masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

الأمانة

Wednesday, 10-Jul-24 17:31:53 UTC

وليس قوله: (إنّه كان ظَلومًا جَهولاً) نقضًا لهذا التكريم، فإن مجرّد استعداده لتلقِّي التكاليف دون غيره من المخلوقات هو مَناط التكريم، وكونه يَفِي بالعهد أو ينقض من مظاهر الاستعداد الذي ليس لغيره. فهو ظلوم إن تعدَّى حدود التكليف وهو يَعلَم بها، وجهول إن كان لا يعلمُها وعنده أمانة العقل الذي يَهديه إلى علمها، وليس هناك كائن غير الإنسان يوصَف بالظلم والجهل؛ لأنّه لا يعرف حَدًّا يقف عنده. تفسير سورة الأحزاب - معنى الأمانة في قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة. وما وصف الإنسان بالظلم والجهل إلا لأنّه يصِحُّ أن يوصَف بضدهما من العدل والعلم كما قال المحقِّقون. هذا بعض ما قيل في تفسير الآية، ولعل فيه الكِفاية. وعن حذيفة بن اليمان قال: حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر … حدثنا أن الأمانة نزلت في جِذْر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعَلِمُوا من القرآن وعَلِموا من السُّنة، ثم حدَّثنا عن رفع الأمانة " رواه البخاري ومسلم. وعرْض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال: إن أدَّوْها أثابهم، وإن ضيَّعوها عذبهم، فكَرِهوا ذلك وأشْفَقوا من غير معصية، ولكن تعظيمًا لدين الله عز وجل ألا يقوموا به. ثم عَرَضَهَا على آدم فَقَبِلَها بما فيها، قال النحاس: وهذا القول هو الذي عليه أهل التفسير.

تفسير سورة الأحزاب - معنى الأمانة في قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة

السؤال: ونبدأ -يا سماحة الشيخ- برسالة المستمع (ح. ان عرضنا الامانة على السموات والارض. س. م. غزواني) من بلغازي، ويسأل عن تفسير آية، يقول: ما تفسير قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الأحزاب:72] الآية؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الآية على ظاهرها، يخبر سبحانه أنه عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال يعني لحملها والأخذ بها، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً.

خطبة عن الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

قال العوفي عن ابن عباس: الأمانة الفرائض عرضها الله على السماوات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك وأشفقوا منه من غير معصية، ولكن تعظيماً لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها، وهو قوله تعالى‏:‏ { وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ‏} ‏ يعني غراً بأمر الله‏. ‏ وهكذا قال مجاهد والضحاك و الحسن البصري ‏:‏ إن الأمانة هي الفرائض، وقال آخرون‏:‏ هي الطاعة، وقال أبي بن كعب من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها، وقال قتادة‏:‏ الأمانة الدين والفرائض والحدود. خطبة عن الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وقال زيد بن أسلم‏:‏ الأمانة ثلاثة‏:‏ الصلاة والصوم والاغتسال من الجنابة؛ وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف وقبول الأوامر والنواهي بشرطها، وهو أنه إن قام بذلك أثيب، وإن تركها عوقب، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه، إلا من وفق الله وبالله المستعان‏. عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية‏:‏ { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ‏} ‏ قال‏:‏ عرضها على السبع الطباق الطرائق التي زينت بالنجوم، وحملة العرش العظيم، فقيل لها‏:‏ هل تحملين الأمانة وما فيها‏؟‏ قالت وما فيها؟!

إنَّ الأمانة التي يتحدَّث عنها القرآن ليستْ هي الودائع - كما يظنُّ كثيرٌ من النَّاس. فالوضوء أمانة، فبإمكانك أن تصلِّيَ مِن غير وضوء، وتقول للنَّاس: إنَّك على وضوء. بإمكانك أن تتوضَّأ على عجل ولا تحقَّق الطَّهارة، وأنت مؤتَمَن على ذلك. وصلاتك أيُها المسلمُ، أمانة وَكَلَها الله إليك، فهل تأتي مقبلاً على الصَّلاة، أو تأتي متثاقلاً متضايقًا متأفِّفًا؟! والصِّيام أمانة، والصَّدقة أمانة، كلُّها أمانات وَكَلَها الله إليك، وأنت المسؤول عنها، لا أحدَ يعلم بسريرتك، إنَّها أمانةٌ تامَّة موكولة لك، والموعد هو الصِّراط المنصوب على جهنَّم. أداؤك لعملك الوظيفي هو جزءٌ كبيرٌ من الأمانة التي وُكِلت إليك، تتصرَّف بموجب الصَّلاحيات الموكولة إليك، وهي وإن كان في ظاهرها منفعة، فهي في باطنها حسرة وندامة لِمَن خان هذه الأمانة التي وكلها إليه وليُّ الأمر، ووثق فيه، وإذا به يُحابي فلانًا، ويقدِّم فلانًا، ويؤخِّر عِلانًا؛ يقدِّم هذا لمكانته أو قرابته، ويؤخِّر هذا - رغم استحقاقه - لخلاف شخصي! أين الأمانة؟ ليس لك إلاَّ أن تقول: الموعد هو الصِّراط، يوم لا يكون خصمُك الشخصَ؛ بل خصمُك الأمانة تقف تحاجُّك، فهل من حجة؟ إحسان التعامُل مع المراجعين أمانة، لستَ صاحب فضل عندما تؤدِّي حقَّ مراجع؛ بل قد أخذت على هذا أجرًا، هذه أمانةٌ وكَلَها لك وليُّ الأمر، وأنت ممثِلُّه أمام أصحاب الحقوق، فهل تؤدِّي هذه الأمانة؟ أم تنسى الأمانة والثِّقة؟!