masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين

Saturday, 06-Jul-24 05:19:11 UTC
إنّه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون ورد هذا القانون في سورة يوسف عليه السّلام وهو على لسان نبيّ الله يعقوب عليه السّلام. إذ حرّض بنيه على التحسّس من يوسف وأخيه. وعبّأهم رجاء في الله وأملا فيه فقال لهم (إنّه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون). كالعادة سنّة ماضية حاكمة لا تتخلّف في ثوب جملة إسمية مؤكّدة. صحيح أنّ الأيّام التي تفصله عن فلذة كبده يوسف عليه السّلام طويلة وهي عاتية أليمة. وصحيح أنّه فقد ابنه الآخر من بعد يوسف. هكذا تتتابع الآلام في الحياة الدّنيا وتتعاقب وتترى مدلهمّة حالكة. وما ذلك سوى ليمحّص الله سبحانه الصّابرين من المرجفين والمؤمنين من المنافقين. إذ لولا الابتلاء لتدثّر كلّ واحد منّا بدثار أبي بكر أو الفاروق أو غيرهما من الذين صبروا حتّى أصبح الصّبر لهم سليقة. الرّوح: مصدر من فعل راح يروح روحا وروحانا. الرّوح أصله العود والثّوب والأوب. روح الله يعني عود فضله وثوب رحمته وأوب كرمه ومجيء حلمه. ذلك أنّ الله سبحانه هو من يروح على عبده فيأذن بروحان عبده إليه. كما أنّه هو من يتوب على عبده فيتوب عبده إليه. وليس يفهم ذلك فهما جبريا يعدم إرادة الإنسان في التّوب أو الثّوب.

لا ييأس من روح الله تفسير

وإننا لنُقسِمُ بالله عز وجل جازِمين مُوقِنين بما عوَّدَنا ربُّنا من نُصرة أوليائِهِ والدفاع عنهم إذا أخَذوا بأسبابِ النصر، بأن الكربَ والشدَّةَ لن تطُول على قومٍ أنزَلوا حاجتَهم بالله، وهتَفوا: يا اللهَ، ما لنا غيرُك يا اللهَ! والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، ويقول: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ). أيها المؤمنون، إن انتظار الفرَجِ من أعظم العبادات، وإن اليأسَ من رحمةِ الله من كبائرِ الذنوبِ، وعلى المؤمنين أن يملأَ قلوبَهم الفألُ بقربِ الفرَجِ، واليقينُ بنهايةِ الظالمين، (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا). وقد يُريد اللهُ لعباده نصرًا وفرَجًا أعظمَ مما يظُنُّون، وتمكينًا أدوَمَ مما ينتظِرون، (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا). إن اليأس والقنوط ليسا من خلق المسلم، قال سبحانه: (وَلاَ تَيْأسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُون) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله).

لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون

قال مجاهد -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ)، [٥] فقال: "كما يئس أهل الكفر وهم في قبورهم من روح ورحمة الله -جل وعلا-؛ لأن إيمانهم جاء في وقت لا ينفعهم بشيء ولا يشفع لهم". تأملات في معاني (الروح) فيما يأتي ذكر لبعض التأملات المتعلقة بمعنى الآية الكريمة: جاء في لسان العرب أن الروح تأتي في معنى الرحمة، والراحة والدعة ونسيم الريح، والروح بمعنى الرحمة هي من صفات الله -جل في علاه-. يقول ابن جرير -رحمه الله-: لا يقنط من روح الله -جل وعلا- ولا يقطع رجاءه ويستبعد فرجه إلا القوم الكافرين. يقول البغوي: "تعني عبارة (من روح الله)؛ أي: من رحمة الله -جل وعلا-، وربما تأتي بمعنى فرج الله -سبحانه وتعالى-". يقول السعدي في تفسير الآية (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ) [١]: "فإن الرجاء يجعل الفرد مجتهداً في السعي، في طلب رجاء ربه -جل وعلا-، والقنوط واليأس يجعل منه كثير الخمول والكسل، فإن الكافرين لعدم إيمانهم بالله -جل وعلا- لا يرجون رحمته بل يستبعدونها، فينبغي على المؤمن عدم التشبه بالكفر وأهله، ثم إن الرجاء والأمل بالله -تعالى- يكون على قدر إيمانه". ورود لفظ (الروح) في السنة النبوية لقد وردت كلمة (الروح) في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ذلك: قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الريحُ مِن روحِ اللهِ)، [٦] حيث بين أن الريح من روح الله -جل وعلا-، وقال ابن الأثير والإمام النووي، وغيرهما من الأئمة والعلماء -رحمهم الله- في معنى (الروح من الله) -جل وعلا- أي: أن الله -جل وعلا- رحيم بعباده.

