ومع ذلك: فالواجب أن يبقى الأمر في حدوده المشروع ، دون الخروج به عن الحد المعقول إلى المباهاة والمفاخرة. قال السيوطي: " هَذَا الْأَمر كَانَ فِي الِابْتِدَاء على الطَّرِيقَة المسنونة ، ثمَّ صَار حَدثا فِي الْإِسْلَام ، حَيْثُ صَار مفاخرة ومباهاة ، كَمَا هُوَ الْمَعْهُود فِي زَمَاننَا ؛ لِأَن النَّاس يَجْتَمعُونَ عِنْد أهل الْمَيِّت ، فيبعث أقاربهم أطعمة لَا تَخْلُو عَن التَّكَلُّف ، فَيدْخل بِهَذَا السَّبَب الْبِدْعَة الشنيعة فيهم ". ص37 - كتاب شرح سنن أبي داود للعباد - شرح حديث اصنعوا لآل جعفر طعاما - المكتبة الشاملة الحديثة. انتهى من " شرح سنن ابن ماجه " ( ص: 116). والله أعلم.
في صبيحة يوم السبت ( قامت الحجه سروه) وأعدت ما أعانها الله علية من زاد و ( شطفت قاع الدار) فهي تنتظر ضيفا طال غيابه وجلست تحت الدالية وعرجتها تداعب جدائلها البيض لكن جعفر لم يأتي ، بل جيء بنطاقه ، ورتبه ، وعلبة سجائره ، وخبز عليه بقايا من دمه ، وقيل لها جعفر أضحى شهيدا فزغردت وأغمي عليها وبعد أن أفاقت …….. جزء من النص مفقود …. أقرأ التالي 2022/04/29 رأس معاليه وصداع وصناديق لا لتشريع ما يسمى (بلطجة) 2022/04/28 عن فاتن أمل حربي و"التريند" 2022/04/27 ثلاثة مشاهد
صُنعُ أهلِ المَيِّت الطَّعامَ للنَّاسِ بدعةٌ [9168] لكنْ إنْ دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك جاز؛ فإنَّه ربَّما جاءهم من يحضُرُ مَيِّتَهم من القُرى والأماكِنِ البعيدة، ويَبِيتُ عندهم، ولا يُمْكِنُهم إلَّا أنْ يُضَيِّفوه. ينظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/410). ، وهذا مَذهَب الحَنفيَّة [9169] ((تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشِّلْبِيِّ)) (1/246)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 228). ، والشَّافعيَّة [9170] ((المجموع)) للنووي (5/320)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (1/368). ، وبعضِ المالِكيَّة [9171] ((المدخل)) لابن الحاج (3/275)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/37). قال الحطَّاب:( أمَّا إصلاحُ أهلِ الميِّتِ طعامًا، وجَمْع النَّاس عليه: فقد كَرِهَه جماعةٌ، وعَدُّوه من البِدَع؛ لأنَّه لم يُنقَل فيه شيءٌ، وليس ذلك موضِعَ الولائِمِ). ، واختاره ابنُ تيميَّة [9172] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (24/316). ، وابن باز [9173] قال ابن باز: (السُّنةُ أن يُصنَعَ الطعامُ لأهل الميِّتِ مِن أقارِبِهم أو جيرانِهم فيُبعَثُ إليهم، مثلما فعل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينما جاءَه نعيُ جَعفرٍ، فقال لأهله ((اصنَعُوا لآلِ جَعفرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم ما يشغَلُهم)) أخرجه الخمسة إلا النسائي.
إصنعوا لآل جعفر طعاما … نطاق أبيض و ( شريطتين) وبعضا من سجائر ( الجولد كوست) وإسم دون في صرح الشهيد هو كل ما تركه جعفر إرثا لأهله الذين يعيشون في بيئة قروية أرغمتهم السنون فيها على الزهد ، فلا خزائن لديهم معبئة بالملابس الفرنسية ولا أرصدة تغص بالأرقام ، سوى أنهم قوم يملكون وطنا ينجبون أبناءا لأجله. ذات مرة كانت أم جعفر تجلس تحت ( الدالية) وفي يدها القليل من القمح تريد أن تجعله برغلا كي تصنع منه ( مجدره) وكانت تقول في نفسها ( جعفر بحبها واليوم الخميس) نعم إنه خميسهم ليس خميس الليالي الحمراء بل هو موعد عودة العسكر ، أنهت ( الحجة) التي زار الدمقس رأسها وتركت الأيام على وجهها تجاعيدا هي ضريبة العفة ( تنقاية القمح) وراحت تمارس طقوس الطبخ وقلبها يدق مع عقارب الساعة. مرت ساعات طوال وبردت لمجدرة ولم يأتي جعفر ، يبدو أنه لم يحصل عاى إجازة هذا الخميس _ هكذا قالت لنفسها _ وما هي إلا دقائق وإذ بهاتفا ( ابو الكبسات) يدق … جعفر ( مرحبا يمه) … أم جعفر ( هلا يا عيوني) ودار بينهما حديث أجمل ما يقال عنه أنه سمفونية الولد والأم … إنتهى الإتصال ، جعغر ( يالله يمه بشوفك السبت) … أم جعفر ( الله يسهل دربك يمه) وكأنها تحفظ قول عرار "ودرب الحر يا ولدي كدربك غير مأمونه ".