masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

الذين اذا اصابتهم مصيبة

Monday, 29-Jul-24 16:53:09 UTC

قوله تعالى: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون فيه ست مسائل: الأولى: قوله تعالى: مصيبة المصيبة: كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه ، يقال: أصابه إصابة ومصابة ومصابا. والمصيبة واحدة المصائب. والمصوبة ( بضم الصاد) مثل المصيبة. [ ص: 164] وأجمعت العرب على همز المصائب ، وأصله الواو ، كأنهم شبهوا الأصلي بالزائد ، ويجمع على مصاوب ، وهو الأصل. والمصاب الإصابة ، قال الشاعر: أسليم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم وصاب السهم القرطاس يصيب صيبا ، لغة في أصابه. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة. والمصيبة: النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت ، وتستعمل في الشر ، روى عكرمة أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل: أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال: نعم كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة. قلت: هذا ثابت معناه في الصحيح ، خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. الثانية: خرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب.

وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة

السادسة: قوله تعالى: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة هذه نعم من الله عز [ ص: 166] وجل على الصابرين المسترجعين. وصلاة الله على عبده: عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة. وقال الزجاج: الصلاة من الله عز وجل الغفران والثناء الحسن. بسم الله الرحمن الرحيم: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون". ومن هذا الصلاة على الميت إنما هو الثناء عليه والدعاء له ، وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا وإشباعا للمعنى ، كما قال: من البينات والهدى ، وقوله أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم. وقال الشاعر: صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع وقيل: أراد بالرحمة كشف الكربة وقضاء الحاجة. وفي البخاري وقال عمر رضي الله عنه: نعم العدلان ونعم العلاوة: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. أراد بالعدلين الصلاة والرحمة ، وبالعلاوة الاهتداء. قيل: إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر ، وقيل: إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن.

وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبه قالو

ثم بين تعالى من الصابرون الذين شكرهم ، قال: ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) أي: تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم ، وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء ، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة ، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده ، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة.

الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا حسبنا الله

(تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ) قال الطبري: ألم تر يا محمد إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك من المنافقين، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبلك من أهل الكتاب يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله، يعني بذلك: وإذا قيل لهم تعالوا هلموا إلى حكم الله الذي أنزله في كتابه، وإلى الرسول ليحكم بيننا رأيت المنافقين يصدون عنك، يعني بذلك: يمتنعون من المصير إليك لتحكم بينهم، ويمنعون من المصير إليك كذلك غيرهم: صدوداً. (رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) أي: رأيت المنافقين يصدون عنك، يعني بذلك: يمتنعون من المصير إليك لتحكم بينهم، ويمنعون من المصير إليك كذلك غيرهم (صدوداً). بخلاف أهل الإيمان الذين قال الله فيهم (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون). الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا حسبنا الله. (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) أي: فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير إليك في مصائب تطرقهم بسبب ذنوبهم، واحتاجوا إليك في ذلك.

الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا

الشافعية قالوا: يُكرَهُ فيما إذا أَظهَرَ فيه تبرُّمًا أو فَعَلَه مع الاجتماع له، أو الإكثار منه، أو أدَّى إلى تجديد الحزن. قال الشربيني: (ويُكرَهُ إرثاءُ الميِّت بذِكْرِ أيَّامِه وفضائِلِه؛ للنَّهيِ عن المراثي. والأَوْلى الاستغفارُ له، والأَوْجَهُ حَمْلُ النهيِ عن ذلك على ما يَظْهَرُ فيه تبرُّمٌ، أو على فِعْلِه مع الاجتماعِ له، أو على الإكثار منه، أو على ما يُجَدِّدُ الحُزْنَ دون ما عدا ذلك؛ فما زال كثيرٌ من الصحابة وغيرِهم من العلماء يفعلونَه). ((مغني المحتاج)) (1/356). ، وقولُ ابنِ باز [7381] ((مجموع فتاوى ابن باز)) (13/410). إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة البقرة - قوله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون - الجزء رقم1. ، وابن عثيمينَ [7382] ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (17/411). ، وذلك لأنَّه فعلُ كثيرٍ من الصَّحابة ِوالعُلَماءِ [7383] ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/356). الفرع الثالِثُ: ما يَحْرُم على أقارِبِ الميِّت وغَيرِهم يَحرُمُ على أقارِبِ الميِّتِ وغيرِهم: النَّدْبُ والنِّياحَةُ والصُّراخُ، وشقُّ الثَّوبِ ولَطْمُ الخَدِّ، وذلك باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7384] ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/195)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 224). ويُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/310)، ((الجوهرة النيرة)) للحدادي (1/108).

والمصاب الإصابة, قال الشاعر: أسليم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم وصاب السهم القرطاس يصيب صيبا, لغة في أصابه. الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا. والمصيبة: النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت, وتستعمل في الشر, روى عكرمة أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " فقيل: أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال: ( نعم كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة). قلت: هذا ثابت معناه في الصحيح, خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته). خرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب). من أعظم المصائب المصيبة في الدين, ذكر أبو عمر عن الفريابي قال حدثنا فطر بن خليفة حدثنا عطاء بن أبي رباح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب).

وليست هذه البشارة موجهة إلى الذين يقولون بألسنتهم هذا القول مع الجزع وعدم الرضا بالقضاء والقدر، وإنما هذه البشارة موجهة إلى الذين يتلقون المصائب بالسكينة والتسليم لقضاء الله لأول حلولها، يشير إلى هذا قوله- تعالى-: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا فإنه يدل على أنهم يقولون ذلك وقت الإصابة «ويصرح بهذا قوله صلّى الله عليه وسلّم «الصبر عند الصدمة الأولى». الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . [ البقرة: 156]. وهذه الجملة الكريمة وهي قوله- تعالى-: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ.. إلخ وصف كريم لأولئك الصابرين، لأنها أفادت أن صبرهم أكمل الصبر، إذ هو صبر مقترن ببصيرة مستنيرة جعلتهم يقرون عن عقيدة صادقة أنهم ملك لله يتصرف فيهم كيف يشاء، ومن ربط نفسه بعقيدة أنه ملك لله وأن المرجع إليه، يكون بذلك قد هيأها للصبر الجميل عند كل مصيبة تفاجئه. قال القرطبي: جعل الله هذه الكلمات وهي قوله- تعالى-: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، لما جمعت من المعاني المباركة، فإن قوله «إنا لله» توحيد واقرار بالعبودية والملك وقوله وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ إقرار بالهلك على أنفسنا والبعث من قبورنا، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له.