masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

يجود علينا الخيرون بمالهم

Wednesday, 31-Jul-24 04:00:15 UTC

بغداد - نبض الشمال - ثقافات: استدعى بعض الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة قال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد الرجل: ولما رأيتُ القوم شدوا رحالهم * إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي فقال الخليفة: املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة. فحسده بعض الحاضرين(البطانه)وقالوا: هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه. فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء، وبلغ الخليفة ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك فقال: يجود علينا الخيّرون بمالهم * ونحن بمال الخيّرين نجود فأعجب الخليفة بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات، وقال: الحسنة بعشر أمثالها ،، الناس للناس مادام الوفاء بهم. حكم مختارات من عيون الشعر والأدب (32). والعسر واليسر اوقات وساعات وأكرم الناس ما بين الورى رجل. تقضى على يده للناس حاجات ﻻ* تقطعنّ يد المعروف عن أحــد مـا دمـت تـقدر واﻻ*يـام تـــارات واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت. إليك ﻻ* لك عند الناس حاجـــات فمات قوم وما مــاتت فضائلهم.

  1. حكم مختارات من عيون الشعر والأدب (32)

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب (32)

لما علم الأعرابي أن أولئك الشعراء متجهين إلى بيت الخليفة ، لم يتردد في مرافقهم ، واصطحبهم إلى بيت الخليفة ، وبالفعل ساروا في طريقهم ، حتى وصلوا إلى البيت المراد الوصول إليه ، فلما دخل معهم إلى الخليفة ، تعجب من وجوده بين أولئك الشعراء ، وسأله متعجبًا: " ما حاجتك أيها الرجل ؟! ". نظر الأعرابي إلى الخليفة ، ورد عليه قائلًا: " ولما رأيت القوم شدوا رحالهم.. إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي! " ، فاندهش الخليفة من بلاغة الأعرابي ، وقال إلى خدمه على الفور: " أيها الخدم ، املؤوا لهذا الأعرابي ، هذه الجرة التي بين يديه ذهبًا ". يجود علينا الخيرون بمالهم. على الفور ، قال أحد الموجودين للأعرابي: " كيف ذلك أيها الخليفة ؟ إن هذا الأعرابي لا يعرف حتى قيمة هذا العطاء ، الذي تمنحه إياه ، كما أن هذا الأعرابي قد يتلف هذه العطية من غير طائل يذكر " ، فرد عليه الخليفة قائلًا: " إنما هذه العطية ، هي أموال الأعرابي ، وليفعل فيها ما يشاء ، وله مطلق الحرية في التصرف فيها ". وأصر الخليفة على أن يتم ملء جرة الأعرابي ، حتى آخرها ، من قبل خدم الخليفة ، بالذهب اللامع ، ذي المنظر البهي ، ففرح الأعرابي فرحًا شديدًا ، وامتلأ قلبه بالسعادة الغامرة ، ومن ثم قام على الفور ، بالخروج من الباب ، وأخذ يهرول ، في رجاء المدينة.

وعاش قوم وهم في الناس أموات