masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

فيلم &Quot;كابتن فيليبس&Quot; فى افتتاح مهرجان نيويورك السينمائى • بوسطة

Wednesday, 10-Jul-24 19:13:24 UTC
في الذكرى العاشرة للهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية التي حملت متضامنين ومساعدات إنسانية لقطاع غزة المحاصر تمرّ بحياتنا بعض التجارب التي تنطبع في ذاكرتنا إلى الأبد وخاصة إذا كانت إنسانية، فنصبح مسكونين بمشاهد ربما لا نحبها ولكنها تجعلنا أكثر ايمانا بقيم الحق والعدل والمساواة؛ لا بل وأكثر تصميما على العمل في سبيلها. شاهدت قبل مدة قصيرة فيلم كابتن فيليبس «Captain PHILLIPS» الذي يتحدث عن قراصنة صوماليين يهاجمون سفينة شحن أمريكية -وهي بالمناسبة قصة حقيقية-، وفي الواقع أنا لا أتبنى ما جاء في الفيلم على أنه شيء مسلّم به ويعكس الواقع ولكن أستخدمه ليعكس بعض ما حصل معنا على متن سفينة «مافي مرمرة» (أسطول الحرية) لتشابه بعض الأحداث. وقد عاد هذا الفيلم بذاكرتي عشر سنوات إلى الوراء حين ركبنا ومجموعة من المناضلين والمتضامنين الأجانب يفوق عددهم 700 إنسان على متن 6 سفن أكبرهم سفينة «مافي مرمرة»، وكان هدفهم نصرة الإنسان في غزة (فلسطين)، وتوصيل مساعدات إنسانية وحليب علاجيّ للأطفال اشتريته بنفسي قطعة قطعة أملًا حينئذ ان تنقذ كل علبة حياة طفل، وساعين أيضًا الى تسليط الضوء على تلك المعاناة، ثمّ لمحاولة كسر العزلة والحصار الظالم عن غزة.

كابتن فيليبس

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.

فيلم &Quot;كابتن فيليبس&Quot; فى افتتاح مهرجان نيويورك السينمائى • بوسطة

ت + ت - الحجم الطبيعي تفاجئنا هوليوود بين الفينة والأخرى بإنتاجاتها السينمائية الجيدة، ولعل فيلم "كابتن فيليبس"، يمثل واحداً منها، لا سيما أنه يحمل توقيع المخرج البريطاني بول غرينغريس، الذي قدم لنا من خلاله فيلماً واقعياً، يستند في أحداثه إلى قصة حقيقية، وقعت في 2009 بالقرب من شواطئ الصومال، ليبدو "كابتن فيليبس"، فيلماً يستحق حمل الجوائز، لما يتضمنه من تفاصيل تطلعنا على حقيقة الفقر ونظام العولمة، حاصداً بذلك إشادة النقاد حول العالم ولافتاً انتباه الجمهور. أحداث الفيلم الذي جمع حتى الآن أكثر من 125 مليون دولار على شباك التذاكر العالمي، وافتتح فعاليات مهرجان لندن السينمائي الأخير، تعتمد على سيناريو الكاتب بيل راي، الذي استند فيه إلى كتاب "واجب كابتن: قراصنة صوماليون، وقوات العمليات الخاصة للبحرية الأميركية، وأيام خطرة في عرض البحر" للمؤلفين ستيفان تالتي وريتشارد فيليبس، الذي يعد الشخصية المحورية في الفيلم الذي يحمل اسمه، والذي يجسد شخصيته الممثل توم هانكس. قلب الأحداث منذ اللحظات الأولى يأخذنا المخرج غرينغريس إلى قلب الأحداث، بالمرور سريعاً على حياة القبطان فيليبس في بيته بالولايات المتحدة، وهو يستعد لركوب الطائرة متوجهاً إلى عُمان، ليستقل سفينته من ميناء صلالة، ليأخذنا بعدها مباشرة نحو سواحل الصومال الفقيرة، ليطلعنا على حالة الفقر التي يعيشها الصوماليون المشتغلون بالقرصنة، لتمثل هذه النقلة إطلالة على فحوى الفيلم، الذي يبين لنا الحقيقة التي يعمد غرينغريس إلى تقديمها للجمهور في كافة الأفلام التي تحمل توقيعه.

فيلم كابتن فيليبس Captain Phillips

يبدو أن مسلسل إجرام إسرائيل والصهاينة مستمرّ ووحشيتكم مستمرة، فقد قتلتم بالأمس القريب الشابّ إياد الحلاق وهو فلسطينيّ من ذوي الاحتياجات الخاصة عمره العقليّ 7 سنوات وذنبه أنه خاف منكم فهرب. هي ربما رسالة أن الظلم والوحشية تتشابه وجوههما وكذلك مآلاتهما؛ فكما انتهى فصل القراصنة من كتب التاريخ، سينتهي فصل وجودكم كعار على جبين الإنسانية قريباً جداً وأقرب ممّا نتوقع.

كان ذلك ممكنا من خلال إمّا ضرب محرك السفينة وسحبها من خلال بوارجكم العملاقة أو بوسائل عديدة أنتم أدرى بها، لكنّ الله أراد فضحكم فهجمتم بطائراتكم الحوّامة والزوارق المطاطية وقمتم بإنزال الوحدات الخاصة وأصبحتم أضحوكة أمام العالم، فكلّ جندي ما إن وطئت قدماه سطح السفينة حتى نال ما استحقه على أيدي المدافعين السلميين عن أنفسهم. لا يزال منظر جنودكم من القوات الخاصة حاضراً أمامي وهم يرتدون "الحفاظات" وبعضهم قد بال على نفسه من الخوف في اللحظات الأولى من الهجوم عندما بدأنا بالدفاع عن أنفسنا ومحاولة منعهم من السيطرة على غرفة قيادة السفينة، ولولا خوفنا من عدم تورعكم عن قتل المزيد من الأبرياء لما توقفنا عن خط سيرنا الإنسانيّ. فيلم كابتن فيليبس. لقد سميتم قرصنتكم علينا بعملية «رياح السماء» فكانت لعنة السماء والشهداء تلاحقكم وستشهدون تلك اللعنات قريبا. انظروا الان إلى النتيجة: قتلتم ١٠ شهداء ابرياء ولكنكم في موقف ذليل تذكرت عند رؤية مشهد قيام الكابتن «فيليبس» بكتابة رسالته إلى عائلته وهو محتجز من قبل القراصنة الصوماليين، قيام بعضنا بكتابة رسائل توديع لعائلاتهم، ليس خوفًا منكم وإنما لعلمهم سلفاً بغبائكم وإجرامكم الذي لا حدّ له، وشعورهم أنكم ستقدمون على تلك الخطوة الغبية.