انه لا ييأس من روح الله

قال ابن قدامة في وصاياه لأمير الحرب: "ولا يَسْتَصْحِبُ الأمير معه مُخذِّلًا، وهو الَّذي يُثَبِّطُ النَّاس عن الغزو، ويُزهِّدُهُم في الخروج إليه والقتال والجهاد، مثل أن يقول: الحرُّ أو البرد شديدٌ، والمشقَّةُ شديدةٌ، وولا تُؤمَن هزيمة هذا الجيش، وأشباه هذا، ولا مُرْجِفا، وهو الَّذي يقول: هَلَكَتْ راية المسلمين، ومالَهم مددٌ، ولا طاقة لهم بالكُفَّار، والكُفَّار لهم قُوَّةٌ، ومددٌ، وصبْرٌ، ولا يثبتُ لهم أحدٌ، ونحو هذا"[5]. ومن آثار اليأس أنه يوقع العبد في براثن ظن السوء بربه، (فمن ظنَّ بأنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره، ولا يؤيِّده ويؤيِّد حزبه، ويُعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد ، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا، فقد ظن بالله ظن السوء. وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته، فمن قنط من رحمته وأيس من روحه، فقد ظن به ظن السوء)[6]. [1] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 3/274 [2] تفسير الرازي: 18/ 199 [3] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 1/133 [4] الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/122 [5] المغني 9-201 - أبو محمد ابن قدامة المقدسي- مكتبة القاهرة.

انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون

إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ ولم تر لانكشافِ الضرِ وجها ولا أغنى بحيلته الأريبُ أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ وكل الحادثاتِ وإن تناهت فموصولٌ بها الفرجِ القريب فيا أيها الغيورون على أمة الإسلام، يا من احترقت قلوبهم لآلامها، ويا من أصبتم بالبأساء والضراء، إياكم أن يبلغ بكم اليأس مبلغه، فإن الذي أهلك فرعون وعادًا وثمود وأصحاب الأيكة، والذي رد التتار ودحر الصليبيين قادر على أن يمزق شمل الظالمين، ويبدد غطرسة المستبدين، ويحطم أصنام الوثنية المعاصرة. فالثبات الثبات والصبر الصبر ولقد ذكر الله الصبر في القرآن في نحو من تسعين موضعا. بل إن الله عز وجل تعبدنا بالصبر ففرض علينا فرائض لا يمكن قيامها إلا بالصبر: من ذلك صيام شهر رمضان الذي صار على الأبواب. رمضان! وما أدراك ما رمضان؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ).

لا ييأس من روح ه

اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا تفسير آية: (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله) لما رجع أبناء يعقوب -عليه السلام- إلى أبيهم وقد تركوا أخاهم يوسف وراءهم، وعادوا ليقولوا لأبيهم بأنّ ابنه يوسف سارق، لكنّه يعلم أن ابنه ليس بسارق، فبقي على عهده مع الله بأن يصبر الصبر الجميل؛ ذلك الصبر الذي لا شكوى فيه لأحد إلا لله: ( قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ). [١] وطلب منهم أن يعودوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه وأن يحسنوا الظن بالله، قال -تعالى-: ( يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَو مُ الكافِرونَ) ، [٢] وما قصده يعقوب -عليه السلام- بقوله لأولاده: (لا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ) ، توضيحه فيما يأتي من التفاسير: رَوحِ اللَّـهِ: أي رحمته وفرجه وتنفيسه. [٣] يقول الطبري: (لا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ) ؛ أي لا تقنطوا من أن يروِّح الله عنّا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، ولا تقنطوا فلعلّ الله يريني إياهما بعد كل هذه المدة. [٤] يقول القرطبي: في الشدة يرجو المؤمن فرج الله، ويقنط الكافر من ذلك.

كان القحط والغلاء وشحة الطعام يشتد يوما بعد آخر في مصر وما حولها (٢٨٥) الذهاب إلى صفحة: «« «... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290... » »»