وإذا كان آخر الخلق كان يوم الجمعة، دل على أن أوله كان يوم الأحد؛ لأنها ستة. وأما الحديث الذي رواه مسلم في قوله: {خلق الله التربة يوم السبت}، فهو حديث معلول، قدح فيه أئمة الحديث -كالبخاري، وغيره-... وذكر ابن الجوزي في موضع آخر أن هذا قول ابن إسحاق، قال: وقال ابن الأنباري: وهذا إجماع أهل العلم. وذكر قولًا ثالثًا في ابتداء الخلق: أنه يوم الاثنين. وقاله ابن إسحاق، وهذا تناقض. وذكر أن هذا قول أهل الإنجيل، والابتداء بيوم الأحد قول أهل التوراة. وهذا النقل غلط على أهل الإنجيل، كما غلط من جعل الأول إجماع أهل العلم من المسلمين. اول اسبوع في التاسع الحلقه. وكأن هؤلاء ظنوا أن كل أمة تجعل اجتماعها في اليوم السابع من الأيام السبعة التي خلق الله فيها العالم، وهذا غلط؛ فإن المسلمين إنما اجتماعهم في آخر يوم خلق الله فيه العالم، وهو يوم الجمعة، كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة. اهـ. وتلخص مما سبق أن الخلاف في أول أيام الأسبوع يكاد ينحصر في يومي الأحد، والسبت؛ ومن ثم يكون يوم الجمعة إما آخر أيام الخلق الستة، وإما اليوم الذي يليه، وهو آخر أيام الأسبوع؛ ولذلك فمن الفروع التي ذكرها الزركشي في «المنثور» تحت قاعدة: (ما ثبت بيقين لا يرتفع إلا بيقين): ولو نذر صوم يوم من الأسبوع ونسيه، صام آخر الأسبوع، وهو الجمعة.
واحتج له بحديث أبي هريرة المتقدم: «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: خلق الله التربة يوم السبت.. وإذا كان ابتداء الخلق السبت، لزم أن يكون أول الأسبوع السبت. المذهب الثالث: أن أول أيام الأسبوع الأحد؛ لحديث «خلق الله يومًا واحدًا، فسماه: الأحد، ثم خلق ثانيًا، فسماه: الاثنين» الحديث. وابتداء الخلق يوم السبت؛ لحديث أبي هريرة المتقدم. قال النحاس: وهذا أحسنها. اول اسبوع في التاسع في السعودية. اهـ. وقال السيوطي في «الشماريخ في علم التاريخ»: الأحد: هو أول الأيام. وفي شرح المهذب ما يقتضي أنه أول الأسبوع. وروى ابن عساكر في "تاريخه" بسنده إلى ابن عباس قال: أول ما خلق الله الأحد، فسمي: الأحد، وكانت العرب يسمونه: الأول. وقال متأخرو أصحابنا: إن أول الأسبوع السبت. وهو الذي في "الشرح"، و"الروضة"، و"المنهاج"؛ لحديث مسلم: "خلق الله التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الاثنين، والمكروه يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة. وقال ابن إسحاق: يقول أهل التوراة: ابتدأ الله الخلق يوم الأحد، ويقول أهل الإنجيل: يوم الاثنين، ونقول نحن المسلمون -فيما انتهى إلينا- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم السبت.
مرحبًا بك إلى اسأل الناس، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين. 1. 5ألف أسئلة 324 إجابة 6 تعليقات 7 مستخدم