبد، فرد عليه كوان " ما يهم فعلا هو ما يقوله السنغافوريون ". السنغافوريون سعداء ويعود الفضل أولا له. استطاع أن ينقل هذا البلد من دولة متخلفة استعمرتها بريطانيا، واحتلتها اليابان - حينها كان أن يقتل كوان يو - إلى دولة من أنجح الدول حول العالم. معدل الدخل السنوي للفرد قفز من مائة دولار قبل أكثر من ثلاثين عام إلى مايقارب الأربع وعشرين ألف دولار عام 1997 ليقفز بعد ذلك ويصل إلى خمسين ألف دولار حاليا.

  1. لي كوان يوتيوب
  2. لي كوان يو

لي كوان يوتيوب

هذا الإجراء جذب المستثمرين الأجانب مع إعطائهم امتيازات ضريبية، وضمانات قانونية، وحمايتهم، استعانت الهيئة بخبراء من برنامج التنمية في الأمم المتحدة، واستطاعت الترويج للاستثمار في سنغافورة، وتقديم الضمانات، مع التركيز على أربع صناعات أساسية، هي بناء وصناعة السفن، وهندسة المعادن، والكيماويات، والأدوات الكهربائية. واختار رئيس الوزراء لي كوان يو أفضل العلماء والخريجين المؤهلين من جامعات أجنبية للعمل بهذه اللجنة، واختار لها رئيسًا مؤهلًا استطاع أن يجعل منها مؤسسة ناجحة، وكانت تعقد ندوات مع مديري الشركات متعددة الجنسيات للاستماع لمشاكلهم القانونية وغيرها. نجحت سياسة اللجنة في جذب شركات النفط الكبرى، مثل شل، وأيسو، وأنشئت المصافي النفطية، ومصانع التكرير، وبحلول التسعينات أصبحت ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم بعد هيوستون ونوتردام، وثالث أكبر مركز لتجارة النفط بعد نيويورك ولندن، وأصبحت منتجًا رئيسًا للبتروكيماويات على مستوى العالم. كان من أكثر مهام لي كوان يو إلحاحًا توفير فرص عمل مستقرة للشعب بعد الاستقلال، نظرًا لنسب البطالة المرتفعة حينها. ساعدت السياحة، ولكنها لم تحل المشكلة تمامًا. بالتشاور مع خبير الاقتصاد الهولندي ألبرت ينسآميوس، أنشأ لي المصانع، وركز على الصناعة التحويلية في البداية.

لي كوان يو

وأكملت صحيفة الإيكونوميست سرد المميزات التي جعلت سنغافورة حالة فريدة من نوعها. فبالرغم من مساحتها المحدودة (نحو 600 كيلو متر مربع) إلا أنها استطاعت تتقدم على الكيانات الأكبر حجمًا والأكثر سكانًا. فسنغافورة لديها حنكة في إدارة علاقاتها الخارجية بما يحقق مصالحها القومية ولا يصطدم بالكيانات الأخرى. ولذا اتسمت بمكانة مرموقة سواء على مستوى القارة الآسيوية أو على مستوى العالم كله. فبالرغم من الظروف والأحداث المضطربة التي شهدتها البلاد خاصة بعد فصلها عن ماليزيا 1965، استطاعت الحكومة تجمع الشعب حولها بشكل متماسك. وذلك بأن الحكومة تذكر الشعب السنغافوري دائمًا بأنهم معرضون للهجوم من قبل الصين الشعبية – المحاطة بإندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة وماليزيا. لا يخلو نظام من عيوب. يرى البعض أن نموذج سنغافورة لن يبقى طويلًا بسبب القيود الشديدة على شعبه. ولكن آخرين يرون أن هذا النظام تجنب ظهور الاحتجاجات والاحتشاد وأحزاب المعارضة، وأدى ذلك إلى اتخاذ قرارات صالح البلاد لفترة زمنية طويلة المدى. لا يمكن لأي شخص أن ينكر إنجازات لي كوان يو من صناعة دولة اللا شيء إلى واحدة من أهم الدول الصناعية. فحقًا السيد لي يستحق لقب حكيم الشرق المخضرم.

وكذلك يتم التلاعب في الدوائر الانتخابية لضمان تمثيل الأقليات في البرلمان، ولكن بشكل ظاهري، وهذا يعتبر عقبة أخرى لأحزاب المعارضة الصغيرة. ففي الانتخابات الأخيرة عام 2011، فاز حزب العمل الشعبي بنسبة 60% من الأصوات، ولكنهم حازوا على أكثر من 90% من المقاعد. وأيضًا استخدم السيد لي وزعماء آخرون سياسة التشهير للدفاع عن سمعتهم. ولهذا سخر الكثير من النقاد بوصف سنغافورة ككوريا الشمالية أو "ديزني مع إيقاف التنفيذ"، كما وصفها وليم جيبسون عام 1993. ومع ذلك أكد محبو السيد لي والمدافعين عنه على أن هذه القيود هي ثمن زهيد مقابل الاستقرار والازدهار. وصدَق على ذلك إحصائيات الناتج الإجمالي المحلي. وكل هذا يؤكد على أن سياسات السيد لي أثمرت. فسنغافورة نموذج بليغ على المثابرة والعزم والتنمية والسير قدمًا نحو التقدم والازدهار. على عكس كوريا الشمالية أو ديزني لاند، سنغافورة تقدم تحديًا كبيرًا وحقيقيًّا للمفهوم الليبرالي بأن النمو والازدهار والحرية تسير معًا على قدم واحد. فقادة الصين – الذين أعجبوا بنظام سنغافورة لـ"حكم الحزب الواحد"- يرون عيوب فيه قائلين إنه قصير المدى ومتجاهل غير الناخبين من الأطفال والأجانب.