masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب

Monday, 29-Jul-24 19:51:54 UTC

أ. د نظمي خليل أبوالعطا موسى أخبار الخليج – الملحق الإسلامي – العدد 11907 – الجمعة 29 أكتوبر 2010

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الرعد - قوله تعالى وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان - الجزء رقم7

فالإسلام دين الفطرة، يدعو إلى التأمُّل، واستخدام العقل فيما حولنا من ملكوت السموات والأرض، ولقد دعا القرآن الكريم الناس إلى تأمُّل خَلْق السموات والأرض، والليل والنهار، والحياة والموت، ولقد استخدَم مرات كثيرة الفعل: "ينظرون" من النظرة بالعين، نحو قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 17 – 20]. وفي النظر دعوة لاستعمال العين المجرَّدة في هذه الأشياء؛ لتأمُّل خَلْقها، والاستدلال على خالقها – سبحانه، ومرات كثيرة أخرى يستخدم القرآن الفعل: "يُبصرون"، وهذا الفعل وإن كان فيه معنى النظر والإبصار بالعين، إلاَّ أنَّ معنى التأمُّل فيه أكثر، فعادةً يُستخدم في الدعوة إلى استخدام البصيرة، وليس الإبصار؛ لتأمُّل ما لا يمكن أن تقعَ عليه العين المجرَّدة.

خطبة عن عبادة التفكر:(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

فيها آيات وعلامات ودلائل وبينات واضحة تدل على قدرة الله جل وعلا. وهذه الآيات يتأمل ويتفكر ويتدبر فيها أصحاب العقول، ليزدادوا إيماناً على إيمانهم، ولكي يعرفون الله حق معرفته ويعلموا علم اليقين أن الله هو الحق. قول المولى جل ثناؤه:{ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فصلت: (53). وفي الارض قطع متجاورات وجنات من نخيل واعناب. وقوله تعالى عز من قائل في سورة الذاريات:{ وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)}. وقوله تعالى في سورة أل عمران:{ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}. وإن الله جلت قدرته يريد من هذه الآية الكريمة، الآية 4 من سورة الرعد، أن يعلم الإنسان كيفية إجراء البحوث العلمية وعمل التجارب العلمية بالطريقة العلمية الصحيحة.

- وقفة مع قوله تعالى {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ}. شبّه تعالى الهدى الذي أنزله على رسوله لحياة القلوب والأرواح، بالماء الذي أنزله لحياة الأشباح، وشبّه ما في الهدى من النفع العام الكثير الذي يضطر إليه العباد، بما في المطر من النفع العام الضروري، وشبه القلوب الحاملة للهدى وتفاوتها بالأودية التي تسيل فيها السيول، فواد كبير يسع ماء كثيرا، كقلب كبير يسع علما كثيرا، وواد صغير يأخذ ماء قليلا كقلب صغير، يسع علما قليلا وهكذا. وشبه ما يكون في القلوب من الشهوات والشبهات عند وصول الحق إليها، بالزبد الذي يعلو الماء ويعلو ما يوقد عليه النار من الحلية التي يراد تخليصها وسبكها، وأنها لا تزال فوق الماء طافية مكدرة له حتى تذهب وتضمحل، ويبقى ما ينفع الناس من الماء الصافي والحلية الخالصة.