masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

من القائل إني لكما من الناصحين - موقع محتويات

Monday, 29-Jul-24 11:44:34 UTC

من القائل إني لكما من الناصحين ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هو عنوان هذا المقال، والذي فيه سيجد القارئ الإجابة على السؤال المطروح، حيث سيتمُّ ذكر اسمه وأوصافه وبيان جنسه وأقوال الفقهاء في ذلك، كما سيتمُّ تفسير قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} بشيءٍ من الإيجاز. من القائل إني لكما من الناصحين وردت هذه الآية الكريمة في سورة الأعراف على لسان إبليس ، حيث قال تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}، [1] وقالها موسوسًا لآدم -عليه السلام- وزوجه حواء، وهما في الجنة، ليخرجهما منها. شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف نبذة عن قائل إني لكما من الناصحين إنَّ إبليس هو مخلوقٌ من مخلوقات الله -عزَّ وجلَّ- والذي يرجع أصل خلقته إلى النَّار، ودليل ذلك قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}، [2] وقد أمره الله -عزَّ وجلَّ- بالسجود لآدم فامتنع تكبرًا، كما بيَّنت الآية الكريمة ذلك، وقد كان جزاء ذلك أن طرده الله -عزَّ وجلَّ- من رحمته، [3] وفيما يأتي ذكر الأوصف التي وُصف بها إبليس: الشيطان الرجيم.

تفسير وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين [ الأعراف: 21]

ثُمَّ قالَ تَعالى: ﴿وقاسَمَهُما إنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ﴾ أيْ وأقْسَمَ لَهُما إنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ. فَإنْ قِيلَ: المُقاسَمَةُ أنْ تُقْسِمَ لِصاحِبِكَ ويُقْسِمَ لَكَ. تَقُولُ: قاسَمْتُ فُلانًا؛ أيْ: حالَفَتْهُ، وتَقاسَما تَحالَفا ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وأهْلَهُ﴾ (النَّمْلِ: ٤٩). قُلْنا: فِيهِ وُجُوهٌ: الأوَّلُ: التَّقْدِيرُ أنَّهُ قالَ: أُقْسِمُ لَكُما إنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ. وقالا لَهُ: أتُقْسِمُ بِاللَّهِ إنَّكَ لَمِنَ النّاصِحِينَ ؟ فَجَعَلَ ذَلِكَ مُقاسَمَةً بَيْنَهم. والثّانِي: أقْسَمَ لَهُما بِالنَّصِيحَةِ، وأقْسَما لَهُ بِقَبُولِها. الثّالِثُ: إنَّهُ أخْرَجَ قَسَمَ إبْلِيسَ عَلى زِنَةِ المُفاعَلَةِ؛ لِأنَّهُ اجْتَهَدَ فِيهِ اجْتِهادَ المُقاسِمِ. إذا عَرَفْتَ هَذا فَنَقُولُ: قالَ قَتادَةُ: حَلَفَ لَهُما بِاللَّهِ حَتّى خَدَعَهُما، وقَدْ يُخْدَعُ المُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وقَوْلُهُ: ﴿إنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ﴾ أيْ قالَ إبْلِيسُ: إنِّي خُلِقْتُ قَبْلَكُما، وأنا أعْلَمُ أحْوالًا كَثِيرَةً مِنَ المَصالِحِ والمَفاسِدِ لا تَعْرِفانِها، فامْتَثِلا قَوْلِي أُرْشِدْكُما.

ففي هذا النص الذي تدل عليه هذه الآيات الكريمات يبين سبحانه كيف كان الإغواء ، وأنه جاء من جهة الترغيب في الاستعلاء والبقاء ، فأوهمهما أن النهي كان لكيلا يكونا من الملائكة ، مع أن آدم سجدت له الملائكة ، ولكنهما غفلا عن هذا ، وأوهمهما أنهما يكونان خالدين في الجنة إن أكلا. وكانت النتيجة من الأكل أن بدت لهما سوءاتهما بعد الأكل من الشجرة ، وادعى بعضهم أن هذا يدل على أنها شجرة الشهوة ، ولكن لا دليل ، فيبقى أمر الشجرة غير معلوم. والأمر الذي ترتب على الأكل في آية البقرة وآية الأعراف هو الخروج من الجنة ، والهبوط إلى الأرض ، أي النزول من مكان أعلى منها ، وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو أي أمر التكوين كان لآدم وزوجه وإبليس ، وقوله تعالى: بعضكم لبعض عدو ، أي أن إبليس عدو لكم فاحذروه ، وإنه وذريته ينفثون في نفوس الناس الشر ، فتكون العداوة الدائمة المستمرة ، والتنازع والحروب. ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين أي الأرض التي خلقها ، وخلق لكم ما فيها جميعا ستكون مستقرا أي موضع قرار دائم ، لا أن تكون مسكنا تتركونه ، ويكون فيها متاعكم إلى حين ، أي إلى وقت أن تموتوا ثم تحيوا فيكون البعث والنشور ، وهكذا كان الشيطان بعداوته طريق الخروج من جنة الله تعالى إلى أرضه.